ثورة 14 أكتوبر.. مابين ذاكرة الاستقلال ومرارة تكرار الاحتلال!!
إب نيوز ١٩ ربيع الأول
كتب/عبدالجبار الغراب
مثلت ثورة 14 اكتوبر ذكراها الخالدة في قلوب كل اليمنيون لما لعظمة شعبها في الجنوب اليمني وقادتها الأحرار في جسامة تضحياتهم البشرية والفدائية والذين طردوا الاستعمار البريطاني وحققوا الانتصار بإشعالهم ثورة 14 اكتوبر ضد الغازي والمحتل البريطاني ليعلنوها وبالعلن وبالصوت والسلاح الشعبي مرددين صوتهم للعالم برع برع يا إستعمار برع من أرض الأحرار , وهي ايضا ذكرى حالية لواقع مر و أليم لمرارة تكرار الاحتلال الأجنبي البغبض وبأيادي العملاء والخونة من اليمنيون المرتهنين لأمريكا وإسرائيل.
فاليمنيون جعلوا لثورة اكتوبر المجيد ذكراها لتاريخ عظيم وإستذكارها لرصيد نضالي كبير حققه الأحرار في الجزء الجنوبي من اليمن الكبير ومعه مساندين ابناء في المناطق الشمالية ليقود أبطالها الميامين جنوب اليمن الواقع تحت الاستعمار البريطاني لقرن وثلاثة عقود نحو النصر العظيم محققين العزة والكرامة والشموخ لأبناء الجنوب خصوصا والشعب اليمني من شماله للجنوب ومن شرقه للغرب , واضعين حدا نهائيا لكل التدخلات الأجنبية.
فالذاكرة الماضية لثورة عظيمة تحررية خلدت ذكرى لانتصار مجيد وعندها الان يكن في القلوب حزنها الشديد لما للواقع الحالي من تغيره لمشهد سابق اعلان الاستقلال , فتكرار السابق موجود ومرارة المعاناة ادخلها عملاء ومرتزقة محليون , ليضعوا جنوب اليمن تحت سيطرة الغزاة المحتلين.
فذاكرة الاستقلال والثورة المسلحة ضد الاستعمار البغيض ضحى من اجله اليمنيون بمئات الألف من الشهداء الذين بدمائهم الزكية اعلنوا الاستقلال والذي كان معهم بالتضحية والنضال جرحى ما زالوا موجدين وكبار لمناضلي الثورة على قيد الحياة حرروا البلاد من الاستعمار البريطاني المحتل لجنوب اليمن لقرن وثلاثة عقود باسطآ كل نفوذه في شتى نواحي البلاد مسيطرا على كامل الثروات ممتدا منها لتحقيق التوسع والانتشار في السواحل البحرية والممرات الهامة لليمن في حدودها الجنوبية بفعل ترتيبات ومخططات سبقت الاحتلال وبإيجاد الاسباب وإفتعال الاكاذيب وصناعة الحيل والذرائع اوجدا الحجج للتدخل العسكري في جنوب اليمن فكان لهم ما كان في السيطرة والاحتلال واستقرارهم لمائه وتسعة وعشرين عام حتى انه وبعد ذلك ولسنوات ما بعد اعلان الاستقلال وكان لتداخل الاحداث عوامها في وضعها لتراكمات اثرت على اتخاذ القرار السيادي لليمنيون.
فالذكرى ال 59 لقيام ثورة 14 اكتوبر من العام 1963 اعادت لليمنيون إستذكار لمعاناة الشعب اليمني في الجنوب ابان الاستعمار البريطاني وشعورهم بمرارة الخيانة والإرتزاق الذي عان منها اليمنيون على مد عقود بإرتهان وانصياع القادة والحكام لأمريكا واليهود وادواتهم في الجوار منفذين لهم كل سياساتهم المرسومة وبكل المجالات فلا قرار مملوك ولاسيادة لكل اراضي البلاد يتحكم بها اليمنيون فكان للحكام انصياعهم وانبطاحهم الكامل والتام موالين مطعين كأدوات للتنفيذ لكل ما يحقق اهداف امريكا واسرائيل لتكون كل ثروات الشعب اليمني تحت تصرفاتهم ونفوذهم فوهنت الدولة وضعفت مختلف السبل التي تودي بالشعب لتحقيق ما يحلم به مقارنة مع الشعوب الاخرى , لتتراكم كل عوارض الاحداث مخلفة انعكاسات لها تأثيراتها في واقع حياة الشعب ويتصاعد معها غليان شعبي رافقة وجود معرفة وادراك بمخططات الغرب والامريكان.
فثورة 14 اكتوبر المجيدة يحتفل بها الشعب اليمني كذكريات لملاحم اسطورية عظيمة حققها الثوار الاحرار بوقفهم رافعين الرآس بسلاحهم بوجه الاستعمار البريطاني وهي عبارة عن ذكرى لما بين سابق التحرير لوضع مناضليها تيجان محفورة في القلوب وتاريخهم شاهد لعظمة كفاحهم المسلح ضد الاحتلال وحالي التكرار الاليم لوضع جزء من اليمن الكبير تحت الاحتلال لقوى متصارعة في السيطرة والنفوذ تعاون معهم الانذال المرتزقة المنافقين من اليمنيون الذين باعو وطنهم للعدوان , ففشلت مآربهم في جنيها للاهداف في الشمال وبعض مناطق اليمن ومالهم من مناطق مازالت قابعة تحت سيطرتهم هي في عداد التطهير والوعد والأمانة التي اطلقها السيد قائد الثورة عبدالملك بدرالدين الحوثي لإستعادة كل شبر في ارض اليمن , فالتضحيات الجسيمة التي قدمها خيرة الابطال اليمنيون بتحرير الجنوب اليمني من الاستعمار البريطاني البغيض خانتها الايادي الماكرة لله ولوطنها والانذال والمرتزقة المنافقين والادوات لأمريكا وإسرائيل من فروا هاربين الى فنادق الرياض لسنوات انقضت بهم الحاجة لخلعهم من قبل تحالف العدوان وإستبدالهم بعدة عملاء ذات رؤس سبعة بحسب المخطط الذي اعده العدوان لتحقيق اهدافه في السيطرة والاحتلال ونهب الثروات والذين اعادوا مرارة التكرار للاحتلال.
لكن مع كل هذا وذاك اختلفت مجريات الأمور الحالية عن أوضاعها السابقة : بفعل بتضحيات خالدة جبارة قادها المجاهدون الإيمانيون بإشعالهم لثورة 12 سبتمبر 2014 : لتخذ معها اهدافها الوطنية الشعبية مسارها السامي لإعادة القرار المسلوب واستعادة سيادة الوطن المفقودة , فكان لها إعادتها لمختلف جوانب أركان الدولة الاساسية جاعلة في ذلك ترسيخ المبادئ والقيم الدينية والوطنية من الاولويات القصوى والضرورية , لتقود حركات تصحيح هامة لثورتي 26 سبتمبر و14 اكتوبر بفعل تصديها لكل محاولات قوى الشر والغطرسة والاستكبار العالمي استرجاع اليمن الى سابق عهدها الخانع بالحكام والمرتهنين للخارج , وبحرب شرشة عبثية جبانة وبعدد عشرين دوله قادتها امريكا واسرائيل ونفذتها ادواتهم المتصهينين في المنطفة السعودية والاماراتين وبحصار كامل بانواعه واشكاله المختلفة ولاعوام ثمانية عدوان وحصار لم ينجحوا في تحقيق اهدافهم الشيطانية بل انكسرت وتحطمت شوكتهم وخسروا كل معاركهم العسكرية والسياسية والاقتصادية , بل كانت لقوة اليمنيون وصلابتهم ومواجهتهم للعدوان انتائجها لعوامل تفوق وتصاعد وانتاج وتطور في السلاح وتقدم تصنيعي اذهلت العالم وحققت التوازن وقلبت معادلات المواجهة العسكرية وبنقلة نوعية فاقت كل التوقعات في مختلف الجوانب تصاعدت القوة العسكرية للجمهورية اليمنية فالجيش الواحد المنتمي من كل اطياف ومناطق اليمن ظهر في مظاهر وعروض عسكرية لكتائب وألوية ضمت عسرات الأف وبسلاح للقوة الصاروخية جديد عن ماتم استخدمه في السابق وبطائرات مسيرة جديدة متطورة كان لها إعطائها للعديد من رسائلها ومضامينها للداخل وللخارج , واوضحت الامتلاك الكبير لجهوزية اليمنيون للتصدي وللدفاع وحقه لأخذ الحقوق المشروعة بقوة السلاح اذا ما تم ارجاعها بالهدوء والحوار.
فالقوة والنجاح والتفوق والانتصار اليماني قادت الى قبول العدوان بهدنة أممية افضت الى التزامهم بتنفيذ مطالب الشعب اليمني المشروعة والمحقة والعادلة في تسليم المرتبات المقطوعة عن الموظفين وفتح كامل لمنياء الحديدة ومطار صنعاء وفتح كامل للطرقات والممرات وهذا ما لم يلتزم به تحالف العدوان وتخلف عن التنفيذ وبصبر طال حكومة صنعاء جاعلة للحوار والتفاهمات منصة للسلام لحدوث لإنفراجة وضعت شروط الشعب اليمني على طاولة تمديد الهدنة للمرة الثالثة لتنكشف زيف واكاذيب ومغالطات العدوان ومعهم مبعوث الامم المتحدة بالذات حول اقوال انها شروط تعجيزية ولا يمكن تنفيذها كيف لا وثروات اليمنيون ولاعوام منهوبة في بنوكهم ومخازنهم المليئة بمئات المليارات من الدولارات.
لتسير كل وقائع ومعطيات النجاح الاسطوري العظيم الذي حققه الجيش اليمني واللجان ومعهم الشعب نحو قافلة العطاء لمواصلة تحقيق كل المطالب في تطهير البلاد من التواجد الاجنبي والذي ما زال له سيطرة واستفراد في كامل الثروات والتحكم في السواحل واحتلال المواني والجزر فارضا بذلك تواجد ممتد عسكري لقوات امريكية بريطانية فرنسية سعودية اماراتية للتنافس فيما بينهم في التوسع في النفوذ والاستيلاء على اماكن النفط والغاز , فرحيل الاحتلال مطلب هام ولا سكوت علية فمغادرتهم ورحليهم بالمفاوضات اوضرب واستهداف الشركات والسفن الناقلة للنفط من الجنوب وغيرها قرار اذا ما توقفت عن نهبها وسرقتها للنفط والغاز اليمني , فإن لقوة الفعل المنتظر الموجود قدرتها على طرد الغزاة المحتلين لما تبقى من اراضي الحنوب اليمني وقد اعذر من انذر , ولقريب الايام او الاسابيع واذا طالت الشهور زفها لخبر وبشرى تفرح جميع اليمنيون برحيل الاحتلال من اليمن السعيد فانتظروا انا معكم لمنتظرون وان غدا لناظرة لقريب.