حرب اليمن.. ما بين تمديد الهدنة وحلول الأزمة!
!
كتب/عبدالجبار الغراب
شكلت حرب اليمن معضلتها الكبرى الكارثية على السعودية بدرجتها الاولى وعلى بقية دول العدوان بدرجتها الثانية , ولهذا فقد وضعتها نتائج هذه الحرب ومعطياتها ضمن دائرة مغلقة لا تستطيع معها إيجادها للمفاتيح التي قد تخرجها من مستنقع تورطها في حرب اليمن , والتي أغرقتها في عديد جوانبها السياسية والاقتصادية والاجتماعية , ووضعتها في متاهات وتيهان وشرود وخسائر فادحة بمئات المليارات من الدولارات , وتحطمت بموجبها مكانتها وسمعتها العالمية.
فعلى مد ثمانية اعوام من عدوانهم على اليمن واليمنيين تعددت المسالك والدروب لتحالف العدوان السعودي الامريكي في ايجادهم لبعض المخارج والحلول , فكانت للمصالح الامريكية الصهيونية نسفها لكل انواع الجهود والمساعي لوضع نهاية لحرب اليمن , فمن الكويت ولشهور من المفاوضات والحوار الى مسقط والسويد كلها كانت عبارة عن استغلال لايقاف زحف اوتقدم لتحرير محافظة او منطقة للجيش اليمني واللجان , وتحايلات لتحقيق نصر او تعويض خسارة على حساب الابتزاز بالحقوق الانسانية , والى الوصول لهدنة أممية رسمتها وقائع الانتصار اليمني الذي هز اركان عواصم دول العدوان الرياض وابو ظبي بعمليات صاروخية كبرى هيئت بردعها القوي والفعال لقبول هدنة اممية وافق عليها تحالف العدوان خوفا على مصالحهم الاقتصادية من النفط والغاز العالمي وقدرة السلاح اليمني لفرض لغة القوة لاستعادة الحق وكسر الحصار وايقاف العدوان.
ومن جانب اخر فقد كانت للاحداث التي عصفت بالعالم مؤخرا وعلى طليعتها الحرب الروسية الأوكرانية والتي اخذت في تصاعد تداعياتها لفرضها لمتغيرات شملت كافة المستويات وأثرت اقتصاديا على اغلب البلدان وبالخصوص من فرضوا العقوبات على الروس وهم الاوربين ومعهم الامريكان , ومن هنا اخذت العديد من الدول رسمها لخطط وبدائل وترتيبات لوضعها كأساس ومنطلق جديد لها لتعديل سياساتها.
لتدخل وبقوة أمريكا وبمبعوثها الخاص الى اليمن بخط اقرار الهدنة وحث جمبع الاطراف للقبول بها , فكان الاتفاق على الهدنة والالتزام بتنفيذ كل بنودها , ليتضح الموقف الامريكي الهزيل والغير واضح وبشكل كبير والمكتفين بالاقوال عبر وسائل الاعلام وبدون افعال ملموسة على الواقع تظهر مد حقيقة اقوالهم الكلامية فقط إيضاحها للجميع لمد الضعف والهوان التي وصلت اليها الادارة الامريكية وبعض الدول الغربية ومعهم ومشتركة في ذلك الأمم المتحدة ومبعوثها الى اليمن , والذي كان لحديثه وتصريحاته حول الاسباب والعراقيل التي افشلت تمديد الهدنة في اليمن واضعا من الشروط المشروعة والمحقه لكامل الشعب اليمني والمقدمه من حكومة الإنقاذ بصنعاء كحجر عثرة وشروط تعجيزية هي من تقف وراء عرقلة تمديد الهدنة.
ليتوضح وبالتأكيد لكل العجرفات والأحقاد والكراهية والازدواجية في المعايير والكيل بعدة مكاييل حتى في المواقف الإنسانية هم مفضوحين , وأيضا لما للنوايا المبيتة لقوى العدوان وعلى رآسها الامريكان والتي اعدتها كأوراق مستقبلية جاعلة من الآعيب والمرواغة الحالية لاستمرار الهدنة لتثبيت الاوضاع العسكرية استغلالها لما يحدث من احداث كان للعملية العسكرية الروسية في اوكرانيا قلبها لمتغيرات الخطط الامريكية ومنها حرب اليمن , فكان لفرض الهدنة الاممية والموافقة عليها باب اتفاق وضعت منه حكومة صنعاء اولوية قصوى لمعالجة الملف الانساني تاركه للايام والاسابيع والشهور والتمديد للهدنة لمرتين كشفها لمد التنصل والهروب وعدم الالتزام بتنفيذ بنود الهدنة.
فكان لعدم التزامهم بتنفيذ بنود الهدنة السابقة وحتى بعدم موافقتهم على الشروط لقبول صنعاء بالتمديد الثالث كتسليم المرتبات لجميع موظفي الدوله وفق كشوفات 2014 وفتح المطار وتوسيع الرحلات لعدة دول ورفع الحصار على ميناء الحديدة وفتح كامل الطرقات يبين انهم في اطار اعدادهم لتجهيزات هي مؤكدة لعل التآخير في تنفيذهم لها هي الاحداث العالمية الاخيرة وابرزها العملية العسكرية الروسية في الاراضي الاوكرانية واخذها في التوسع والامتداد في كافة الاصعده والمستويات العالمية والاقتصادية على وجه الخصوص ومصادر الطاقة من النفط والغاز والتي من خلالها كان للخبطة الحسابات الامريكية والاوربية لمفات عديدة منها الملف اليمني لتظهر مراوغتهم وعدم جدية تنفيذهم لبنود الهدنة اخذين من فترة الهدنة كسبهم للوقت.
الصبر الكبير والجدية في اتخاذ البدائل القوية لرفع الحصار واخذ الحقوق لكامل اليمنيون ومسايرة الامور بحسب الاحداث ومتقلباتها والفراسة في المواقف السياسية : اخذتها حكومة الإنقاذ بصنعاء وفق مسارات متعددة فكان لها العمل وبكل جدية لمعالجة ملف الآسرى فحدث ما حدث لتبادل الوفود بين صنعاء والرياض والزيارات , ليدلل ذلك انه لا حلول للملف اليمني الا بالتفاوض مع العدو الحقيقي وهو الطرف السعودي , وهذا هو باب لأبواب هي في اطار خلق العديد من التوافقات التي تلعبها سلطنة عمان اذا ما ارادوا حل نهائي للقضية اليمنية.
فهل السعوديين ومع كل سنوات عدوانهم على اليمن وصلوا الى قناعة تامة بوضع حد لعدوانهم على اليمن خصوصا لما كان للصمود اليمني والنجاح في المواجهة والتصدي وخلق التوازن وفرض المتغيرات جانبها القوي والفعال والمؤثر لرضوخ تحالف العدوان وعلى رآسهم مملكة الرمال ايجادها لحل مشرف يخرجهم من تورطهم في معركة اليمن وايضا لما أضافتها وقائع الاحداث العالمية الاخيرة فرزها لمتغيرات جديدة وكشفها لهروب وتخلي امريكي عن حلفائها والتي تتخذهم كأدوات لتحقيق اهدافها وما مثال اوكرانيا الا دليل لذلك.
فهل استوعبت السعودية الدرس الامريكي فعلا وعرفت خفايا الدور الامريكي وألاعيبه في معركة اليمن والتي عززته حقائق كبيرة كان منها طلب الغرب والامريكان من دول الخليج بالذات رفع الانتاج للنفط والغاز ليتخذوا من الهدنة في اليمن مرحلة استقرار لتأمين انتاج النفط وذهابه الى الاسواق الاوربية والامريكية تعويضا للغاز الروسي وبدون عراقيل او تهديدات بقصف المنشآت النفطية في السعودية والامارات من قبل الجيش اليمني واللجان , وانهم لا ينظرون الى وضع كامل لحل شامل لأزمة اليمن وانهاء الصراع فيها والعمل على عودة الاستقرار في المنطقة.
ومن هنا هل ادركت السعودية ومعها عدة دول متحالفة معها في عدوانها على اليمن بأن الامريكان هم الفارضين اذا ما ارادوا الحلول والمعرقلين اذا لم يكن لمصالحهم اهداف في تحقيق مآربهم , وما قرار منظمة أوبك الاخير بتخفيض الانتاج النفطي بمعدل مليوني برميل يومي الا شاهد على عجرفة الرد الامريكي واتهامه للسعودية بالانحياز لروسيا , وانه قد لزم على السعوديين بالفعل وبالعلن الجلوس وبصورة مباشرة وعلى طاولة الحوار والمفاوضات مع حكومة صنعاء للخروج من الأزمة ومعالجة نتائجها الكارثية التي الحقت اضرارها الفضيعة بحياة الانسان اليمني وليجعلوا من حسن النوايا والثقة الاولى لزيارة الوفد السعودي الى صنعاء والعكس لتبادل الاسرى صورتها الثانية لقادم حوار يفضي الى حلول للأزمة اليمنية ولا مخرج لذلك الا بالحوار المباشر بين الطرفين لا بتمديد هدنة والأعيب الذي يستغلها الطامعين بثروات العرب والمسلمين.
والعاقبة للمتقين.