عبدالباري عطوان : انتهت الهُدنة في اليمن.. وطُبول الحرب بدأت تُقرَع.. ما هي السّيناريوهات المُتوقّعة؟
عبدالباري عطوان :
انتهت الهُدنة في اليمن.. وطُبول الحرب بدأت تُقرَع.. ما هي السّيناريوهات المُتوقّعة؟ ومن هي الأطراف التي عرقلت التّجديد؟ وكيف سيكون ردّ فِعل جيش حُكومة صنعاء؟ وهل هُناك فُرصةٌ أخيرةٌ للإنقاذ؟
كانَ واضِحًا، ومُنذ أن نظّمت حُكومة صنعاء اليمنيّة بزعامة حركة “أنصار الله” عرضين عسكريين ضخمين تمّ خلالهما مُشاركة صواريخ ومُسيرّات حديثة، بريّة وبحريّة، أنها تُلوّح بإنهاء هُدنة الشّهرين الأخيرين، وتستعدّ للعودة إلى خِيار استئناف الحرب مُجَدَّدًا.
الوفد اليمني المُفاوض في حُكومة صنعاء أكّد في بيانٍ أصدره اليوم الأحد بمُناسبة انتهاء الهُدنة، أنه “خِلال ستّة أشهر من عُمر الهُدنة، لم نلمس أيّ جديّة لمُعالجة المِلف الإنساني كأولويّة عاجلة ومُهمّة”، وأضاف “رِهانُ دول العُدوان أصبح على الورقة الاقتصاديّة واستِمرار الحِصار بعد أن فشلت كُل الرّهانات الأُخرى لتركيع اليمن”، وحمّل الوفد المُفاوض “دول العُدوان مسؤوليّة وصول التّفاهمات إلى طَريقٍ مسدود”.
حُكومة صنعاء التزمت باتّفاق الهُدنة طِوال فترة الأشهر الستّة الماضية وتغاضت عن الانتِهاكات، على أمل أن تُكافَأ من قِبَل المبعوث الدّولي والدّول الرّاعية للاتّفاق بشَكلٍ مُباشر أو غير مُباشر مِثل أمريكا وبريطانيا والسعوديّة والإمارات، بالانتقال إلى الخطوة التّالية، أيّ مُفاوضات تقود إلى تسويةٍ سلميّةٍ مُستدامةٍ على أساس إنهاء الحرب، والتّجاوب الكامِل مع المطالب الأمنيّة في رفع الحِصار، ولكن يبدو أن جميع هذه الأطراف كانت تُراهِن فِعلًا على استِمرار التّجديد لهذه الهُدنة ودُون أيّ تحسينٍ لشُروطها على أمل أن ترتخي عضَلات المُقاتلين اليمنيين وتَضمُر، ويتعوّدوا على الهُدنة وكأنّها هِبَةٌ وتَفَضُّلٌ من المُعسكر الآخَر.
السيّد مهدي المشاط رئيس المجلس السّياسي الأعلى أبلغ المبعوث الدّولي هانس غروند برغ يوم أمس أن صرف مُرتّبات جميع مُوظّفي الدّولة كافّة ومعاشات المُتعاقدين مطالب أساسيّة للشّعب اليمني، علاوةً على رفع الحِصار عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، ويبدو أن جميع هذه المطالب الأساسيّة لم تُلْقِ آذانًا صاغية، خاصَّةً أنّها مطالب جرى الاتّفاق عليها في مُفاوضات الهُدنة، وتقديم المبعوث الدّولي ضمانات بتنفيذها، وخاصَّةً زيادة عدد الرّحلات في مطار صنعاء، وزيادة عدد وجهاتها.
ad