وقفة تامل في (واقعة الطف) التاريخية .
إب نيوز ١٢ محرم
محمد علي الذيفاني
في صباح يوم الاثنين من ايام الخريف والذي طالما تطلع الشمس فيه بصورة خجولة يعقبها مطر خريفي نافعا
وفي قلب مدينة يريم وبين جموع الناس الوافدين لتلك الساحة الخاصة بذكرى أستشهاد سيد الشهداء الأمام الحسين بن علي عليهم السلام وقفنا اكثر من ساعة توالت فيها الكلمات المعبرة لهذه الذكرى الاليمة رغم بعض الملاحظات التي تخص اللجنة المنظمة وفي أثناء العودة كانت هناك الكثير من الأسئلة التي حلقت بناء على جناح عشق الثورة الحسينية
صحيح لم نعيش تلك الماساة التاريخية ولكن من المستحيل ان تغيب من وعي الأنسان المسلم اومشاعرة بل تتعمق لتصل الى ذروة الأحاسيس والمشاعر الانسانية المعذبة والباعثة للحزن السرمدي في ظل التحليق بجناح العشق كان علينا ان نسأل انفسنا لماذا احياء هذه الذكرى الاليمة
وهل ستمثل حلا للمشكلات التي تعاني منها الأمة
والجواب ربما يستحسن ان نبداء من نقطة يتفق عليها الجميع وهي بان الامام الحسين سبط النبي وسيد شباب اهل الجنة ولهذا كان جديرا لإصلاح أمة جدة لندرك بعدها كم حجم الانحراف الكبير للامة عن منهج رسولها الكريم ولهذا كانت عملية الاصلاح التي نادى بها الأمام الحسين بقوله (لم أخرج اشرا ولابطرا ولكن خرجت الاصلاح في امة جدي)
تحتاج الى تضحيات جسيمة بحجم وشخصية الأمام الحسين عليه السلام ولهذا ستبقى هذه الذكرى منهجا ثوريا للمشروع القرآني المبارك وحافزا قويا للتصدي للظلم والظالمين وتحمل المسؤولية الكاملة والنهوض بواقع الامة وتحصينها من الخلافات والانقسامات والهزائم والانكسارات ومراجعة وتصحيح الاخطاء والخروج برؤية استراتيجية منسجمة مع حقائق الدين والتاريخ الإسلامي
ومن قلب هذه الذكرى الاليمة كان علينا التحليق بجناح العشق لاستماع خطاب السيد القائد العلم يحفظه الله القائد الحكيم الذي لأ أخفي القاري الكريم قوة ايماني به بعتباره الامل الكبير الذي سيصنع تاريخا مشرقا للامة باذن لله
اقول هذا عن طواعية وسعادة كاملة حيث قدم للأمة خطابا ثوريا ومنهجا متبصرا يكشف خفايا تلك المأساة بسرد تاريخي متسلسل لانظير له
خطاب جعل من فاجعة كربلاء رؤية إيمانية عميقة تمنع الكوابس المفزعة التي عصفت بالأمة منذوا أمد بعيد
خطاب بالمعنى الحقيقي للمأساة تنتظم مفرداته انتظاما ايمانيا يرخي بظلاله على مساحة كبيرة من تلك الفاجعة التاريخية
خطاب يصنع التحولات الكبيرة للأمة وتحريرها من ازمة الثقة بالذات
يعكس البوح بمكنونات القلوب العاشقة له والمستمعه لخطاباته بلاملل
خطاب يتجاوز الأطر المؤدلجة وصور النياحة والبكاء
خطاب ذات طابع استراتيجي واستجابة عملية بمعنى الكلمة للتصدي للمؤمرات التي تقودها امريكا الشيطان الأكبر بغريزة الانتقام والتوسع والسيطرة ونهب الثروات