فشل الهدنة في اليمن إلى أين يجر المنطقة؟ الجميع فوق قطعة جليد على امواج البحر!
إب نيوز ٨ ربيع الأول
د. فضل الصباحي:
فشل تمديد الهدنة في اليمن: سببه القوى الإقليمية والدولية، ومجلس الرئاسة، وليس حكومة صنعاء كما يروج لذلك في الإعلام، الهدنة السابقة والتي قبلها لم تؤسس لسلام شامل ووقف كامل للحرب ولكنها كانت هدنة ظاهرها السلام وباطنها مخططات أخرى يتجنب الجميع كشف تفاصيلها، وما يحدث في جنوب اليمن مثال على ذلك.
السؤال لماذا لا تُنفذ مطالب حكومة صنعاء: اليس من حق الشعب اليمني العيش بسلام داخل ارضه والتمتع بثرواته وفضائه المفتوح أمام العالم؟ : فتح مطار صنعاء.. وفتح ميناء الحديدة.. وتسليم مرتبات جميع الموظفين.. وإطلاق جميع الأسرى وفتح جميع الطرقات والمنافذ.. وتوريد عائدات الثروة لمصلحة الشعب.. اليست كلها مطالب عادلة، وهي جزء يسير من حقوق الشعب اليمني وتنفيذها سوف يُجنب المنطقة بأكملها الذهاب إلى المجهول، صنعاء ليس لديها ما تخسره، ولن تكون السبب في حرمان الشعب من حقوقه ولن تبداء القتال حتى تستنفذ كل خيارات السلام.
هل اليمن أمام مؤامرة اقليمية ودولية؟ يتم فيها وضع اليمن في حالة اللا حرب واللا سلم التي تعني تحكم القوى الدولية والاقليمية بإيقاع الحرب وفرض الشروط التي تخدم مصالهم أولاً وعند الضرورة يتم القبول ببعض شروط (صنعاء) التي لا تؤثر على الإستراتيجية الأساسية، التي تهدف إلى تقسيم اليمن، والسيطرة على ثرواته، وبحاره وجزره، وتغيير خارطته، وتهميش تاريخه وحضارته، ودفع اليمنيين لقتال بعضهم، من خلال دعم المشاريع الصغيرة التي تُرضي غرور بعض المغفلين القابعين في مجلس النخاسة الذين ضنوا بأنهم أصبحوا رجال دولة.
الحقيقية: القوة لا تحترم إلا القوة”رفض حكومة صنعاء تمديد الهدنة، وضع الجميع فوق قطعة من الجليد على امواج البحر …! ماذا تمتلك صنعاء حتى تهدد الشركات الأجنبية التي تعمل في مجال النفط والغاز ، وهي تعلم بأن هذه الشركات تتبع قوى عالمية لديها من القوة ما يسبب الخوف لدول متقدمه، وليس جماعة لاتزال في بداية تكوين الدولة.
لا شك بأن حكومة صنعاء: أصبحت تمتلك قوة عسكرية مرعبة أهمها الصورايخ طويلة المدى والطائرات المسيرة والمدرعات والزوارق البحرية، وأسلحة أخرى (شديدة الخطورة) لم يكشف عنها، وتراهن أيضًا على ملفات عديدة في المنطقة منها حاجة العالم الحالية لنفط وغاز الخليج لمواجهة تداعيات حرب اوكرانيا، والمشاريع الاقتصادية والسياحية، والصناعية والتقنية الكبرى التي تشهدها السعودية، وتحتاج إلى أجواء آمنة تمامًا لنجاحها.
كذلك الحدث العالمي الكبير كأس العالم 2022 الذي سيبدأ الشهر القادم في قطر والعائدات الاقتصادية والسياحية التي تستفيد منها معظم الدول الخليجية، ودبي تعتبر المستفيد الأكبر بعد قطر لأنها مقر لإقامة الكثير من المشجعين، وعوائل اللاعبين، وتقام على ملاعبها تدريبات الفرق المشاركة في كأس العالم.
الخلاصة: المصالح متداخلة بين جميع الدول، ولن تزدهر أي بلد واليمن يعيش مأسي الحروب، التي ستؤثر على مشاريع النهضة والتقدم والرقي في دول المنطقة ..العقول الكبيرة تدرك ذلك، والذين يخافون من قيام (دولة يمنية قوية) تحقق الأمن والسلام والنهضة لكل أبناء اليمن، نقول لهم سياسات الأمس لم تعد مجدية اليوم حركة التاريخ تغيرت، وسوف يعود اليمن سعيدًا كما كان