طريق السيل… للسيل
إب نيوز ٢٦ محرم
محمد صالح حاتم.
مثلٌ يمنيٌ قديم يتم تداوله فيما بين اليمنيين وهو ( طريق السيل… للسيل).
لايوجد يمني لم يسمع بهذا المثل، ولكن لايعمل به و يتم تجاهله، رغم مافية من حكمة، وبلاغة في التحذير من مخاطر المغامرة والبناء في او الوقوف في طريق السيل.
وعندما تم تجاهل هذا المثل تحولت الأمطار والسيول من نعمة إلى نقمة في بعض الاحيان بسبب افعال وتصرفات الإنسان،والتي منها البناء في طرق وممرات السيل.
فما نشاهده ونسمعه من انهيارات للمنازل في المدن والريف على حد ٍسواء، وانجراف التربة والأراضي الزراعية، وانجراف البيوت، وتهدمها، والتي تسببت في وفيات العديد من المواطنين.
والخسائر المادية في الممتلكات العامة والخاصة والتي تقدر بمئات الملايين ، كلها بسبب البناء العشوائي الخاطئ في مجاري وممرات السيول، وغياب السدود والحواجز المائية التي تحتجز كميات السيول، وتخفف من اثارها، وكذلك عدم انزال المخططات الصحيحة للمدن والبناء العشوائي المخالف والغير مطابق لادنى المعايير.
فمعظم المباني في صنعاء مخالفه، وشعبية، ولاتوجد رقابة عليها، وغياب لدور الاشغال والتخطيط الحضري، وهذا تسبب في كارثة كبيرة ستحل على صنعاء في حال استمر هطول الامطار وتدفق السيول، ومعظم المدن اليمنية، والمباني السكانية في الريف والحضر، وكذلك مانشاهده من انجرافات للأراضي الزراعية وللمباني السكنية للمواطنين في عدة محافظات بسبب البناء في الوديان والقيعان الزراعية، وعندما يأتي السيل يجرف كلما يقف في طريقة،و يمر من ممره المعتاد وطريق المعتاده، وكما يقول المثل (طريق السيل.. للسيل ).
وعلينا أن نعود إلى عهد الأباء والأجداد الذين كانوا يبنون في قمم الجبال،وعرض التباب والتلال وذلك تجنبا ًللسيول وحفاظا على الأراضي الزراعية كذلك، وأن نعمل على اعادة مجاري السيول إلى عوائدها السابقة، وأن نهتم ببناء المدرجات الزراعية، والكرفانات والحواجز والسدود المائية، وعلى الدولة أن تعمل على منع البناء العشوائي في المدن، وان تنزل المخططات العمرانية الحديثة وتحدد مواصفات ومعايير للبناء يلتزم بها الجميع، وأن تعمل بالتعاون مع المجتمع على فتح ممرات للسيول وازالة المخلفات من الشوارع، وأن تعمل خطة طارئة لمعالجة المخالفات والاختلالات الحاصلة في صنعاء، وذلك لتفاديا لحدوث كارثة انسانية قادمة لاسمح الله.