لمن أراد أن يفوز وينول

 

 

إب نيوز ١٤ ربيع الأول

عبدالملك سام

كل شيء يشير إلى أننا سنجتاز هذه المحنة، وسننتصر، وسنأخذ حقوقنا بالقوة، بل وربما أكثر مما طلبنا؛ فمن المستحيل أن ينتصر الطرف الثاني (الاعداء ومرتزقتهم)، طالما وهم على ما هم عليه من الغرور والطيش والسفالة والعبث، وهي كلها عناصر تجعل أنتصارهم – عقليا وعاطفيا – مستحيلا، ناهيك عن بعدهم عن التأييد الألهي، ونحن على النقيض منهم نتمتع بالحكمة والصبر والعزم ووضوح الهدف، كما أن الله يقف معنا لأننا أصحاب حق وفضيلة.

المشكلة المتبقية أمامنا هي مدى (الإنضباط)، وهو أهم عنصر لنجاح أي مشروع أو عمل عظيم، وتتلخص عناصره في التمسك بالعناصر القوية التي حققت لنا نتائج جيدة منذ البداية وحتى اليوم. وتتمثل أيضا في سرعة تخلصنا من السلبيات التي تواجهنا كلما تقدمنا، وبطريقة علمية ومدروسة. أما آخر عنصر فهو الصبر والمثابرة على هذا الطريق، ولسنا بحاجة هنا لنضع مثالا كالنمل والكائنات الإجتماعية الأخرى، فكلنا يعرف نتائج الصبر والمثابرة عبر التاريخ، وكيف أستطاعت أن تصنع المستحيلات.

الإنضباط أيضا يتطلب ألا نظل نفكر بأن النهاية صارت وشيكة، فهذا الأمر سيؤدي إلى تبديد مخزون الصبر؛ بل يجب أن نفكر أنه مهما أستمر التحدي الذي نواجهه، فعلينا أن نعتبر كل يوم جديد هو أول يوم بالنسبة لنا، وهذا الأمر سيوصلنا سريعا لتحقيق ما نرجوه بوقت أقصر. أي أننا يجب أن نحافظ على عزيمتنا ومستوى تحركنا مهما واجهنا من ظروف، وخاصة تلك التي تأتينا عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، والتي تهدف لعرقلة ووقف تقدمنا.

هذا يقودنا إلى الحديث عن صفة “العجلة” المتفشية في مجتمعنا، فأين ما يممت وجهك فستجد أننا شعب عجول جدا في كل شيء تقريبا، وهي صفة نجدها بشكل أقل في المجتمعات المتقدمة. بالطبع هذه صفة بشرية وفطرية، فقد قال الله سبحانه: {إن الإنسان خلق هلوعا}، ولكنها صفة قابلة للترويض ويتحتم علينا أن نكتسب صفات الصبر والهدوء في كل نشاطاتنا الإنسانية، بدءا من الوقوف في الطوابير والأنتظار والأكل السريع، ومرورا بباقي النشاطات مثل إنجاز الأعمال ومواجهة الصعوبات وأتخاذ القرارات.

ختاما.. لنفكر في كلمة (الإنضباط) دائما، ولندرك ماهي المسؤلية الملقاة على عاتقنا، وأن نتعامل مع الأمر بجدية؛ فكل ما سننفقه من مال ووقت وجهد سيعود علينا بنتائج أكثر مما نتوقع، وسنحصل على ما نستحق وأكثر. أما السلبيات التي نواجهها، فلا يجب أن نسمح لها بأن تحبطنا؛ فهي مؤقته، وستنتهي من تلقاء نفسها بسرعة إذا ما حافظنا على انضباطنا.. ولا ننسى أن الله يحصي كل صغيرة وكبيرة، وهو من سيجازينا على صبرنا وعملنا، ولو كان مثل ذرة .

 

 

 

 

 

من منا لا يعرف قصة الأرنب والسلحفاة الشهيرة؟! في الغرب يعلمون أطفالهم هذه القصة وغيرها في المناهج الدراسية ليتعلموا الإنضباط، بينما نحن نعلم اطفالنا قصص لا غاية ولا هدف منها سوى أن يتعلم أطفالنا المزيد من الملل!

You might also like