للحرب فرصها.. وللسلام فرصهُ أيضاً

إب نيوز ٩ محرم

بقلم/
فهد شاكر أبوراس

كما أن للحرب فرصها، فإن للسلام فرصه أيضاً، وفي كلتا الحالتيين فإن الكرة باقية في مرمى دول تحالف العدوان، وما على النظامي السعودي والإماراتي إلا مراجعة حساباتهما قبل فوات الأوان، وعليهم أن يعلموا أيضاً أن إستمرار الحرب العدوانية على اليمن لا تصب في صالحهم أبداً، وإن قبل وفدنا الوطني بتمديد الهدنة لمرة أو لثلاث أو حتى لعشر مرات أو أكثر من ذلك، فالحقيقة هي أن لا هدنة مع استمرار الحصار لشعبنا والإحتلال لبلدنا، ولا زالت أيضاً مخلفات الحرب العدوانية على بلدنا من ألغام وقنابل عنقودية وغيرها من الأدوات القاتلة، تواصل فتكها بالمدنيين وتقتلهم في ربوع محافظات اليمن.
أقامت صنعاء الحجة أمام المجتمع الدولي وأبلغت الأمم المتحدة عن رؤيتها فيما يخص مسارات الهدنة، من فتح كلي لمطار صنعاء الدولي، وفتح كامل لميناء الحديدة وإخلاء سبيل السفن النفطية والغذاء والدواء لتمر بسلام ومن دون أية عراقيل ومن دون أي قيد أو شرط، وهذا بعد نقاشات مكثفة خاضتها صنعاء مع الوفد العماني الشقيق الذي أنهى زيارته إلى صنعاء في نهاية الأسبوع الماضي.
وما على الأمم المتحدة سوى التعاطى مع الملف الإنساني اليمني بكل جدية ومسؤولية ومن دون لف ولا دوران، مالم فإن القوات المسلحة اليمنية والقوة الصاروخية والطيران المسير، جاهزةٌ لكلا الخيارين، وكما أثبتت ذلك بالتجربة في الماضي، ومثلما لم توفر الأمم المتحدة وقوى العدوان على اليمن سبيلاً للعبور نحو السلام، فإن القوات المسلحة اليمنية أيضاً لم تدخر جهداً في مسار التطوير والبناء والتحديث لقدراتها وعدتها وعديدها، استعداداً وتوثباً لأية حماقات عدوانية تقف في المستقبل أمام خياراتها المحقة والمشروعة نحو الحرية والإستقلال، وعليها فإن قوى العدوان بعد التمديد الأخير للهدنة واقعة أمام خيارين اثنين، فإما أن تذعن لشروط السلام، أو تتحمل التبعات الكبيرة جداً، وهي المخنوقة بأزمات الطاقة، ولا طاقة لها بما حضرته القوات المسلحة اليمنية من المفاجآت في ظل ظروف دولية بالغة التعقيد، وما كل هذا التعقيد وهذه التحولات السياسية والإقتصادية والعسكرية العالمية، إلا مؤشراً واضح لمخاض ولادة نظام دولي جديد، والله هو وحده في هذا العالم من يرسم عاقبة الأمور، ولله عاقبة الأمور.

You might also like