وعلى ضفاف الغدير

إب نيوز ٢٥ يوليو

خلود الشرفي

وعلى ضفاف الغدير ، حشود مليونية ، وأحتفالات غير مسبوقة ، في جميع محافظات الجمهورية ، تعكس مدى الوعي الذي وصل اليه الشعب اليمني الثائر المجاهد ، في ظل قيادة حكيمة تأبى لشعبها الضيم ، وتسمو به إلى المعالي بكل ما أوتيت من قوة وعزم ..

هذه القيادة الربانية الحكيمة المتمثلة في السيد القائد المجاهد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله ورعاه ، الذي لايألوا جهداَ في لمَّ شمل هذا الشعب العزيز الصامد، ومنحه الدعم النفسي والمعنوي اللازم لأي شعب يخوض معركة الإستقلال ، ويتنفس عبق الحرية ، بعيداَ عن هيمنة قوى الطاغوت ، وهوامير الفساد ..
ورغم تعدد المناسبات ، وتزاحم الأعياد ، في تاريخ الإمة الإسلامية، إلا أن عيد الغدير يعتبر أهم مناسبة دينية ووطنية بعد المولد النبوي الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأتم السلام ، لما يحمل في طياته من دروس تعني الأمة من جميع الجهات ، وترسم الدور الكبير المناط بامة هي أخر الأمم يُراد لها ان تكون خير إمة أُخرجت للناس .
فكان يوم الولاية أو يوم الغدير بمهومه الشعبي البسيط لهو بحق عيد الله الأكبر ، ويوم من أيام الله ، ويحق للأجيال ان تفاخر به إلى يوم الدين ؛ ذلك أن مسألة الولاية ليست قضية هينة ليتساهل فيها الناس ، فيقدموا ولائهم على طبق من ذهب لأحفاد القردة والخنازير ، ليعلنوا لهم الولاء والطاعة العمياء كالأنعام الهائمة على وجهها، لاتعرف العدو من الصديق !

إن الموالاه والمعاداة قضية محورية ، وأساس ثابت ، يحدد مسار الإنسان ، ويرسم إتجاهه في الحياه ، الموالاه والمعادة قضية خطيرة بها يرتبط مصير الإنسان في الدنيا والآخرة ..
ولأن الله سبحانه وتعالى رحيم بعباده؛ لم يترك المجال مفتوحاً لكل من هبَّ ودبَّ على كرسي الملك لينال ولاية الأمر ويظلم الناس ، ويسلب حقوقهم المفروضة تحت عنوان ” أطع الأمير وإن اكل مالك وجلد ظهرك “!! كما يروج له علماء السوء ، وفراعين الزمان ..

إن الولاية هي مسئولية جسيمة تقع على عاتق من نال شرف الحصول عليها ، مسئولية كبرى ، وواجب عظيم ، لما لها من إرتباط وثيق في حياة البشر ، وتوجههم ، وإنتمائهم ، ونظراً لخطورة المسألة ، فشرع الله سبحانه وتعالى له وحده إختيار من يشاء لهذا الشرف العظيم ، والله يعلم أين يضع رسالته ، وماعلى الإنسان البصير الواعي إلاَّ التسليم المطلق ، والإمتثال الكامل لأمر الله ونهيه ، فلامجال للأهواء في شرع الله تعالى ، والحق أحقُ أن يُتبع؛ وكما قال الله تعالى ” وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءَهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ ”

ولأهمية امر الولاية في الواقع البشري ، وارتباطها المباشر بحياة الناس ؛ فقد تكفل الله تبارك وتعالى بإختيار من يكون أهلاً لهذا الأمر الخطير ، وحمل ذلك العبء الثقيل ؛ تماماً كما تكفل الله عز وجل بأختيار الأنبياء والمرسلين ليبلغوا رسالات الله تعالى إلى الأمم كافة ، فعلى مدار التاريخ كان لكل نبي وصياً وارث علمه ، ومبلغ رسالته من بعده ، رحمة من رب العباد بعباده ، وإقامة للحجة عليهم في طاعته ومرضاته ، فماعذر من نكل عن سبيله ، وتعدى حدوده ، بعد البصيرة الواضحة ، والبلاغ المبين..

إن يوم الغدير دلالة واضحة ، وإشارة صريحة على مكانة أهل بيت النبوة عامة ، والإمام علي بن ابي طالب خاصة في الإسلام ، فإن كان هذا معلوم وإلا فما في الدنيا معلوم ، وماعلى الرسول إلاَّ البلاغ المبين .
والعاقبة للمتقين

#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء

You might also like