بصراحة.. غُلب حماري!
إب نيوز ٢٣ محرم
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
لنقل أنهم كانوا أبرياء ومعذورين..
لنقل أنهم كانوا (مخدوعين) أو (مُضَلَّلين) أو (مُغَيَّبين) عن حقيقة ما يجري..
لنقل أنهم كانوا (سُكارى) مثلاً أو (مسطولين) أو (غائبين) عن الوعي تماماً..
لنقل أنهم كانوا (مسحورين) و(مغلوبين) على أمرهم..
لنقل أنهم كانوا في (غيبوبة) تامة أو في حالة انقطاعٍ كاملٍ عن العالم كله طوال سنوات العدوان الثمان الماضية..
لكن اليوم،
وبعد أن علموا وتأكد لهم يقيناً أن ما يسمى (بالتحالف) لم يأتِ إلى اليمن فعلاً من أجلهم ولا كرما لعيونهم..
بعد أن رأوا رأي العين كيف أن هذا التحالف لا يقيم لهم وزنا أو يعلي لهم شأنا..
بعد أن تبين لهم أن أهداف هذا التحالف في اليمن قد جاءت مختلفةً تماماً وبعيدة كل البعد عما كانوا يطمحون إليه أو يرجونه منه..
بعد أن اتضح لهم أنهم لم يكونوا بالنسبة لهم سوى مجرد بيادق وأدوات وأوراق (كوتشينة)..
وبعد أن ثبت لهم أنهم محتجزون لديهم هناك وليسوا ضيوفاً كما كانوا يظنون، وأنهم أنفسهم مستهدفون قبل غيرهم..
بعد أن تأكد وتبين واتضح لهم كل ذلك،
ماذا نقول؟!
هل نقول أنهم كانوا أبرياء أو مخدوعين أو مسطولين أو مسحورين أو..؟!
أم نقول أنهم كانوا أغبياء وسذجاً وبلا عقول..؟!
أم نقول أنهم كانوا واعين ومدركين لما يجري ويصدق على لسان حالهم القول :
قصف الحبيب مثل أكل الزبيب؟!
أم ماذا نقول.. ؟!
ماذا نقول ونحن نراهم لايزالون كما هم، ماضين ومصرين على البوح والإفصاح بعكس كل ما تأكد وتبين واتضح لهم تماماً، بل ومصممين على الإستمرار في الترويج والتسويق له؟!
يُقصفون ويُقتلون، ومع ذلك، تجدهم في كل مرة يرددون ويهتفون :
شكراً سلمان.. شكراً إمارات الخير!
حتى الناجين منهم..
نراهم يخرجون من تحت الأنقاض وهم يهتفون :
شكراً سلمان.. شكراً إمارات الخير!
حتى لو أمطروا عليهم حجارةٌ من سجيل أو أنزلوا عليهم كسفاً من السماء، لما منعهم ذلك من أن يخرجوا ويهتفوا :
شكراً سلمان.. شكراً إمارات الخير!
فكأنما عقولهم وألسنتهم لم تبرمج إلا على هذه العبارة فقط!
يعني نحن أمام فصيلٍ نادرٍ من البشر وحالات استثنائية من الاستغباء والإستحمار التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا!
لا والمصيبة أنهم ورغم ذلك كله ما انفكوا يرفعون شعارات (الوطن) و(الوطنية) ويتحدثون عن (شرعية) وعن (عزة) و(كرامة) و(سيادة) و(استقلال) وعن خطر (فارسي) (مجوسيٍ) محدق.. وكذلك عن ضياع هوية وثقافة وحضارة و..، ولن ترى الدنيا على أرضي وصيا!
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا؟!
نعم.. يقولونها ويرددونها هكذا بكل (اطمئنانيةٍ) و(ثقة) كما لو أنهم هم أنفسهم من يقود هذا التحالف ويسيّرونه، لا هو من يقودهم ويسيّرهم ويتحكم بهم وفي أمرهم ومصيرهم كيف يشآء!
هل رأى التاريخ أسخف وأغبى من هؤلاء؟!
يعلمون أنهم يقادون إلى حيث يكرهون ومع ذلك تراهم لا يمانعون من الإنقياد والإنصياع سمعاً وطاعةً لمن يريد بهم الهلاك!
فلماذا.. ومن أجل من كل هذا؟!
مع أن طريق العودة مايزال مفتوحاً أمامهم!
فلماذا يصرون على سلك طريقٍ آخر؟!
أهو انتحارٌ مثلاً؟! أم ماذا يا تُرى؟
يعني لو كانوا يحملون ذرةً من عزةٍ وكرامة وإباء، لقلنا : ربما تأخذهم العزة بالأثم.
لكنهم لا يحملون!
ولو كانوا يحملون ذرةً من عقل، لقلنا :
ربما يكفرون عن خطيئتهم بحق وطنهم وشعبهم بقتل أنفسهم انتحارا!
لكنهم لا يحملون أيضاً!
فلماذا يسلكون طريق انتحارٍ محتومٍ إذن؟!
بصراحة.. لا أدري،
فقد غُلب معهم حماري!
#معركة_القواصم