ثورة الشعب والقائد العظيم لميلاد وطن جديد
إب نيوز ٢٤ صفر
وفاء الكبسي:
تتزاحم الحروف والكلمات حينما أحاول الكتابة عن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد ، وتعجز التعابير عن وصف عملاقيتها وعملاقية قائدها العظيم، هذه الثورة العظيمة والمحطة التاريخية الفاصلة لشعبٍ لا زال يسطر انتصاراتها حتى اليوم ، ثورة الإصلاح الشامل العالمي الذي استمدت عالميتها وشموليتها من عالمية وشمولية القرآن الكريم وقيمه ومبادئه، مع أن مركز انبثاقها من اليمن إلا أن مداها سيعبر الحدود إلى أرجاء المعمورة، وهي مستمرة وأزلية كأزلية الظلم والفساد وأزلية تحقيق الأصلاح، جاءت هذه الثورة كضرورة حتمية للسعي نحو الإصلاح وإن بلغت التضحيات ذروتها، فهذه الثورة السبتمبرية التحريرية أستطاعت أن تنعش الآمال للانتقال باليمن إلى مرحلة جديدة من التغيير والإصلاح السياسي والوطني الكامل، فالرسالة التي تحملها هذه الثورة المجيدة والمشروع التي تنهض به ليس موجها لمرحلة فحسب، ولا لأشخاص تلك المرحلة بل هي لجميع الانسانية، وهي لاتقتصر على جانب معين سياسي أو عسكري أو اجتماعي بل هي مشروع إصلاح إلهي للإنسان من كل الجوانب في ضوء القيم والمعايير التي أرادها الله للأنسان وجعله مؤهلا لخلافته في الأرض، لذلك قامت هذه الثورة المجيدة للقضاء على النفوذ الذي كان يحتكر الثروة وكل مقدرات البلد، وأوقفت مشاريع الفساد والاستئثار بالسلطة والتوريث ونفضت عن الوطن غبار الوصاية والهيمنة والتبعية الخارجية، وأعلنت سيادة الشعب اليمني، وميلاد يمن جديد.
هذه الثورة المجيدة اختزلت في مبادءها وقيمها وأسسها بناء الإنسان اليمني وفعلاً بنت فيه العزة والكرامة والشموخ والحرية والصمود التي استطاع بهن اليوم مواجهة هذا العدوان البربري الغاشم بكل جحافله وجيوشه وأسلحته المدمرة ، حتى أصبح الإنسان اليمني معجزة وأسطورة أذهل العالم بأكمله، وكذلك هي المرأة اليمنية العظيمة الأسطورة كان دورها في الثورة أسطوريا سيكتبه التاريخ للأجيال القادمة الذي سيشهد بعطائها المنقطع النضير من خلال دعمها لأخيها الرجل، فدورها الثوري يوازي الدور الثوري للرجل ، حيث قامت بدور مهم في كل المجالات ، وخرجت في المسيرات وضمدت الجراح في المستشفيات وأعدت الطعام للمرابطين في مختلف الساحات، وقد امتد دورها البطولي النضالي وصبرها الجبار الى يومنا هذا في مواجهة هذا العدوان الغاشم والحصار الخانق على الشعب اليمني، حتى اصبحت بالفعل القدوة والمسيرة لكل نساء العالم .
وكما كان لهذه الثورة القرآنية العظيمة رجالًا ونساء ًثوريون عظماء كان لابد لها من قائد عظيم محنك كأي ثورة من الثورات فلاتوجد ثورة بلاقيادة فكيف وإن كانت ثورة بهذا الحجم العظيم، والمتتبع لها سيعرف عظمة قائدها سليل بيت النبوة وعلم من أعلام الهدى السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- هذا القائد الرباني العظيم، القائد الإنساني الذي حمل مزايا وصفات قلما نجدها في قائد أو ثائر في هذا الزمن ، فهو الرائد والمعلم الأسمى في مسيرة الخير والتحرر والإستقلال والتنمية والدعوة للعدالة وحقوق الإنسان وكل معاني الشرف والبطولة، هذا القائد العظيم الذي حمل النور والهدى للأمة جمعاء مجددا لمسيرة جده الإمام علي كرم الله وجهه، فقاد هذه الثورة العظيمة لكل الأجيال ولكل الأزمنة بل لكل الإنسانية، وليس بغريبا فهو الامتداد الأصيل للنهج المحمدي الأصيل وقائد ثورة الحق على الباطل وثورة المعروف على المنكر، ثورة إلهية حقيقية وصافية تقود الأمة إلى الجنة، فهذه الثورة لاتخص بقعة جغرافية معينة ولا فئة من الناس بل للإنسان كل الإنسان، هذه الثورة العظيمة اكتملت أهم أركانها وأسسها وهو هذا القائد العظيم فلا يمكن أن تقوم ثورة ولانهضة بلا قيادة حكيمة، وقد رأينا كيف أن البلاد العربية كلها اشتعلت بالثورات بما يسمىَ الربيع العربي، ولكنها كلها وأدت وانتهت بل أصبحت مجرد فوضى فقط لم تحقق أي أهداف، فحينما شعر مجتمع من المجتمعات العربية بفقد القيادة التي يلتف حولها، وأراد أن يصنع مجدًا وحلمًا طالما حدثته به نفسه عشيةً وضحاها فإنه ثار، ولكنه وقف عاجزًا محبطًا عن إكمال ثورته لعدم وجود قيادة حكيمة، ولكن ماحدث في اليمن هي ثورة عظيمة بأهدافها وأسسها وإنجازاتها العظيمة بقيادة ربانية عظيمة وبشهادة العالم، لدرجة أن ثورة الـ21 من سبتمبر أصبحت أم الثورات ورائدتهنّ، بل خيمة للإنسانية أنعشت كل الآمال والأحلام نحو حياة إنسانية أفضل لكل الأمة.