التخلى عن الولاية أدى إلى إنحراف الأمة وضلالها
إب نيوز ٢٧ يوليو
امة السلام جعفر
ما تمر به أمتنا العربية اليوم إلّا وليد تخلفها عن أمر الولاية لِما أنزله الله في حجة الوداع في غدير خم فأصبحت مجرّد أمّـة يتلهى بقتلها الآخرون ويسفكون دمائها ويذلونها ويخزونها؛ لذا لابدّ من العودة إلى ولاية أمير المؤمنين علي عليه السلام لنعود إلى القرآن الكريم لمعرفة الواقع الحقيقي الذي يصنع منّا أمة قوية والذي كان سيتحقق لنا كأمـة لو سارت على ولايته.
هُنا تكمن في ما تكفل الله به من توجيهات تجعل منا خير أمة لو مضينا وفق الأمر الإلهي حيث أكمل الله الدين وأتم النعمة ورضي لنا بالإسلام دينَا بمجرد أن أبلغ الرسول بأمر إلهي ما أنزل إليه وربط الله سبحانه وتعالى بين عدم التبليغ بالولاية بعدم تبليغ رسالة الإسلام فعدم تمسكنا بكل ما مضى من توجيهات الولاية أدى إلى فاجعة عاشوراء.
تكفل الله باصطفاء القيادة واختيار ولاية أمر الأمة ورسم الطريقة الواضحة والجليّة في واقع البشر من كل تلك الانحرافات بشكل عام وهنا تجلّت آيات الله فهي التي تخرج الناس من التيه والغي وهي التي تخاطب الناس بكل التفاصيل هي الرشاد والسداد والهدى والنور والبصيرة وتسمو بنا نحو الارتقاء كأمة مؤمنة إلى المعالي ولجعلها أمة صادقة وفالحة في الدنيا والآخرة، أمة فيها الخير والصلاح والأخلاق الفاضلة لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله أوصى بالتمسك بولاية أمير المؤمنين علي كي نكون أمة لا تُقهر ولا تُهزم ولا يستعبدها الأخرون كيف ما يشاؤون.
التولي مصدر لتحمل المشاق والمضي على النهج الصحيح والصائب وهنا أتت توجيهات الرسول بتولي الإمام علي بعد أن أخبره الله تعالى وسبب ضياع هذه الأمة لأنها خالفت أمر الله بالولاية التي هي كمال الدين وتمام النعمة ورضاه بالإسلام دينًا.
ضلَّت الأمة عن ماضيها وتفرَْقت وتاهت لأن الأمة مصيرها بدين الله كما أمر، ومصيرها مرتبط بولي أمر المسلمين الإمام علي عليه السلام الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله :”أنا مدينة العلم وعليٌّ بابها”؛ وقال الله سبحانه وتعالى : *{وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا}*.
متى ما تخلت الأمة عن الدين فلن تكون لها عزة وكرامة؛ وكذلك عندما تخلّت عن كتاب الله وولاية الإمام علي عليه السلام عادت إلى الضلال.
القرآن ما زال يوضح لنا ويخاطبنا بكل شيء؛ ولكن بعض الصحابة اجتهدوا مقابل نص قرآني واضح وجلي بأمر من الله وتبليغ من رسوله الذي لا ينطق عن الهوى فالرسول صلى الله عليه وآله بيَّن للأمّـة في غدير خم وكذلك أوضح لها أمر بقوله : “إني تارك فيكم الثقلين؛ ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا من بعدي ابداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض”.
فالصحابة خالفوا ما أنزل الله وما بلّغ به رسوله ولم يتمسكوا بولاية ولي أمر المسلمين الإمام المعين الإمام علي عليه السلام؛ ومن هنا بدأوا بالضلال إلى ما وصلنا إليه حاليًا من إستباحة دم المسلمين كما حصل في مجزرة تنومة منذُ حوالي قرن لتتجدد هذه الإستباحة في العدوان الكوني على اليمن بقيادة السعودية والإمارات وقد وصل الأمر إلى التطبيع مع أعداء الذين ارتكبوا المجازر بحق الشعب الفلسطيني واحتلوا أرضه وهجروه، ويجاهرون بنيتهم بهدم أولى القبلتين أي المسجد الأقصى.