أحداث شبوة وانعكاساتها على تصفية الإخوان من مأرب
إب نيوز ١٦ محرم
لطف لطف قشاشة
درج تحالف العدوان على بلادنا على تغيير تكتيكات المعركة مع كل إخفاق يواجهه في الميدان والحديث عن الإخفاقات حديث يقودنا إلى الإشارة إلى أنواع الإخفاقات بشكل مقتضب أهمها وأقواها أن التحالف عسكرياً فشل في اختراق الجبهة الداخلية واندحر خائبا من مناطق المواجهات وبعضها يعود إلى هشاشة مجاميع المرتزقة وانعدام تجانسهم وتعدد ولاءاتهم وأهدافهم، ولذلك يلجأ التحالف إلى إظهار غضبه وتوتره على أدواته اليمنية التي تقاسمتها السعودية والإمارات ما بين مرتزقة الإمارات وعملاء السعودية فيقوم بين الفينة والأخرى بإهانة تلك المسميات إما بتقليص نفوذ البعض في منطقة لتتمدد فئة أخرى أو عبر تصفية قياداتها أو تقليص الدعم عنها، المهم أن جميع تلك الإهانات سببها الإيحاء بأن هذه الجماعات هي المتسبب في الإخفاقات التي مُني بها التحالف في عدوانه على اليمن وقد تأخذ هذه الإهانات تغييراً تكتيكياً ما لإدارة الحرب، وهو ما سنوضحه لاحقا ..
بعض الإهانات تتحكم فيها أجندات ومتغيرات إقليمية ودولية كحالة التعامل مع جماعة الإخوان المسلمين بشكل عام في الإقليم ..
اليوم نحن أمام إهانة جديدة وفصل جديد من تغيير تكتيكات المعركة التي يديرها التحالف، فمع الهدنة المتجددة، والتي يعلم الجميع أنها جاءت لحاجة ملحة لمعالجة نتائج وتداعيات الهزائم التي مُني بها التحالف خلال فترة سنوات العدوان السبع الماضية، وأن لا جدوى منها وأنها لن تتحقق على الأرض جميع بنودها إلا بنسب متفاوتة فرضتها حاجة التحالف لهذه الهدنة التي ستدفعه لتقديم جزء من التنازلات غير المجحفة به – حسب تكتيكه ..
وبالعودة إلى الإهانة الجديدة، فقد أثبتت المواجهات داخل محافظة شبوة أننا أمام متغير تكتيكي يسعى إليه التحالف لإدارة حلقة جديدة من حلقات المواجهات العسكرية بعد التعديلات في قيادات العملاء والمرتزقة بتشكيل مجلس عار العليمي، لعل فيه إعادة جزء من حيوية مرتزقة الداخل لقيادة معركة ما بعد الهدنة ..
ما يحدث في شبوة لا يمكن أن نقرأه إلا من زاوية تصفية الوجود الإخواني (الإصلاح) من المنطقة الشرقية وأهمها محافظة مارب، التي يحاول التحالف تسليمها للعليمي وطارق المحسوبين على الإمارات لتشكيل كماشة ضاغطة في الساحل الغربي وفي مارب في خطوة لإعادة ترتيب تموضع تلك المليشيات التي يراهن عليها تحالف العدوان.
التكتيك الجديد وأحداث شبوة بالتأكيد لن تكون بعيدة عن قرار القيادة اليمنية في صنعاء، إذا ما رأينا الاحتفالات الأخيرة بتخرج دفعات عسكرية في تأكيد على أن صنعاء ليست غافلة عن تحركات مرتزقة الداخل الموجهة من قيادة دول التحالف وربما أن هذه التكتيكات المريبة من قبل التحالف ستدفع صنعاء إلى إيقاف العمل بالهدنة والذهاب مجددا إلى توجيه ضربات موجعة في العمق السعودي والإماراتي، وهو ما تتحاشاه دول التحالف ومن ورائها أمريكا بالطبع، لما لذلك من تأثير على أحداث أزمة الطاقة في العالم بسبب الأزمة الأوكرانية..
إن الشعب اليمني وقيادته الوطنية في صنعاء لازالت تمتلك أوراق القوة والتأثير في معادلة الردع مع تحالف العدوان، والمؤكد هنا أن الخاسر الأكبر من تكتيكات التحالف هم مرتزقة الإمارات وعملاء السعودية وما ملامح الأزمة الداخلية في المناطق المحررة إلا فقاعات لا جدوى منها ولا يمكن أن يعّول عليها لتغيير موازين القوى الداخلية في اليمن التي تتجه تصاعديا لصالح انصار الله لامحالة ..
والله من وراء القصد