قمنا بالأستعراضات العسكرية .. فماذا بعد ؟!
إب نيوز ٢٧ صفر
عبدالملك سام
هناك أختلاف بين ردود أفعال الجميع حول العروض العسكرية التي قام بها الجيش اليمني، فهناك من رأى أنها أستهلكت الكثير من المال دون فائدة تذكر.. وهناك من رأى أنها كانت جيدة، ولكنها لم تكن ملحة في هذا التوقيت بالذات ونحن على أعتاب تجديد الهدنة، إذا هدى الله الأعداء طبعا، فهذه العروض تعتبر إستفزاز.. والبعض رأى فيها ضربة معنوية وضرورية للعدوان.. وبالطبع هناك رأي رابع، وهو رأي المرتزقة الذين رأوها فرصة ليستمروا في التحريض والنواح، وهو رأي لا يهمنا بالطبع كون القرار ليس بأيديهم، واكثر ما يستطيعون فعله هو أن (يحشوها) كما يقال!
رأيي الشخصي هو ….. أولا دعونا نتحدث مع بعض بشكل عادي كيمنيين، وهذا سيجعلنا نصل للرأي الأصوب، فنحن بحاجة قبل أن نصل لرأي أن نغطي جميع جوانب الموضوع. حتى لو شعر بعضكم أنه لا أهمية كبرى للأمر، فهو مخطئ؛ فعلى الأقل – يا أخ – هذا النقاش سيجعلك قادرا على أن تتكلم مع زوجتك وأنت تشعر بالثقة، وهذا ما سيصورك كنابغة في عينيها، وهي فائدة إجتماعية لا يمكن أن تتجاهلها!
دعونا نتفق أولا بأن العرض كان إستثنائي وغير مسبوق، وسواء كنت مؤيدا أم لا فهذه هي المرة الأولى التي نرى فيها هذا الكم من الأسلحة المحلية وهي تجتمع في مكان واحد، وبعيدا عن رأي الحمقى الذين يشككون في جنسية هذه الأسلحة، فمن المسلم به أننا حتى لو فكرنا في إستيرادها من الخارج – كما يدعون – فالعالم كله يعرف سخافة هذه الفكرة؛ فاليمن بأكمله يرزح تحت أكبر وأقوى حصار في العالم وعبر التاريخ، والأمر ليس وكأنك ستقوم بتهريب ولاعة، مع أن تهريب الولاعة صعب في ظل هذا الحصار!
اما عن تأثير العرض خارجيا فيمكن لأي واحد منا أن يفعل (لفة) على أشهر القنوات الخارجية ليعرف ما هي النتائج، ولن يكلفك الأمر سوى دقائق، فالموضوع اصبح (الترند) منذ أول امس، وحتى اليوم! وأما عن تأثيره محليا فيمكنك أن ترى ذلك في وجوه الناس، خاصة في شعر رؤوسهم؛ فقد أقشعرت أبداننا ونحن نشاهد قوة العرض بالأمس، وما نزال حتى اللحظة نشعر بالفخر والخيلاء وكأننا كنا من ضمن من قاموا بهذا العرض المهيب.
دعونا نتفق أننا جميعا أننا لاحظنا أن هناك تقدما كبيرا، وأن هذا العرض أستحق كل لحظة إثارة وتشويق ونحن في إنتظاره.. صحيح أن هناك الكثير من التكهنات التي سبقت العرض، ولكن كانت معاينته في الواقع أكثر دهشة من كل ما شطحت إليه تخيلاتنا، وهذا – برأيي – سيكون تأثيره مزلزلا على الأعداء أكثر، فإذا كان قد أثر فينا لهذه الدرجة ونحن من سيستخدمه، فكيف بتأثيره على من يفترض أنهم سيتلقوه، أو من سيتم تجريبه عليهم؟!
أما عن مسألة الإستفزاز، فكلنا نعرف أنه لا ضير في ذلك؛ فخلال تجربتنا مع العدوان طوال هذه السنوات رأينا أن الأعداء كانوا أكثر اجراما ووحشية علينا كلما كانت هناك مبادرات سلام! وقد تعلمنا من تجاربنا السابقة أن هؤلاء لا يفهمون سوى لغة القوة، وحتى مندوب الأمم المتحدة والوسطاء لم نكن نحظى بزياراتهم إلا كلما أوجعنا العدو! وعليه فلا يوجد سبب لدى أي واحد منا أن يشعر بالقلق.. ثم أن الذي يفكر بهذا الشكل يتجاهل كم بذلنا من جهود لنصل لحل مناسب دون جدوى، فمن الأجدى أن نتكلم مع أعدائنا باللغة التي يفهمونها، أليس كذلك؟!
أخيرا.. أعتقد أننا سنظل دهرا نتذكر بسعادة هذا العرض الفريد والمدهش، وسيظل المرتزقة ينوحون دهرا أيضا دون أن يلتفت لنواحهم أحد؛ فهم حمقى، وخونة، فماذا كانوا يتوقعون أن يحصل معهم؟! لو كانوا يقرأون التاريخ جيدا لعرفوا أن هذه الدول التي ساعدوها على غزو ونهب بلدهم دائما ما تقدم مصالحها وأمنها على أي شيء آخر، وأنها سبق وتركت عملائها ليلاقوا مصيرهم المشؤوم عندما تجد أن خصمها قادر على ردعها والإضرار بمستقبلها، وهذا أمر طبيعي، فلا تندهشوا، فالقادم أعظم!