سامري موسى سامري محمد، وأبا شُبَّر أبا الحسن..
إب نيوز ٢١ يوليو
بقلم/
فهد شاكر أبوراس
ماذا فعل السامري الذي كان من أقرب المقربين لنبي الله موسى (عليه السلام) وكان من أوائل المؤمنين به بعد أن أستخلف أخاه هارون (عليه السلام) على قومه في رحلته ولم يستخلف السامري..؟!
أخذته العزة بالإثم وتغربل بمجرد أن خالفت السنة الإلهية رغباته الشخصية وسقط في الإختبار تماما كما سقط إبليس من قبل عندما رفض السجود لنبي الله أدم (عليه السلام) بعد أن عبد الله لما يقارب ٦٠٠٠ سنه. السامري حينها قال في نفسه كيف يستخلف أخاه هارون وأنا موجود..؟!
أولست أنا أول المؤمنين به وأنا أول أصحابه وأنا أحق بالإستخلاف من هارون.؟!
جعل السامري لبني إسرائيل إلهاً من دون الله وليس خليفة فقط.
وهذا لا يعني أن هارون فشل في مهمته واستخلاف موسى له..؟!
إنما السامري هو الذي نجح في توظيف قربه من موسى في إظلال بني إسرائيل وإبعادهم عن عبادة الله، وليس فقط إبعادهم وصرفهم عن وصي موسى وخليفته في غيابه.
رسول (صلوات الله عليه وعلى آله) قال للإمام علي (عليه السلام) “أنت مني بمنزلة هارون من موسى”.
فهل عمل هارون بتلك الوصية وهو يرى بني إسرائيل قد بدلوا إلههم بفعل مؤمن موسى وصاحبه المقرب..؟!
ماذا قال هارون لموسى عند عودته، عندما أخذ بلحيته..؟!
(قَالَ يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَـمْ تَرْقُبْ قَوْلِي) سورة طه- آية (94).
(وَلَـمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِـمِينَ) الأعراف- آية (150).
لذلك رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) عندما قال للإمام علي (عليه السلام) “أنت مني بمنزلة هارون من موسى” هو كان على علم مسبق بنفسيات أصحابه وبما ستؤول إليه الأحداث من بعد موته، لهذا كان قوله هذا لأمير المؤمنين علي (عليه السلام) ليس قول مدح بل كان قوله وصية له بأن يقتفي أثر نبي الله هارون وأن ينهج نهجه، فسامري موسى سوف يعود لتنصيب العجل من جديد، لكن هذه المرة على هيئة خليفة في سقيفة بني ساعدة.