وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ
إب نيوز ٢٦ محرم
بقلم/ أبو زيد الهلالي
“بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا، إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ”، بهذه العبارة استهل القائد الأعلى للقوات المسلحة اليمنية المشير الركن مهدي المشاط، حديثَه بشأن مسار البناء العسكري المتصاعد، وبهذه العبارة أنهى حديثه بعد جملة من الرسائل في خطابه أمام “أولي البأس الشديد”: “أعدكم بأن هناك في الأيّام القادمة ستسمعون بتحولات عما قريب تحولات مفاجئة”.
ولا يخفى على كُـلّ ذِي حِجْرٍ ما يحصل في البحر من تحَرّك أمريكي ومناورات عسكرية مشتركة في ينبع تم الإعلان عنها في ١٣ أغسطُس وحملت مسمى “الغضب العارم” تزامنت هذه المناورة مع عروض ودفع عسكرية عرضتها القوات المسلحة اليمنية في محافظاتها الحرة والمستقلة من التبعية والارتهان.
وفي سياق ما سبق ذكره أمام دفعة أولي البأس الشديد تحدث الرئيس المشاط عن ذلك الغضب العارم والذي توعد أنه سيحمل اسم الهروب الطويل قائلاً: مناورات “الغضب العارم” التي تجرى اليوم في ينبع ويشارك فيها الجيش الأمريكي والجيش السعوديّ سيصبح عنوانُها “الهروب الطويل”.
وعن أهداف الأمريكي من خلال هذه المناورات قال المشاط: الأمريكي يلعَبُ بالنظامين السعوديّ والإماراتي ويريد من خلال المناورات رفع معنوياتهما المهترئة.
فهل وصل الأمريكي والسعوديّ إلى يأس بري وأصبح يراهن على نصر بحري؟ أم هي كما أخبر المشاط، مُجَـرّد رفع معنويات مهترئة.
وعلى سياق الحديث، يتساءل مراقبون في هذا الشأن، ما الذي تخفيه صنعاء من قوة بشرية وسلاح بحرية! لا سِـيَّـما وقد عرضت صنعاء جيشاً برياً قوياً ومتنوعاً! فهل تخفي صنعاء ثقلاً بحرياً من عددٍ وعدة؟
وكان قد تحدث سابقًا في اليوم الوطني للصمود السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي وتطرق إلى موضوع البحر بشكل مركَّز، والحديث عن الأداء البحري والعملياتي والعمل على تطويره في المستقبل وفق برنامج واضح ومحدّد، وقال: لا نحتاج إلى الإعلان عنه، تظهر -إن شاء الله- ثمراته في المستقبل القريب.
وتتطرق السيد القائد في نفس الكلمة على موضوع مهم يتعلق بالبحر قائلاً:
طبعاً حرصنا جِـدًّا فيما يتعلق بالصاروخية، والمسيَّرات، وحتى في البحرية، أن نمتلكَ القُدرةَ على مستوى المديات البعيدة، بحيث نطلق من أي مكان نريد أن نطلق منه من محافظاتنا الحرة، بمعنى: لا نحتاج في أن نضرب أهدافاً في البحر، أَو أن نضرب أهدافاً في البر، أَو أهدافاً لتحالف العدوان حتى في عمقهم، سواءً في السعوديّة، أَو في الإمارات… أَو في غيرهما، لا نحتاجُ فقط إلى محافظة محدّدة، أَو منطقة محدّدة، نحن عملنا على أن نصلَ إلى مستوى أن نطلقَ من أي مكانٍ نريد أن نطلق منه، حتى إلى البحر، نحرص على ذلك جِـدًّا، أن نضرب من أية محافظة إلى أية نقطة في البحر، وأن نضرب من أية محافظة أية بُقعة إلى أي مكان مستهدف لدى تحالف العدوان، هذا شيء حرصنا عليه؛ لأَنَّنا نعرف أهميته، وما يمثله من إحباط لدى تحالف العدوان.
وكما تحدث السيد القائد في نفس الخطاب وفي فقرة “قادمون” بقوله: قادمون بأسلحتنا البحرية، التي تغرق الأعداء، وتوصلهم -بإذن الله تعالى- إلى قعر البحر، كما هو هلاك فرعون.
فما الذي تخبئه صنعاء في الأيّام القادمة من مفاجآت بحرية وصناعية يغرَقُ فيها كُـلّ ما يخطط له الأمريكي وعملاؤه في المنطقة؟!