من مدرسة الإمام زيد وثورته الجهادية يتخرج العُظماء

إب نيوز ٢٢ محرم

خديجة المرّي

لقد كانت ثورة الإمام زيد(عليه السلام) وحركته الجهادية، امتداداً لحركة الإسلام، في القيم والمبادئ والأخلاق، امتداداً لحركة الإيمان، امتداداً في المواقف، والتوجيهات العملية، امتداداً فعلاً وقولاً ومشروعاً لثورة جده الإمام الحُسين (عليه السلام) امتداداً حقيقياً لمنهج الله، والرسالة المُحمدية العظيمة، لقدكانت ثورة الإمام زيد(عليه السلام) ثورة في وجه الطغيان، ثورة في وجه الظلم والفساد، ثورة في وجه العماله والاستكبار، ثورة ضد الطغيان الأموي الذي استعبد الأمة منذُ ذلك العصر وإلى عصرنا الحاضر، يستعبدها ويستذلها، ويُمارس بحقها كافة أشكال أنواع الظلم والإستهداف.

لقد كانت ثورة الإمام زيد(عليه السلام) ثورة لإنقاذ الأمة، فالإمام زيد هو رمزاً عظيماً بماتعنيه الكلمة ، ومدرسة قرآنية عظيمة، فقد سطر الدروس العظيمة في تاريخ الأمة، درساً من العزة، والحرية، والكرامة، والمجد، درساً الأمة بأمس الحاجة إليه، لتستفيد منه العزيمة، والبصيرة، والوعي العالي، في مواجهة التحديات والأخطار التي عصفت بها، في مواجهة قوى الإجرام والعمالة والنفاق إلى يوم القيامة.

نحنُ في العصر الذي ساد فيه وعمّ الطغيان على أمتنا العربية والإسلامية، وشملها ظلم المجرمين وفسادهم، العصر الذي تعيش فيه الأمة أكبر التحديات، وتستهدف في دينها ومبادئها، لابد من العودة إلى تلك المدرسة المُحمدية، والثقافة القرآنية، تلك المدرسة التي يتخرج منها أولئك الأبطال العظماء، الذين حملوا راية الدين عالية، حملوا راية الحق والعدل، وانطلقوا بالصدق والإصلاح من أجل إنقاذ الأمة من هيمنة الطاغوت والذلة.

إنّها المدرسة التي يتخرج منها العظماء، مدرسة تُربيهم تربية إيمانية، مدرسة منها نتعلم العزّة والثبات، نتعلم منها الوعي والبصيرة، نتعلم منها الإخلاص والصدق، نتعلم منها الثبات في مواجهة التحديات، الصمود أمام المُتغيرات، التحرك الجاد أمام الطغاة والمستكبرين، مدرسة نتعلم منها التحرك من أجل المبادئ السامية، مدرسة نتعلم منها الإستمرار في مواجهة الطغيان، وكيف نحمل في ضمائرنا عزة الإسلام، نعود لمدرسة الإمام زيد(عليه السلام)، ونحنُ في واقعنا نعيش المأساة نفسها، نعيش أبشع العدوان الذي عرفه التاريخ بأنهُ استهدف ديننا وعزّتنا وحرّيتنا ، وكل مالذ وطاب في بلدنا.

نحن نرى اليوم ببصيرتنا ووعينا وإيماننا، كيف تخرج هؤلاء العُظماء في الجبهات والساحات والميدان، نرى كيف بأنهُ لم يدعهم كتاب الله أن يسكتوا لهذا العدوان الغاشم على بلدهم، ووحدوا موقفهم وصفهم “بالوعي والبصيرة” وتصدوا لهذا العدوان بهذه الروح الجهادية والبصيرة التي استمدوها من الإمام زيد (عليه السلام) بهذه الروح الثّورية التي يحملها رجال الله وشعبنا العظيم، سنُحرر بلدنا من الطاغوت، ومن الهيمنة الأمريكية والإسرائيلية، ولايمكن أن نخضع أونركع لكل الأعداء، بل سنُقاوم ونتحرك بالإيمان الصادق، بالثبات، والبصيرة، والجهاد، كما تحرك الإمام الثائر زيد بن علي(عليهما السلام).

من مدرسة وثورة الإمام زيد الجهادية، نرى اليوم الدُفعات العسكرية تتخرج من كافة المُحافظات والمناطق العسكرية، يتخرج هؤلاء الثّوار التحرار وهم يحملون الروحية والمعنوية التي كان يحملها الإمام زيد(عليه السلام) فقد تخرج العُظماء وانطلقوا وجاهدوا واستشهدوا، ثم صنعوا نصراً يتغنى به الأحرار، كـ شهيد مران مُؤسس المشروع القرآني السيد/حُسين بن بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه، الذي سار بنهج جده الإمام زيد وعلي والحُسين، وانتهج بنهجهم وعلى خُطأهم كانت مسيرته القرآنية، وثورته الجهادية، تخرج الرجال الصادقين في شعبنا العظيم أمثال: (طومر) الذي سيشهد لهُ التاريخ بجهاده وكفاحه وتضحيته في سبيل الله، وأبا قاصف الثائر والمخلص المُجاهد، وكثيرون من العُظماء ومنهم شهداء تخرجوا من تلك المدرسة العظيمة، التي ستبقى للأجيال “مدرسة” ليتعلموا منها ويستفيدوا ويتخرجوا منها جيلاً بعد جيل.

فسلام الله على الإمام زيد(عليه السلام) الذي أحرقوا جسده وذروه في نهر الفرات، لكي يمحوا ذكره، ومنهجه ، ولكن الله رفعه، فأحيا ذكره من جديد، وفضح أولئك المُجرمين من “بني أمية، وهشام ويزيد”، وبقي الإمام زيد (عليه السلام) في أوساط الأمة منهجاً، ومُوقفاً، وحركة، وسيرةٍ ومسيرة، وبقي ثورة يتخرج منها العُظماء، بقي مدرسة ودرساً كبيراً للأمة، نستلهم منه الدروس والعبر، بقي مُوقفاً خالداً يؤثر ويحرك ويستنهض الأمة، بقي حياً فينا، وفي مشاعرنا وضمائرنا، وسنُحي ذكراه، ونُغيض عداه، ونرفض الذلة والهوان، ونعيش أعزاء وأحرار، وسوف نبقى نهتف بشعاره ونُردد دائمًا ونقول:(من أحب الحياة عاش ذليلا) فصلوات الله عليه وآله الأطهار، وسلام الله عليه من يومنا هذا إلى يوم الدين.

#ذكرى_إستشهاد_الإمام_زيد_عليه_السلام

#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء_الدولي

You might also like