هذه تفاصيل القصة.. 72 ساعة أشعلت الخلافات بين إسرائيل ومصر
إب نيوز ٢٢ محرم
هذه تفاصيل القصة.. 72 ساعة أشعلت الخلافات بين إسرائيل ومصر والاتصالات انقطعت.. حكومة الاحتلال ضربت الوساطة المصرية والتوتر يتصاعد بين السيسي ولابيد.. الإعلام العبري يُحرج مصر و”تل أبيب” تحاول لملمة الأزمة.. ماذا تريد إسرائيل من مصر؟
مصر والتي طالما كانت ولا زالت تلعب دور الوسيط المباشر بين فصائل المقاومة وإسرائيل، وتحاول مع كل بداية جولة تصعيد عسكري أن تُلقي بكل ثقلها من أجل التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، لمنع الانجرار نحو حرب جديدة على غرار ما جرى في السنوات الماضية من حروب دامية وقاسية لا يزال القطاع وسكانه يعانون منها حتى هذه اللحظة، وجدت نفسها هذه المرة في مرمى الاتهامات الفلسطينية، على غير العادة.
ورغم أن كل جولات التهدئة التي تُطبخ في القاهرة، لا يتم الإعلان عن أي من تفاصيلها وتبقى حبيسة درج جاهز المخابرات المصرية السري، إلا أن هذه المرة الإعلام العبري كان سباقًا في الكشف عن حالة التوتر السائدة بين القاهرة و”تل أبيب”.
وعجت الكثير من الصحف والمواقع الإسرائيلية خلال الساعات القليلة الماضية، بالحديث عن تفاصيل هذا التوتر وسببه الرئيسي والمباشر، لنجد أن ما أجمعه عليه هو أن التصعيد العسكري على غزة الذي استمر لـ72 ساعة، الأسبوع قبل الماضي كان السبب الأول والمباشر.
ولعل أبرز ما تناقله الإعلام العبري في هذا الصدد، ما نقله موقع هيئة البث الإسرائيلية “مكان”، نقلا عن مصادر مطلعة، بأن “هناك توترا كبيرا حقيقيا يسود في العلاقات بين مصر وإسرائيل” عقب انتهاء الحرب مع حركة “الجهاد الإسلامي” في غزة.
كما قالت صحيفة “هآرتس” إنه “بعيدا عن أعين وسائل الإعلام، وقع مؤخرا توتر غير قليل في العلاقات بين إسرائيل ومصر، رغم تعزز التنسيق الأمني بينهما في العقد الأخير”، لافتة إلى أن التوتر في العلاقات الذي تسبب في غضب مصر، وقع على خلفية الحرب الأخيرة على قطاع غزة التي استمرت 3 أيام”.
وأشار تحليل الصحيفة إلى أنه “بعد التوصل لوقف إطلاق النار عبر وساطة مصرية، قامت إسرائيل بالدوس على أصابع قدم القاهرة”.
ولفتت “هآرتس” إلى “اتصال رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لابيد، عقب دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي”.
وبينت الصحيفة أنه “في الوقت الذي تحدث فيه السيسي مع لابيد، كانت هناك عملية أخرى في الطريق للتنفيذ، تستهدف المطارد إبراهيم النابلسي”، حيث تم اغتياله من طرف الجيش الإسرائيلي، بعد حصاره في أحد المنازل في نابلس والاشتباك معه لساعات، موضحة أن “عملية قتل إبراهيم النابلسي تسببت بغضب مصري كبير، حيث توقعت القاهرة أن المحادثة بين السيسي ولابيد، ستؤدي إلى توجيه تعليمات منظمة للجيش الإسرائيلي، ولكن هذا ما لم يحدث، وعملية نابلس فسرت مثل غرس أصبع في عين السيسي”.
وذكرت أن “الغضب في القاهرة أضيف إلى شكاوى مصرية أخرى كانت متعلقة بالأيام التي سبقت الحرب الأخيرة في غزة، عندما هددت حركة “الجهاد الإسلامي” بالانتقام على اعتقال بسام السعدي، حيث قام الجيش الإسرائيلي بإغلاق الشوارع في غلاف غزة أمام الحركة، واستعد في الوقت نفسه لإيقاع ضربة بالحركة، لكن رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، كان يتوقع أن تعطيه إسرائيل المزيد من الوقت لتهدئة النفوس”.
وأكدت “هآرتس” أن “الغضب المصري أضر بالتنسيق الأمني الجاري مع إسرائيل، لكن المصالح الاستراتيجية للطرفين هي أكبر من أن يكون بالإمكان تجاهلها، ولكن التوتر يكشف عن تصدع في أداء الحكومة، وربما أيضا عن خلفية حقيقة أن شخصيات رفيعة ستتنافس بعضها ضد بعض في الانتخابات بعد أقل من شهرين، وعن أخطاء مشابهة، بنيامين نتنياهو كان يتلقى وجبة سمينة من التوبيخ في وسائل الإعلام”.
من مكتب لابيد جاء الرد، أن “إسرائيل تقدر مساعدة مصر…، ولكنها تعمل وستعمل حسب مصالحها الأمنية، وحسب تقديرها، على محاربة الفصائل في غزة وفي الضفة الغربية وفي أي مكان”، أما مكتب غانتس رفض التعليق.
يشار إلى أن الجيش الإسرائيلي صعد من عمليات الاقتحام اليومية في مناطق الضفة الغربية، والتي أوقعت العديد من الشهداء والإصابات، خلاف عمليته العسكرية الأخيرة في قطاع غزة والتي راح ضحيتها 48 فلسطينياً بنيران الجيش
”رأي اليوم” ـ نادر الصفدي