ثورة الإمام الحسين امتداد لثورة جده رسول الله
إب نيوز ١٦ محرم
كلما كانت للإسلام قضية كان هناك الحسين وكلما كانت للمسلمين ساحة صراع كان هناك الحسين لأنّه يمثل التجسيد الفكري والروحي والعملي والجهادي لجده رسول الله صلوات الله عليه وعلى آله الذي قال “حسينٌ منّي وأنا من حسين” هذه العبارة التى تنطلق بعيداً من الجانب الذاتي لأن ذلك لا يمثل شيئاً من القيمة الحقيقية للارتباط العضوي والتفاعل الروحي والحركي بين النبي الاعظم محمد صلوات الله عليه وعلى اله وسبطه الحسين عليه السلام ما يجعلهما شيئاً واحداً بحيث يمكن أن نقول إن الحسين من رسول الله ورسول الله من الحسين فهما يتكاملان بهذا المعنى الّذي يشكِّل الوحدة بينهما لذا فقد كان الحسين الوارث الوحيد لتلك الثورة التي فجرها جده الرسول الأعظم على الجاهلية الرعناء والعنصرية والوثنية لإنقاذ المستضعفين في الأرض من الظلم والتسلط والاستعباد فكانت أهداف ثورته عليه السلام لم تتعلق بمفهوم الشهادة وحدها ومعانيها بل تخطاها لتجسد بعدا تحذو حذوه الثوار فوقف يوم العاشر من محرم يدعو بالقول “كونوا أحراراً في دنياكم”، ليؤسس فيما بعد بُعدٌ ثوري انساني في كل الاديان ضد كل انواع الظلم والاستبداد في جوانب الحياة كافة ليشتد بعدها البلاء عليه في ارض كربلاء ارض الكرب والبلاء وطالته ومن معه من أهله وأنصاره اذناب يزيد وابن مرجانه بسيوفهم المحسوبه على الاسلام من كل جانب بغية إطفاء أخر انوار الرساله المحمديه وهدم آخر اسوار الحمايه لهذا الدين بعد تخلصهم من ابيه واخيه من قبله ليحرفو الدين كما يريدون ولاكن نسو او تناسو بأن الله عزوجل قد قال في محكم التنزيل (( يريدو ان يطفئو نور الله بافواههم والله متم نوره ولو كره المشركون )) ليقف من بعده الامام على بن الحسين عليه السلام ويحمل راية الدين ويستمر مشروع الفداء والتضحيه لحماية هذا الدين ولأن قصة عاشوراء لم تكتمل فصولها فإن ((كل يوم عاشوراء، وكل أرض كربلاء)) مدرسةً مفتوحةً للجميع وكل منا يجد في ثورة الإمام الحسين عليه السلام ما يطلبه من العزة والكرامة والقوة والموقف الكريم العزيز وإباء الضيم ورفض الذلة والظلم.
عبدالناصر حارث المليكي