ثورة 21 سبتمبر ثورة شعب
إب نيوز ١٩ صفر
هائل سعيد
أيامٌ قليلةٌ ويستقبل الشعب اليمني ذكرى ثورته العظيمة، ثورة الـ21 من سبتمبر، الثورة المنجية، التي أتت لتخرجنا من الظروف، والأحداث الموحشة، التي كان يعيشها الشعب اليمني بعد تولي هادي للحكم في عام 2012م.
فقد سبقت ثورة الـ21 من سبتمبر أحداث مؤلمة، بدايةً بالتفجيرات، والعمليات الإرهابية التي وصل بها الحال إلى إقتحام وزارة الدفاع، وقتل عددٍ كبيرٍ من المواطنين، والموظفين، والمرضى في مستشفئ وزارة الدفاع، بصورة إجرامية بشعة لم يشهد لها العالم مثيل،
كذلك تفجيرات ميدان السبعين، وكلية الشرطة، وإقتحام جامعة صنعاء، وذبح عددٍ من الطلاب في السكن الطلابي، وإقتحام السجن المركزي، وفرار السجناء المنتمين لتنظيمات الإرهابية ليقوموا بتنفيذ مهماتهم الإجرامية داخل الوطن، وكذلك سقوط الطائرات، وإغتيال عددٍ كبيرٍ من القادة الوطنيين وإنتشار القتل، والدمار، والفوضى، والتقطع في الطرقات، وسيطرة تنظيماتٍ إرهابيةٍ على محافظاتٍ بأكملها، وذبح الجنود في عددٍ من المناطق، وتدهور الإقتصاد، وإرتفاع أسعار المشتقات النفطية في جرعاتٍ متتاليةٍ زادت من عناء المواطن اليمني البسيط، حتى ضاق الشعب ذراعًا بالحكومة؛
أحداثٌ مهولةٌ كانت سببًا في إشعال شرارة الثورة التي قطعت يد الوصاية الخارجية وأسقطت أقنعة الأعداء المحليين والخارجين،وقامت الثورة وعلى عاتقها مهمات عظيمة ومنها إسقاط الجرعة، والزيادات السعرية التي أقرتها الحكومة آنذاك، وقامت بردع عملاء الصهاينة، وكشفت الأباطيل، وحكام الجور، والضلال،
وكانت من أول إهتماماتها إسقاط حكومة هادي التي كانت تسعى إلى تنفيذ مخطط الصهاينة في تقسيم اليمن إلى أقاليم عده، وتدمير الجيش اليمني وتفكيك، ولقد كشفت ثورة الـ21 من سبتمبر حقيقة ألأحزاب، والأشخاص، والضمائر التي كانت تدعي الوطنية، وتتغنى بها ليلاً، ونهاراً فقد وجدناهم أول من أعلن وقوفه، ومساندته للعدوان ضد وطنهم ، وكذلك بينت هوية الرجال الشرفاء في هذا الوطن، الرجال المؤمنين الصابرين الذين يجاهدون في سبيل لله، ولا يخافون لومة لائم ،
ثورة الـ21 من سبتمبر لم تكن كسابقاتها من الثورات اليمنية فهي الثورة الوحيدة التي أتت من منهجٍ قراني، وقائد رباني ، ثورةٌ أمتلكت السيادة والإرادة ، ثورةٌ قادرة على بناء نهضة وإستقلال اليمن وتنميته، فقد أستطاعت ردع العدوان ودحر كل المتصهينين العملاء، ودفنت في ثراها كل من أراد إحتلال أراضيها، ثورةٌ مختلفةٌ فعلاً وقولاً ، فقد شهدت لها جميع الجبهات والميادين ، كما أنها جاءت لتصحح ثورة 26 سبتمبر التي عملت من خلالها مملكة العدوان على دس العملاء داخل الوطن والذين من خلالهم تمت السيطرة على حكم البلد ، ولم تتيح للشعب اليمني أن ينعم بثورته فلم ينجز شيء بل أنتشر الفقر والمجاعة بين أوساطه.
ثورة 21 من سبتمبر هي الثورة العظيمة الصارمة التي أطاحت برؤوس المستكبرين، ونصرت المستضعفين ليس في اليمن فحسب بل وفي العالم أيضًا، فقد أعادت البأس اليمناني وأعادت اليمن لتاريخه، وأصالته، وهويته الإسلامية الحقة، وكل هذا كان بفضل اللَّٰه ثم بفضل القيادة الحكيمة التي قادت هذه الثورة والتي بها أصبحنا قوةً مهابةً في الشرق الأوسط والحمدلله..