في يوم عرض الحديدة
إب نيوز ٧ صفر
كعادتي أن يخفق القلب نشوة و فخرا حين سماع النشيد الوطني ، و لكن هنا كانت نكهة خاصة و كان الشوق لمشاهدة العرض العسكري لقوّاتنا المسلّحة أقوى رغم أني كنت مستضافة عند إحدى الغاليات فما كان مني إلّا أن اعتذرت تاركة جمع النسوة ، و طلبت تفضل غاليتي بأن أرى العرض ،
و قبل العرض كانت أنشودة في سيدي القائد و ما رأيتني فيها إلّا أبكي و لعل الروح مجروحة من كلّ ما يدور من إحباطات بسبب فساد الفاسدين ، و لعل بكائي حين رؤية السيد القائد شكوى بما طفح في الروح ، و برؤيته آمنت بأنّه هو قبلة الكرامة و الحرية و أنه كما صنع درعا و حصنا و سياجا لوطنه من عدوان خارجي سيصنع درعا واقيا للشعب من فساد المفسدين و حكومتهم ،
نعم : سيخلصنا خلاصا من كل فساد و أهله ، و سيسدد اللّه خطاه محفوظا محفوفا برعاية و توفيق اللّه ،
رأيته في تلك الأنشودة التي أجّجت في روحي شعور الاعتزاز و الافتخار بانتمائي لهذا الوطن و لهذا القائد و لهؤلاء الأبطال الأفذاذ خريجي مدرسته .
كانت لحظات مهيبة مختلطة فيها مشاعري متمنية لو كان حبيبي و فلذة كبدي و شهيدي و نجم روحي ( زكريا ) بين هؤلاء الأبطال بينما ذهبت أيضا إلى أبي ( الشهيد ) الذي عشق وطنه و أخلص حتى جاءه اليقين ، و لست مبالغة لو قلت إني أرى أبي في كل مرة أسمع فيها النشيد الوطني أو أي أنشودة وطنية ؛ فأبي من له الفضل في تعريفي معنى الوطن و ماتجاهنا نحوه ، أبي معلمي الأول كان موجودا في روحي يشاهد ما يثلج صدر كلّ حر،
و كذلك رأيتك _ أيها الشهيد القائد _ و بجنبك الرئيس الصمّاد تكرّمون و تقبّلون جباه رجال صدقوا ، وهاهم يهدرون في ساحة العرض شلالات من العزة و الأنفة و الكبرياء ،
كانوا جميعا في حضرة الفؤاد و الروح ، و لاشك أن أرواحهم اطمأنت فدماؤهم لن تضيع فبهذه المهج سيكون المدد أرواحا و أسلحة و قوة ترهب عدو اللّه و عدو الامة المحمدية ،
كانت لحظات مهيبة و من لم يشعر هناك بغير الفخر و الكبرياء فقد فقد شيئا كبيرا من انتمائه و هويته اليمانية ،
نعم : مهيبة _ يا رجال اللّه _ حشودكم يتقدّمكم القرآن و ثلاث صور الأولى لمؤسس المسيرة القرآنية السيد العلم الرباني بدر الدين الحوثي ، و الثانية للشهيد القائد الذي أخرج المسيرة القرآنية إلى العالم و الثالثة و الأخيرة كانت للسيد القائد الذي اسطاع صون الهوية اليمانية من الغازي المحتل الباغي ، و لم تزل اليمن عصيّة على أولئك الباغين إلّا بقيادته .
اليوم شعرت بأن النشيد الوطني ينشد معنا بل شعرت بأن حروف النشيد تقول بعد كل كلمة منه: صدقوا و رب الكعبة ،
اليوم بكيت فخرا و هيبة و أيضا ذكرى لكل شهيد قضى في محبة الحق و أهله فقدّم روحه و دمه فداء لعقيدته و شعبه و يمنه .
اليوم ما وفته حروف و لا قدرت على التعبير فما شاهدناه كان أجمل من الوصف ،
اليوم كانت حرب نفسية معنوية على المعتدي و المرتزق ،
اليوم : ما من شأنه خلق اليأس في نفوس المستكبرين و هزيمة و موت أملهم في معاودة قتالنا و إلّا فإنه هلاكهم و اجتثاثهم ،
اليوم رأيت تحالفهم مع مرتزقتهم يندهشون يشعرون بخيبة و حسرة و ذلّة ،
اليوم أخبرنا العالم بأنا ننتصر وقد نهضنا من تحت الركام عملاقا نتدرب و ندرب و نصنع و نقصف و نبطح و نهز عروش الظالمين في عقر دارهم ،
اليوم هنّانا المندب الذي انضم إلى رفاقه ، هنّأتنا المسيّرات و المدرّعات و الولّاعات و السّلالم و حتّى الدراجات النارية و الأطقم و أجهزة الاتصالات ، هنأتنا الألغام و البنادق ..
اليوم هنّأتنا الجبال و السهول و الكهوف و البطاح ،
اليوم هنّأتنا السماء و هنّانا البحر برجاله المدربين على أعلى مستويات الفتك بأساطيل المحتل التي يحشدها في بحرنا ، و يعدونها بأنها ستحترق بين الماء ، و لن ينجيها و لن تفلت من بأسهم مهما كانت متطورة و مجهزة فأبطالنا و رجالنا مجهزون لالتقام و التهام ما صنعه كيد تحالف الواهنين المنهزمين ،
و اليوم و على المنصة لم أنس إخباركم بأني رأيت قاسم سليماني و أبا مهدي المهندس وعماد مغنية و حتى رأيت شيرين أبو عاقلة ، رأيت كل مناهض للصهيونية يحتفل بنا و معنا ،،
و اليوم رأيت السيد القائد و كفه تمسك كف سماحة العشق سيّد المقاومة : رأيتهما ينطقانها بصوت وروح واحدة : ” هيهات منا الذلة ” ،
رأيتهما ينتصران فكما نعدّ ما استطعنا من قوّة في يمننا نعدّ ذلك في شامنا ما جعل إسرائيل و من في فلكها تدور حول نفسها مليون مرة متردّدة ذليلة حائرة ،
و اليوم رأيت المرتزقة إلّا كما أرى ذرات من التراب تحت أقدام أسيادهم من الصهاينة و الأمريكان ،
نعم : هناك كان المرتزقة تحت الأقدام ما اسطاعوا أن يخرجوا من بين الأحذية و لعلها مكانة استحبوها و ناسبتهم و كرهوا إلّا أن يكونوا هناك ،
اليوم : صرخت بشعار الكبرياء و قلبي مطمئن و عيني قريرة و روحي تشتاق أن لو كانت بين أولئك الأبطال تقول : ليتني أفتديكم بروحي ، و لكن لاحيلة لي إلّا أن أحيا بكم عزيزة كريمة شامخة و رافعة رأسي لعنان السماء ؛ فشكرا للّه عليكم ثم شكرا لقائدكم ، و السّلام .
أشواق مهدي دومان