نصائحُ لمنتسبي وزارة الداخلية حول العدل وحقوق الإنسان
إب نيوز ١٧ ربيع الأول
أبو زيد الهلالي
قال تعالى:{ وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا}
تفضيلٌ للإنسان وتكريم يتطلب تجههما الإحترام والعمل بها وفق أمر الله في كتابه الكريم.
وعلى اعتبار أن رجل الأمن هو المسؤول الأول عن حماية الإنسان وحقوقه والتعامل معه على أساس هذا التكريم يُجب عليه أن يكون على وعي تام بهذه الحقوق من منطلق المسؤولية أمام الله أولاً ومن منطلق أداء الواجب الذي يفرض عليه حماية وتأمين الناس وصون كرامتهم واعراضهم والتعامل معهم وفق ثقافة وأخلاق القرآن الكريم.
وباعتبار أن هناك قوانين وتشريعات كفلت هذه الحقوق وشرعت قوانين وإجراءات جزائية لكل من ينتهكها فإن وجوب الوعي بهذه القوانين ومراعاتها أمر ضروري لكل رجل أمن لضمان قيامه بعمله على أكمل وجه بعيداً عن الأخطاء أو التجاوزات التي قد تنتهك هذه الحقوق وهذا من باب التقيد بالقوانين والأنظمة التي تسير عمل المؤسسة الأمنية وإلا فإن الثقافة القرآنية هي مصدر التشريع الأول والأساسي ومن يتحلى بهذه الثقافة ويعيها سيدرك تماماً أنها قد كفلت هذه الحريات والحقوق ووضع لها أنظمة وقوانين ومبادئ وجرّم كل من يعتدي عليها ومن أهم هذه المبادئ والحقوق هو مراعاة العدل والمساواة والحرية في إطار الشرع, والإحسان إلى الناس والتعامل معهم بإنصاف وتواضع وصون كرامتهم وعدم الإساءة إليهم.
ومما ينبغي على رجل الأمن أن يعيه أنَّ كون أي شخص عدواً أوثبت عليه الجرم فإن ذلك لايبرر لرجل الأمن أن يهينه أو يعتدي عليه بضرب أو يسجنه في مكان غير لائق بالكرامة الإنسانية لأن الله يقول مخاطباً الذين أمنوا{وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }.حتى أنه وجدنا في بعض الحالات المشاهدة أن الشخص أو المتهم قد يتعرض أثناء سجنه أو إعتقاله لأكثر مما أقره الشرع في حقه وهذا منتهى الظلم (وَمَنْ يَظْلِـمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا). وكفانا أسوة بعدالة إمامنا (علي) عليه السلام وكرم الله وجهه في تعامله مع قاتله حيث قال لأولاده (أطعموه وأسقوه مما نأكل ونشرب وأحسنوا أساره فإذا أنا شُفيت فأنا أولى بالحق بأن أقتص منه أو أعفو عنه وإن استشهدت واقتدتم منه فالسن بالسن والعين بالعين والجروح قصاص)(ضربة بضربة ولا تمثلوا به فإن النبي صلى الله عليه واله نهى عن المثلة)
هذه هي عدالة علي كرم الله وجهه في تعامله مع قاتله.
هذه هي ثقافة وأخلاق القرآن الكريم وهذه هي صورةٌ واضحة عما يجب أن نكون عليه في تعاملنا في توجهاتتا وفي أخلاقنا ضمن هذه المسيرة القرآنية.
إن على كل رجل أمن أن يتحرى العدل والإنصاف والمساواة وحسن الخلق وأن يعي حجم المسؤولية الملقاه على عاتقه فلا يظلم ولا يتهم بلا دليل ولا يعامل الناس على الظن وأن يتحرى ويتثبت حتى لا يُخطئ{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ}
وقال تعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ}.
يجب أن نسمو بسمو ثقافتنا القرآنية وأن تتجسد تلك الثقافة في أقوالنا وأفعالنا حتى نضمن رعاية الله وتأييده ورضاه قال تعالى { الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْـمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْـمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ }. ولكي ننأى بأنفسنا عمن قال الله فيهم{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْـمُؤْمِنِينَ وَالْـمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا}.
وفي الأخير التحية كل التحية لكل رجل أمن يسهر الليل لينام المواطن والتحية كل التحية لكل أقسام وزارة الداخلية بشكل عام.