والله مايدعني كتاب الله أن أسكت
إب نيوز ٢٣ محرم
*أم رياض الشرفي
ونحن لا زلنا في شهر محرم الحرام, يجب أن نستذكر فيه درساً تاريخياً مهماً ، وهو الإمام زيد وخروجه على الظالمين ومبدأه الجهادي, وتحركه العملي من أجل إعلاء كلمة الله ونصرة المستضعفين؛ لم يكد يجف دم الحسين بن علي (عليه السلام) بكربلاء ولم تكد تلك الأسر المكلومة بكربلاء تلملم جراحاتها وتتعالى على همومها وآلامها حتى عادت كربلاء من جديد ولذات الأسباب نفسها ،جاء الإمام زيد ليقول: (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت) وفعلاً لم يسكت الإمام زيد, ومنذ سماعة لذلك اليهودي الذي سب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مجلس الطاغية هشام بن عبد الملك فقال له الإمام زيد تلك العبارات الدالة على عمق إيمانه: (والله لإن تمكنت منك لأختطفن روحك) عبارة الغاضب لله ولرسوله, ولتأتي بعدها عبارة هشام قائلاً للإمام زيد: (مَه يا زيد لا تؤذ جليسنا) بعبارة الغاضب لليهودي ،وهنا يبدأ الإمام زيد مشوار حياته وكفاحه المسلح قائلاً : (والله لو لم يكن معي إلا ابني يحيى لجاهدتكم به) وتقلد الإمام زيد سيفه ودعا أصحابه إلى مواجهة طغيان هشام وعقدت له البيعة ونصبت له الرايات خافقة معلنة بداية المواجهة؛ ليقول الإمام زيد وهو يرى رايات الجهاد: (الحمد لله الذي أكمل لي ديني, لقد خشيت أن ألقى جدي رسول الله, ولم آمر في أمته بمعروف ولم أنه عن منكر)، وفعلاً فعلها زيد, وخاض غمار المواجهة مع ثلة من أصحابه المؤمنين؛ ليختم بالشهادة مشوار حياته الجهادي، وينال من جبينه الطاهر سهمٌ غادر, نال به الإمام زيد وسام العزة ومقام الشرف الأعلى؛ ليقول الإمام زيد حينها: (الشهادة الشهادة, الحمد لله الذي رزقنيها) عبارة الواثق بربه المصدق بوعد الله المدرك لعظمة الشهادة
وهكذا هي النماذج التي أرتبطت بالقرآن، واهتدت به،وتحركت على أساسه، ولقد مضى الإمام زيد إلى سبيل ربه مخلفاً لنا ذلك الموروث العظيم من التضحية والشجاعة ومن البذل والعطاء وكما خلّد التاريخ لجده الإمام الحسين عبارته الشهيرة: (هيهات منا الذلة) فقد خلّد للإمام زيد عبارته الشهيرة أيضاً: (من أحب الحياة عاش ذليلا)
إن الحكمة والموقف الصحيح هو الوقوف ببصيرة وشجاعة في وجه الطغاة والمستكبرين والتصدي للفساد والمفسدين في أرض الله وهذا سلوك المؤمنين دائماً على إمتداد تاريخ البشرية فالنجاة العظيمة والعاقبة السليمة دائماً في الدنيا والآخرة هي للصالحين والمصلحين وليست للفاسدين, يقول الله تعالى: (فَلَوْلاَ كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِن قَبْلِكُمْ أُوْلُواْ بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِّمَّنْ أَنجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مَا أُتْرِفُواْ فِيهِ وَكَانُواْ مُجْرِمِينَ) .
وهاهو حفيد الامام زيد عليه السلام
هاهو الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه
يعيد لنا سيرة آبائه وأجداده في قيادة الأمة لمواجهة الطغاة والمستكبرين ومواجهة علم البلاط والفساد خدام الحكام بعلومهم المنحرفة عن هدى الله بانحرافاتهم بالأمة إلى ثقافات غير ثقافة القران الكريم
وقدم الشهيد القائد رضوان الله عليه هو والمؤمنون الأوائل من المكبرين الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحق بهدى وبصيرة
من بعده تسلم راية الجهاد والعلم راية البصيرة والجهاد السيد القائد العلم عبدالملك بن بدر الدين أعزه الله وحفظه وهو يقود ابناء شعبنا اليمني الأحرار الشرفاء رجالا ونساء بمختلف أعمارهم لمواجهة فراعنة هذا الزمان المتمثل بامريكا واسرا ئيل وعملائهم من منافقي العرب والعالم الاسلامي ،ومرتزقتهم الرخاص من الداخل ؛وهاهي ثقافة القران ثقافة الامام زيد ثقافة البصيرة والجهاد التي ما دعته ليسكت عن الظالمين ونحن والله ما يدعنا كتاب الله أن نسكت بعصر فيه نيران الصهونية العالمية تضرم في بلدنا وفي كل بلدان المسلمين
نجدد العهد بأننا سنظل متحركين على بصيرة مجاهدين في سبيل الله ضد طغاة هذا العصر ضد من يريدون إحتلال وطننا وأمتنا ومقدساتنا
حتى يحقق الله لنا النصر والتمكين، ويزهق الباطل والمبطلين والطغاة والمستكبرين
حتى وأن كان ثمن ذلك أرواحنا وأموالنا فهي رخيصة في سبيل الله مستعينين بالله ناصر المظلومين ،ماضون على درب الامام زيد عليه السلام بالبصيرة والجهاد ..
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة