العام 1444
إب نيوز ٢٩ يوليو
عبدالملك سام
كل عام وأنتم بخير.. عام هجري جديد، ومن الجيد أن إحتفالاتنا بهذه المناسبة لا تتخللها أي تصرفات مخلة بالآداب كما تحولت الإحتفالات برأس السنة الميلادية في العالم، فمن المضحك أن الغربيين بالذات يحتفلون بميلاد المسيح (ع) بأفعال حرمها المسيح من سكر ومجون حتى منتصف الليل، أما بعد ذلك الوقت فهم لم يعودوا بوعيهم ليعرفوا ماذا فعلوا!
رأس السنة الهجرية في بلادنا كانت مناسبة للموالد والأذكار وقراءة سيرة النبي (ص)، طبعا قبل أن يأتي كهنة المعبد في عصرنا ليحرمونا من كل هذا بتكفيرهم للجميع وتحريمهم لكل جميل أستمتعنا به في طفولتنا، وكلنا ما نزال نتذكر مذاق (مليم) العسل ورائحة العود وماء الورد والأذكار التي كانت تصدح من مكبرات المساجد بين صلاتي المغرب والعشاء، ثم العودة للمنزل ومشاهدة الأفلام التاريخية قبل النوم.. فأين ذهبت تلك الأيام؟! لقد رحل الإخوانج، ولكن بعد أن بذروا الفرقة والإختلاف في مجتمعنا الطيب!
هذا العام قرر الرئيس المشاط أن يتخذ قرارا بإعادة العمل بالتقويم القمري، وهو بالمناسبة أدق من التقويم الشمسي الذي يحتاج إعادة ضبط كل أربع سنوات بما يسمى (السنة الكبيسة). واستخدام التقويم الهجري ليس بدعة، فقد أستخدمه العرب والرومان والعديد من الحضارات القديمة لدقته، ولأن شعائرنا الدينية مرتبطة به كالصوم والحج والزكاة، فهو الأنسب لنا، وحتى زمن قريب كان يستخدم في معظم البلاد الإسلامية، فلا أرى أن هناك مشكلة في عودتنا لإستخدامه.
الطريف أنك ستكبر شهرا وعشرون يوما كل عشر سنوات عندما تحسب عمرك، وسترى الكثيرين يحسبون الشهور لمعرفة مواعيد الزكاة، ولكن أكثر من سيجن جنونهم هم المحاسبين الذين أعتادوا على حساب كل معاملاتهم بالتقويم الشمسي، وسيصبح من المعتاد أن يسألك المحاسب عن شهر 9 هل هو شعبان أم رمضان؟! ومصلحة الضرائب ستحول شهر الأقرار من مارس إلى ربيع الأول، وهكذا في باقي المصالح الحكومية. لكن هي مجرد فترة ونعتاد على النظام الجديد، ولنبدأ من الآن بشراء تقويم هجري.
أنا هذه السنة سأحتفي بذكرى ميلادي في شهر شعبان (8) بدل يوليو (7)، وبلدنا اليمن سيحتفي بذكرى الصمود الثامنة في 25 جمادى الأول، أي بعد خمسة أشهر! ولنجرب هذا على باقي المناسبات!! لقد أستطاع الرئيس المشاط أن يجعلنا مشغولين هذا العام بحساب الأيام، ورأيي أن يتم جميله بأن يعيد لنا إستخدام الأرقام العربية (1 ، 2 ، 3 ….) بدل الأرقام الهندية التي نستخدمها (١ ، ٢ ، ٣ ….)، فالأرقام التي يستخدمها العالم كله اليوم هي أختراع عربي خالص، وأعرف أن الكثيرين سيندهشون عند سماعهم هذا، ولكن هذه هي الحقيقة!
لقد تعمدت في مقالي اليوم أن يكون مقالا عاديا، هذا لأني بحثت عن عذر لأقول لكم (كل عام وانتم بخير)، وأن أتمنى لكم ولكل شعوبنا العربية والإسلامية سنة جديدة وسعيدة خالية من آل سعود وكل الأنظمة المطبعة والعميلة، خصوصا وقد باتوا يحتفلون بعيد رأس السنة الميلادية بمجون وصخب وغباء أكثر من الغربيين أنفسهم! ولكن دعونا منهم اليوم، ولنحتفي مع أهلنا وشعبنا فحسب.. كل عام وأنتم يا شعبنا اليمني العظيم بألف خير، وبإذن الله قريبا تنزاح الغمة، ويرحل اللقطاء عن أرضنا مدحورين، ونهنأ بحياتنا وحريتنا وخيرات بلادنا بسلام..
…
لكل من لم تعجبه فكرة التقويم الهجري أقول أنه لا داعي لإعتراضك، فهذا هو تراثك وثقافتك وهويتك، فلو كنت صينيا لكنت تحتفي بعام الكلب وعام الماعز وعام الثعبان ….الخ، وفي دول كثيرة يسعدون بتراثهم ويحاولون أن يحافظوا عليه، فما بالك وأنت من ?? اليمن أصل العروبة ومحط أنظار المسلمين؟!