إلا المُعلِّم.

إب نيوز ٢٥ يوليو
بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.
حكومة لا تستطيع أن تؤمن راتب (المدرس) أو (المعلم)، عليها أن ترحل.
حتى لو كان هنالك عدوان..
حتى لو كان هنالك حصار..
حتى لو كانت الدنيا كلها (محَلِّقَة) على رؤوس اليمن واليمنيين لدرجة أنه لم يعد هنالك للحكومة في هذا العالم فلس أو ريال واحد يُجبى..
هذا كله -في اعتقادي- لا يمكن أن يعفي الحكومة بأي حالٍ من الأحوال من مسئولية تأمين ودفع رواتب المعلمين والمعلمات.
يعني إذا كان قد وصل بالحكومة الأمر إلى مرحلة العجز الكامل وانعدمت لديها الحيلة، على الأقل انشئوا لهم بقانون أو بقرار صندوق للمعلم وذلك على غرار صندوق النظافة مثلاً.. تصرفون من خلاله لهم رواتبهم ومستحقاتهم شهرياً كاملة كما تصرفونها شهرياً كاملة لموظفي وعمال النظافة!
ما الذي يمنعكم من ذلك؟!
على الأقل هذا الصندوق سيكون ذا صفة (قانونية ورسمية)..
يعني سيكون أفضل وأجدى نفعاً من الاستمرار في الرهان والتعويل على فكرة دعوة وحث أولياء أمور الطلاب والذين هم في الغالب من المعدمين على دفع رسومٍ شهرية غير (قانونية) تحت عنوان : مساهمة أو مشاركة مجتمعية لصالح المعلم، والتي أثبتت السنوات الماضية أنها لم تكن تسمن أو تغني من جوع!
الدولة يا حكومتنا الرشيدة هي من توفر الحلول للناس وليس المواطن هو من يوفر الحلول للدولة!
متى تعون هذه الحقيقة؟!
طبعاً أنا لا أخاطبكم هنا إلا على أساس أنكم تحترمون المعلم والتعليم..
المعلم الذي لولاه لما وصل أحدٌ منكم إلى منصبه الوزاري أو الحكومي هذا الذي هو فيه الآن!
المعلم الذي كنتم وكنا وسنظل نردد :
قم للمعلم وفِّه التبجيلا
كاد المعلم أن يكون رسولا
أرأيتَ أعظم أو أجلَّ من الذي
يبني وينشئ أنفساً وعقولا؟
وهو المعلم نفسه الذي لو تم إغفال دوره أو الانتقاص من شأنه وقدره وحقوقه بما يؤثر سلباً عليه وعلى تأديته لرسالته الإنسانية الأنبل والأسمى والأقدس، لترتب على ذلك عواقب وخيمة أقل ما يمكن أن نوصفها بالكارثية.
وإذا المعلم سآء لحظ بصيرةٍ
جاءت على يده البصائرُ حولا.
فهل تدرك حكومتنا الرشيدة اليوم أنها بتجاهل نداءات المعلم ومعاناته إنما تُهيئ الأجواء وتمهد الطريق لمجيئ جيلٍ كله أحوَل؟!

#معركة_القواصم

You might also like