مع الحريزي واليمن
إب نيوز ٢ محرم
عبدالملك سام
عندما تسمع تصريح للشيخ علي سالم الحريزي لا تملك سوى أن تمتلئ إعجابا بهذا الشخص الوطني الشريف؛ فهو يتكلم ارتجالا دون إعداد بما يمليه عليه ضميره ووعيه، ويتكلم برجولة وشجاعة وهو يعلم أن المنطقة التي هو فيها محتلة، وقواعد وأسلحة المحتلين على بعد أمتار منه!
لا شك عندي بأن الشيخ علي الحريزي قد نال اعجاب كل اليمنيين في الشمال والجنوب، وأثار غيظ الإحتلال وعملائهم، وما تحركهم الأخير ضده إلا دليل على خشيتهم من منطق الحق الذي يتكلم به في كل تصريح له، فقد عراهم تماما وبالأدلة، ووضعهم في حجمهم الطبيعي كأقزام لا يملكون مشروعا سوى خدمة أمريكا وبريطانيا، ونهب ثروات اليمن.
هناك قيادات وزعامات في الجنوب، ولكن الإحتلال عمد إلى أحقر من في الجنوب ليضعهم فوق الشرفاء، ولكن بمجرد أن يتكلم شخص حر – كالشيخ الحريزي – حتى تضيق به نفوسهم الدنيئة، ويسارعون للبكاء والعويل لمشغليهم لكي يسكتوه، وبهذا فقط يثبتون أنهم مهما أعطاهم الاحتلال ورفعهم فهم لا يساوون حتى حذاء رجل شريف واحد كالشيخ علي الحريزي.
إعجاب اليمنيين بالشيخ الحريزي دليل أن المعركة التي تدور اليوم ليست مذهبية أو طائفية أو عرقية كما يروج المحتلون؛ فالمعركة هي معركة بين الحق والباطل، وبين الحرية والعبودية، وبين الشرف والفساد. ولو أن قادة الإخوان وقفوا موقفا مشرفا ضد الإحتلال كما فعل الشيخ الحريزي لكان الشعب معهم، ولو أن عفاش وقف بصدق ضد من يعتدون على الشعب والبلد لكان لا يزال محافظا على موقعه وما نهبه خلال سني سلطته، ولكان من الصعب أن يحرض أحد ضدهم، ولكنهم باعوا شعبهم وتأمروا على بلدهم فلفظهم الشعب إلى مزبلة التاريخ.
كل من يقف وسيقف مع اليمن والشعب اليمني سيسجل أسمه بحروف من ذهب في قلوب أبناء شعبه وذاكرتهم، وكل من وقف وسيقف مع أعداء بلده فمصيره الخزي والعار، بل وسيرث هذا العار من أبناءه جيلا بعد جيل! ولنا عبرة في سجلات التاريخ لمن سبق، ففيها تم ذكر كل من خان بلده كشخصيات وضيعة لا قيمة لها، بينما ذكر التاريخ أولئك العظماء الذين وقفوا موقف الشرف والبطولة دفاعا عن بلدانهم وشعوبهم وحريتهم.
بسببك يا شيخ علي ترابط الشمال والجنوب أكثر، فمواقفك مثلت عامل أستقرار ووعي لأبناء شعبنا ودول الجوار أيضا، فمهما حاولوا لن ينالوا منك ومن شرفك ومن مكانتك، والإحتلال إلى زوال لا محاله مهما عربد وتآمر، وعندها نحن على يقين أن أبناء شعبك لن ينسوا لك مواقفك أبدا، وبإذن الله ستكون أيقونة للشرف والوطنية يتطلع إليها كل أبناء اليمن بإحترام، وسيخلد التاريخ أسمك كرمز وطني لليمن بأكمله..
يقول الله سبحانه: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}، {قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا ۖ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۖ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ}..
….
وفق المعطيات الأولية، يبدو أن الإحتلال كان يعلم أن الشيخ الحريزي لم يكن بالمنزل، فربما ما حدث مجرد رسالة تحذير، ولكن على ما يبدو دون جدوى؛ فكلنا سمعنا بيان الشيخ الحريزي بالأمس، والذي طالب فيه قوات الإحتلال بالرحيل من بلدنا.