وقفة مع منظومة التعليم
إب نيوز ١٨ صفر
محمد علي الذيفاني
هل سيدركنا الوقت لمراجعة المنظومة التعليمية
سؤال يبدو شاقا في ظل اجواء العدوان ولكن الحديث عن تغيير منظومة التعليم التي اوصلتنا الى طريق مسدود في مواجهة التحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والامنية والعسكرية وغيرها سيكون مطلوبا
المنظومة التي حطمت ارقام قياسية باعتماد سياسة الكم في اعداد الخريجين أرقام تزداد الفوارق بيننا وبين الغرب من جهة التطور حتى صارت جزء من صور الإحباط والفشل والاهدار العام لطاقات الشباب الذين تتفاقم معاناتهم لتمثل مازق حقيقي وبؤرا متفجرة ستصيب كل الاتجاهات
والسؤال الأهم هل كانت المنظومات التعليمية مستقلة أو جزء من صور الهيمنة والتسلط الغربي على الأنظمة العربية والاسلامية بالتأكيد بأن فشل المنظومات التعليمية جزء من الأهداف الاستراتيجية لقوى الاستكبار العالمي القائمة على هدر الطاقات ونهب الثروات للشعوب العربية والاسلامية مما جعل الكثير من شباب الامة يعاني من اجترار الألم وكآبة الأنتظار وكوابيس الضياع والادمان الجسدي والفكري والتي تنتهي الى التدمير الكامل
ولهذا يمكن اختزال الهيمنة والتسلط الغربي (بمجتمع الخمس)
يقول الكاتب الدكتور سليمان العسكري (على الرغم من المسؤولية العربية عن اهدارطاقة الشباب العربي ألا ان هناك بعدا عالميا وعولميا ) ولاجل معرفة البعد العالمي والعولمي يقول الكاتب (علينا ان نعود الى الوراء …1990م اجتمع في فندق فيرمونت بسان فرانسيسكو الامريكية حشد من قادة الفكر في العالم حمل هذا الحشد اسما براقا تكتل الأدمغة …على ان مجتمع القرن والواحد والعشرين المزود بالتقنيات… سينال فرصة العمل فيه فقط عشرين في المائة اما البقية فسيتوقف حظهم عند البقاء في حالة اشبه بالتنويم المغناطيسي …مع جرعة كبيرة من التسلية)
لقد كانت هذه النتيجة صادمة لانها تمثل الوجه الحقيقي للهيمنة الغربية والرؤية المستقبلية للقرن الواحد والعشرين والسؤال الأهم هل سيدركنا الوقت للخروج من هذا المازق الوجودي للأساليب التقليدية العقيمة للمنظومة التعليمة (الاساسي والثانوي والجامعي )
فبين ماضي التحسر ويقين التبصر تتخلق الرؤية المستقبلية للامة بالمشروع القرآني الذي غاص في اعماق المشكلات الاساسية والثانوية التي تعاني منها الامة افراد وجماعات ..القادر على اخراج الأمة من كوابيس الضياع ومتاهات التجارب وصور الانكسارات بما يمتلكه من القدرة على تشخيص الأعداء والتنبؤ بماهو آت بل من اهم المريا للأمة المقرون بقيادة حكيمة قادرة على تفجير الطاقات الايمانية والابداعية وجتراح المعجزات وتحويل الأزمات الى فرص للبناء والتطور والنهوض وهذا بالتاكيد من اكبر عناصر النجاح الذي تحقق لشعبنا اليمني العظيم في جميع الجبهات رغم كل التحديات والتداعيات السلبية وصور الدمار الشامل والحصار المطبق للعدوان الصهيو امريكي على مدى ثمان سنوات