عدي الذي صال وجال
إب نيوز ٢٥ ربيع الأول
عبدالملك سام
وجرت الرياح بما لم تشتهي السفن الإسرائيلية، فبعد عقود من محاولات زرع الخوف في قلوب العرب والمسلمين، وبعد قرون من المؤامرات والمكائد ومحاولة هزيمة الله وجنوده، وبعد سنوات من بث الفساد والشذوذ والإنحطاط.. يأتي شخص كـ”عدي” وأمثال عدي ليجعلوا اليهود يئنون حزنا وغضبا على ضياع جهودهم.
فمن الحجر والسكين والدهس، وحتى وصلنا للرصاصة والصاروخ، ولكن هذه المرة في مكان غير متوقع، ومن نقطة الصفر! وليبارك الله وينصر شعب فلسطين المقاوم الذي ما يزال يدهشنا بإنجاب الأبطال هؤلاء..
أنا لا أبالغ لو قلت أن عدي سيتحول إلى كابوس مزعج لكيان العدو، فنحن هنا لا نتحدث عن كوابيس الحدود الشمالية أو الجنوبية (حزب الله وحماس والجهاد وباقي الفصائل الجهادية)، بل نتحدث عن مناطق حرص العدو أن تكون آمنة بالنسبة له! فقد تم إغراق هذه المناطق بالمشاكل الإجتماعية والفساد، وبصفوف من الخونة، وبعمليات قمع وحشي ومتواصل لعقود.
من هنا تأتي القيمة المرعبة لنموذج (عدي) بالنسبة لكيان العدو، فعندما يشكي الإسرائيلي من حزب الله والفصائل الفلسطينية، فهو يشكي من جراءة وشجاعة هؤلاء، وحتى عندما شكى من أنصار الله في اليمن فقد تباكا من جرأتهم في إستخدام ما بأيديهم، ولذلك فقد مثل عدي نموذجا مرعبا أفقدهم هدوءهم، فهو أكثر رعبا نظرا للإمكانيات البسيطة التي كانت متوفرة بيده، والتي أستخدمها بفاعلية أبهرت الصديق قبل العدو.
ألم يظهر الباطل – بكل عنجهيته وقدراته – ضعيفا أمام عدي بمفرده؟! اوليس هذا الكيان الذي بلل سرواله رعبا من عدي هو ذاته الذي تخنع له رقاب أنظمة بأكملها كآل سعود وآل نهيان وآل خليفة؟! أعتقد أنكم الآن عرفتم لماذا نحتقر هذه الأنظمة البليدة، بل ونحتقر أكثر من يخضع لها ويخون بلده لأجلها.
نحن نعيش آخر فصول السقوط، وبمثل عدي تنتعش الأماني ويتغير إيقاع المواجهة تماما، وسنشهد قريبا العشرات ثم المئات فالآلاف من عدي وهم يتأبطون عزمهم، ثم يتجهون لأقرب محتل ليطهروا الأرض من رجسهم. لن تنفعهم أسوارهم ولا حصونهم إذا أتى بأس الله على أيدي رجاله، فعدي قادم بصحبة اخوانه.. والقادم أعظم.
…
* أعزائي.. من كان منكم من يرى الفلسطيني بأنه خائن وفاسد وعبد للمال، فليكن متأكدا من أن مخزون التظليل لديه ممتلئ، وأنه غالبا لا يعرف ماذا وكم وكيف قام العدو ببذل هذه الجهود ليفرقنا عن بعضنا كشعوب ومجتمعات؟! والدليل على كلامي هو أنك لو عدت لضميرك لوجدت أنك ما عدت تطيق الشعوب المجاورة، ولا أبناء المحافظات المجاورة، ولا حتى اقاربك وجيرانك، وقريبا سيصلون إلى آخطر مستوى، ألا وهو أن يفرقوا بين المرء وزوجه!