حمادة في الوقت بدل الضائع
إب نيوز ١٤ محرم
عبدالملك سام
يراد لأحمد عفاش أن يكون شيئا، لكن المشكلة أنه يتخذ طريقا غير نافع في شيء سوى أنه يذكر (شلة الفساد) بأبيه، ومن وجهة نظرهم البائسة فأنه (ربما) يستطيع أن يعيدهم لأيام مجدهم، وتلك الفترة التي تحولت فيها البلد إلى مغارة “علي بابا” حين كان اللصوص يتنافسون على من يستطيع أن يبتلع أكبر عدد من الثروات والأراضي والآثار في أسرع وقت ممكن، في حين كانت المنح الرئاسية تعطى للأكثر خساسة وفكاهة!
نعم، وضعنا اليوم – اقتصاديا – أكثر بؤسا، وليست الثورة التي أطاحت بعفاش وزمرته هي السبب، بل أن كل مصائبنا في الماضي والحاضر سببها السعودية، فلأنها جارة سوء – كما يعرف كل اليمنيين – فقد أتت بعفاش ليجهز على مشروع الرئيس الشهيد الحمدي، وبعد الثورة التي اطاحت بعفاش، قامت بعدوان عاجل لتجهز على الثورة لتأتي لنا بزمرة من المهرجين على شاكلة عفاش، بينما فضلت الإمارات أن تحافظ على “عفاش الصغير” رهينة لديها، واليوم هاهي تظن أن الوقت قد حان لتجربة شعبية دميتها الجديدة.
هو – كأبيه – يقول كلاما لا يعنيه بالمرة، ويستخدم ذات المصطلحات التي ظل يرددها أبوه لأكثر من ثلاثين عام عن الوطنية والوحدة والدم اليمني، وكلها أضاعها طبعا. ولم ينسى “حمادة” أن يعطي بعض التوجيهات في خطابه ليثبت لنا مجددا أنه يعتبر اليمن مزرعة خاصة من أملاك والده، بل والأسواء أن أبوه على الأقل كان يدعو (دول الجوار) للحوار، بينما حمادة تجاهل دول العدوان تماما وكأن المشكلة بين اليمنيين فقط، وأن هذه الطائرات التي تقصفنا والبوارج التي تحاصرنا هي يمنية، ولكنها متنكرة بجنسيات أخرى!
لقد ظننا أنك العاقل من بين أخوتك، وكم كان جميلا أن تسكت طوال هذه الفترة، وقد أفسدت هذا بكلامك الطائفي صدقني، فلا أحد كان يظن أنه أفضل من اليمنيين سواكم، وكم أهنتم الشعب في الماضي.. نحن لسنا ضد أن تتحول (للبزنز) وتمارس التجارة في دبي، ولو أنها من أموالنا، ولكنها أفضل على أي حال من المتاجرة بالدماء التي كان يمتهنها أبوك، وكان أملنا أن يهديك الله يوما وتعترف بفداحة ما أقترفه نظام والدك الفاسد بحق الشعب لعقود، فقد أصبح اليمني في عهده الأفقر حالا والأقل أحتراما والأشد مرضا والأرخص دما من بين كل الجنسيات حول العالم، ولكنك على ما يبدو لست أفضل حالا منه، وتحاول أن تتكسب كأبيك من دول العدوان ولو كان الثمن خراب اليمن!
أسمعها مني هذه المرة.. يكتب للبدر بن أحمد حميد الدين أنه لم يوافق على توقيع وثيقة للسعوديين يمنحهم بموجبها حق تملك ثلاث محافظات يمنية، وفضل أن يرحل للجوء في أي بلد آخر على أن يسجل أسمه في التاريخ خائنا، وقد كان ملكا لا أبن رئيس يفترض أنه ديمقراطي! فلا ترضى بأن تكون مطية لأحد؛ فأنت يمني، خاصة لهؤلاء الأراذل الذين يظنون أن لهم قيمة أعلى شأنا من اليمنيين!
سجل مكانك في التاريخ ولو في الوقت بدل الضائع، ولا تقبل بأن تفعل ما يريدون، وصدقني، لو كنت مكانك لفكرت بأن أحاول الذهاب لبلد آخر عن البقاء في بلد يقتل اليمنيين، وأن أكفر عما فات بألا أشارك في الجرائم ضد شعبي وبلدي، فلعل قادم الأيام يحمل لي أملا بأن أعود لبلدي وأعيش فيه مواطنا شريفا وأساهم في بناء اليمن الجديد. هذه رسالة أتمنى أن تتمعن فيها قبل فوات الآوان، وقبل الفتح المبين القادم على أيدي اليمنيين بإذن الله.
…
*هناك فترة بين هذا المقال وخطاب عفاش الصغير، والسبب أن خطابه أثار عاصفة ردود غاضبة من الكثيرين، فلم اجد أنني سأقدم أكثر بتعليقي عليه. ولكن الأحداث الأخيرة في شبوة بين المرتزقة تؤكد أن ادوات الإمارات والسعودية تتجه نحو المزيد من التناحر، وبالتأكيد سيتم أستخدام العفافيش وباقي الأدوات في هذه الصراعات! فمتى يعود المرتزقة لرشدهم؟!