الجرح الغائر ( عاشوراء)

إب نيوز ٤ محرم

درة الأشقص

عندما يعيد التاريخ نفسه وعندما نستذكر ماهية التقصير وعاقبة
التفريط نحن كنا على موعد مع كربلاء أخرى في ذلك اليوم الشديد السواد والحالك الظلمه يوم أن ارتقى سيدي القائد العظيم حسين بن بدر الدين الحوثي سلام الله على روحه الطاهرة.

نحن في تلك اللحظة فقط تذكرنا خطورة تقصيرنا وتفريطنا بأعلام الهدى ونسل آل البيت من آل رسول الله
هي نفسها تلك اللحظة التي تم فيها انتزاع الرأس الشريف من الجسد الطاهر العفيف رأس سليب الرداء أبا عبدلله الذبيح من الوريد إلى الوريد
الحسين بن علي عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام ما أحوجنا أن نستذكر ونستلهم تلك الدروس التي كانت نتيجة إهمال منا وتفريط وتقصير بحق نجوم أهل الأرض وسفينة النجاة أصحاب الكساء الخمسة المسموم و المذبوح بكربلاء والمصلوب في الكناسه هؤلاء من كان نصيبهم الإرتقاء ونصيبنا من بعدهم الشقاء.

حادثة كربلاء لم تكون وليدة يومها بل كانت نتاج حقد دفين وبغض لآل بيت رسول الله كانت حصاد لكراهيه زرعت في حقول وعقول مظلمه شديدة السواد.

لا أدري لماذا لم تكون لنا عبره ودرس لقد تكرر نفس الخطأ ونفس المصيبة نزلت على رأس الإسلام والمسلمين التاريخ يعيد نفسه ولم يختلف إلا الزمان والمكان وإلا فهي نفس الآلام ونفس الجراح ونفس السهام التي أصابت صدر الحسين وأثخنته بالجراح وإلا هي نفس السيوف التي فصلت رأسه عن جسده الشريف وانتزعت كبد الحمزة وقطعت كفي العباس.

هي نفسها السيوف التي مزقت زيد بن علي ونفس الرياح التي كانت سبباً في ذرو رماده عليه السلام
لقد كان النصيب الأكبر من الحزن والرثاء لعقيلة بني هاشم الحوراء زينب عليها السلام لقد كانت شاهدة على رحيل آخر شخص من أسرتها وأحبائها فهي دفنت في يوم واحد سبعين فرداً من أسرتها الشريفة ولكنها لم تخمش لها وجهاً ولم تفتق لها جيباً.

كيف لا وهي سيدة عصرها وزمانها وسلطانة الصبر والجلد
هي من تمسكت وامسكت بزمام الأمور ولملمت من بقي من أسرة أخويها وشدت بهم الرحال إلى الدعي بن الدعي يزيد بن معاويه عليه لعنة الله والناس أجمعين
هي من ألجمت لسانه بفصاحتها وبلاغتها وعلمها الذي لا يشق له غبار كانت نعم الخاطبه والمتكلمه في عصرها وأوانها
فقد قالت آنذاك كلمتها المشهوره ( كد كيدك يا يزيد واسع سعيك
فوالله لن تمحو ذكرنا ولن تميت وحينا ووالله ما قولك إلا فند ولا سعيك إلا بدد ولا عمرك إلا عدد ) سلام الله عليهم حين ولدوا وحين جاهدوا واستبسلوا وحين ظلموا وحين عطشوا وحين ذبحوا وصلبوا وحين ارتقوا شهداء دائماً أبداً و متصلاً سرمداً من يومنا هذا إلى يوم الدين والى أن يبلغوا سدرة المنتهى.

#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء

You might also like