كَربلاءُ القُدس
إب نيوز ١١ محرم
هنادي خالد
”طريقنا إلى القدس، يمرّ مِن كربلاء فلا يُمكنني أن أكون حُسينيًّا، وأتخلّى عن فِلسطين..”
مقولةٌ خُلِدت للإمام روح اللّه الخُمينيّ ‘رضوان الله تعالى عليه’؛، كقاعدةٍ صريحة آخرها شرطٌ لتحقيق أولها، والمعارك على امتدادِ العصور أثبتت ذلك، فَـ على امتداد التاريخ هزيمة بني صهيون لا تكون إلا على أيدي أبناءِ عَليّ والكربلائيين، واليوم نشهد تجليّاتها، ففي الوقت الذي تتسارعُ فيه الأحداث بغية سيطرة العدو الإسرائيلي علىٰ بيت المقدِس، من إقتحاماتٍ مُتتالية، وانتهاكاتٍ مُتواصلة بحق أبناء الشعب الفلسطيني الحُر المُقاوم والتي اعتمدها العدو علىٰ مدىٰ عقودٍ من الزمن، وعمد العدو الإسرائيلي الأحمق أيضًا وكما هو ديدنه المعروف من إعتماد منهجيّة الغدر نراه بين كُلِّ فترة وفترة يقوم بإستهدافِ قادة المقاومة الفلسطينية في إعتداءٍ سافر ومُمنّهج، وما يفتأ عن جرائمه هذه حتى يأتيه الرد من مُنطلق حق الدفاع المشروع على أيدي الصادقين من فصائل المقاومة الفلسطينية، ولسوء حظ العدو الإسرائيلي أن المُقاوَمة الآن وفي الوقت الراهن أصبحت تمتلك قوةً عسكريّةً كبيرة تفوق توقعاته، فالمُعادلة اليوم تختصرها جملةً واحدة للقائد الأُمميّ السيد حسن نصرالله حين قال : ‘القُدس تعني حربًا إقليمية’، وكما أكد السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي بأن اليمن جزءٌ لا يتجزأ من هذه المُعادلة، أضف إلىٰ ذلك ارتفاع نسبة الوعي لدى جنود وجمهور مِحور المُقاوَمة في محاورها الأبيّة، فالجميع رهن إشارة ”انفِروا خِفَافًا وثِقَالًا”، وفي أتمِّ الجُهوزيّة القتاليّة، مُستعدون لخوض المعركة، وبذلِ الأرواحِ والمُهج في سبيلِ نصرة الإسلام، وفداءًا للأقصى، تأشيرة إنطلاقتهم ‘هيهات منّا الذلة’، سلاحهم مصنوعٌ من بأس عَليّ، رجالٌ صُنعوا على عين اللَّه، وفي بيوت اللَّه، وعلى كتاب اللَّه، وعند احتدام المعارك، سيصبون علىٰ الأعداء سوط عذابٍ وبأسٍ شديد لا يُرد، يشفي صدور قومٍ مؤمنين، ويُردي العدو صاغِرًا ذليلًا، فالزمن الآن بتوقيت التمكين، وبعقيدة ‘يأبى لنا اللَّه ذلك’، وببصيرةِ ‘ألسنا على الحق ؟ إذاً لا نُبالي’، وبإيمان ‘فُزتُ وربِّ الكعبَة’، أرواحٌ ثوريَّة عُجِنت بطينةِ كربلاء، وتاريخُ ميلادِها في العاشر، أرواحٌ مُزجت بحُب الجهاد، وروحيّة الفِداء والتفاني، والنصر لا محالة سيكون حليفُ المؤمنين، وعدٌ صادقٌ في مُحكمِ التنزيل، رَغم كيد الأعداءِ والمُطبعين، والأيامُ كفيلة ببرهنة هذه الحقائق، فطوفانُ الغضبُ الثوريّ بعد كُلِّ مجزرة من مجازر العدو الإسرائيلي والأمريكي تزيد من وتيرة أمواجه، غضبٌ سيجرفُ عروشهم، عندها لن تنفعهم ملاجئهم وحصونهم ، فالنصرُ بات قاب قوسين أو أدنى، نصرٌ صنيعةُ دِّماء الشُّهداء الصادقين، نصرٌ يُطهّر الأرض من دنس الطُغاةِ والمُتجبرين، ويسحقُ صهاينةَ العربِ المُتغطرسين، نصرٌ يُبلسم جِراح الفُقراءِ والُمستضعفين، والعاقبةُ للمُتقين.
#غزة_تقاوم_الغدر
#عاشوراء_1444هـ
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء_الدولي