الجرح الغائر ( عاشوراء) .
إب نيوز ٢ محرم
درة الأشقص
عندما يعيد التاريخ نفسه وعندما نستذكر ماهية التقصير وعاقبة التفريط، نحن كنا على موعد مع كربلاء أخرى في ذلك اليوم شديد السواد وحالك الظلمه، يوم ارتقى سيدي القائد العظيم حسين بن بدر الدين الحوثي سلام الله على روحه الطاهره، نحن في تلك اللحظه فقط تذكرنا خطورة تقصيرنا وتفريطنا بأعلام الهدى ونسل آل بيت رسول الله هي نفسها تلك اللحظه التي تم فيها انتزاع الرأس الشريف من الجسد الطاهر العفيف رأس سليب الرداء أبا عبدلله الذبيح من الوريد إلى الوريد الإمام الحسين بن علي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
ما أحوجنا أن نستذكر ونستلهم تلك الدروس التي كانت نتيجة إهمال منا وتفريط وتقصير بحق نجوم أهل الأرض وسفينة النجاة أصحاب الكساء الخمسة، المسموم و المذبوح بكربلاء والمصلوب في الكناسه هؤلاء من كان نصيبهم الإرتقاء ونصيبنا من بعدهم الشقاء.
حادثة كربلاء لم تكون وليدة يومها بل كانت نتاج حقد دفين وبغض لآل بيت رسول الله كانت حصاد لكراهيه زرعت في حقول وعقول مظلمه شديدة السواد.
لا أدري لماذا لا تكون لنا دروس وعِبَر لقد تكرر نفس الخطأ ونفس المصيبة نزلت على رأس الإسلام والمسلمين، التاريخ يعيد نفسه ولم يختلف إلا الزمان والمكان ولكن الآلام هي نفسها الجراح السهام هي نفسها التي أصابت صدر الحسين وأثخنته بالجراح وهي نفس السيوف التي فصلت رأسه عن جسده الشريف وانتزعت كبد الحمزة وقطعت كفيّ العباس، وهي نفسها السيوف التي مزَّقت الإمام زيد بن علي ونفس الرياح التي كانت سبباً في ذرو رماده عليه السلام.
لقد كان النصيب الأكبر من الحزن والرثاء لعقيلة بني هاشم الحوراء زينب عليها السلام فقد كانت شاهدة على رحيل آخر شخص من أسرتها وأحبائها وقد دفنت في يوم واحد سبعين فردا من أسرتها الشريفة ولكن لم تخمش لها وجها ولم تفتق لها جيبا.
كيف لا وهي سيدة عصرها وزمانها وسلطانة الصبر والجلد، هي من تمسكت وامسكت بزمام الأمور ولملمت من بقي من أسرة أخويها وشدّت بهم الرحال إلى الدعي بن الدعي يزيد بن معاوية عليه لعنة الله والناس أجمعين، هي من ألجمت لسانه بفصاحتها وبلاغتها وعلمها الذي لا يشق له غبار كانت نعم الخاطبة والمتكلمة في عصرها وأوانها، فقد قالت كلمتها المشهورة آنذاك:( كد كيدك يايزيد واسع سعيك،
فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا، ووالله ما قولك إلا فند ولا سعيك إلا بدد ولا عمرك إلا عدد ).
سلام الله عليهم حين ولدوا وحين جاهدوا واستبسلوا وحين ظلموا وحين عطشوا وحين ذبحوا وصلبوا وحين ارتقوا شهداء دائما أبدا و متصلا سرمدا من يومنا هذا إلى يوم الدين والى أن يبلغوا سدرة المنتهى.
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء