العملية العسكرية التحذيرية للقوات المسلحة .. بين التكتيك والاستراتيجية “تقرير”
إب نيوز ٢٧ ربيع الأول
أكثر من سبعة أشهر مرت على بدء سريان الهدنة الأممية الإنسانية والعسكرية في اليمن، والتي جاءت في إطار استجابة عاجلة لتهديدات أمنية طرأت على أرضية الاستقرار الاقتصادي الأوروبي جراء الحرب الروسية – الأوكرانية، وخاصةً في ظل الدفع الأمريكي والتجييش ضد روسيا ومحاولات خنقها ومحاصرتها وفرض عقوبات اقتصادية عليها؛ بهدف تحقيق أهداف جيوسياسية توسعية، وإنهاك الدولة الروسية وتدميرها؛ باعتبارها قطباً دولياً صاعداً يذهب نحو إعادة هيكلة النظام الدولي تجاه التعددية القطبية مع شركائها.
الهدنة الأممية واستغلالها أمريكياً
بحسب إفادات صحيفة أمريكية فإن البنتاغون يخطط لتوسيع وترسيخ تواجده العسكري في اليمن والمنطقة، مهمته الأساسية الإشراف على تقديم الدعم العسكري واللوجستي لحلفائه أولاً، ولحماية منابع النفط والتأكـد من سلامة وصولها وتدفقها إلى أوروبا وأمريكا بكميات تفي بالحاجة وتغطي النقص بعد الاستغناء عن الصادرات النفطية الروسية.
لهذا الغرض وعن طريق الأمم المتحدة تحاول الإدارة الأمريكية فرض إيقاف مؤقت للحرب على اليمن، ومنع حدوث أية صراعات عسكرية في المنطقة في الوقت الراهن على الأقل، وتأتي هذه الخطوة بعد إقرارها بالعمل على إطالة أمد العمليات العسكرية الروسية الاستنزافية في أوكرانيا، لا سـيـما أن هذه العمليات باتت تأخذ في مضمونها طابع حرب عالمية ثالثة، لذلك أمريكا لا يمكنها أن تخاطر بمواجهة حرب محتملة أخرى في هذه النقطة من العالم.
في المقابل تحقق القيادة اليمنية وفي ظل الهــدنة الراهنة العديد من الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها القيادة السياسية والعسكرية في صنعاء، لبناء وتطوير قدراتها العسكرية، ومضاعفة إمكاناتها الاستراتيجية الرادعة، كما أنها أعلنت استعدادها التام لحماية محيطها الحيوي وثروات اليمن السيادية المتعرضة للنهب والسلب على مدى السنوات الماضية.
صنعاء من التهديد إلى التنفيذ
الملاحظ أن هذه الهــدنة وصلت إلى طريق مسدود؛ بسبب شعور حلفاء أمريكا بالهزيمة العسكرية والسياسية أمام صنعاء، ناهيك عن الهزائم الأخلاقية المتتالية، بعد تمسك صنعاء بالشروط الإنسانية لتمديد الهــدنة والمتمثلة بفتح المطارات والموانئ وصرف مرتبات الموظفين من عائدات نفطهم المنهوب، والتي على إثرها أصدرت القيادة الثورية والسياسية والعسكرية في صنعاء العديد من التحذيرات للشركات الأجنبية المتورطة في عمليات النهب للثروات، ولم تغفل هذه القيادة جانب تقديم النصح للشركات الأجنبية العاملة في دول العدوان لسرعة ترتيب أوراقها ووضعها للمغادرة؛ كونها تضع استثماراتها في بيئة غير آمنة.
وترجمةً لتلك التهديدات التي لم تأت عبثية أو من قبيل الهرطقات الإعلامية، أطلقت القوات المسلحة اليمنية عملية تحذيرية لناقلة نفط حاولت اختراق المياه الإقليمية اليمنية بالتوجـه إلى ميناء الضبة لنهب ما يقارب مليوني برميل من النفط الخام اليمني، عصر الجمعة، 21 أكتوبر الجاري، وبناءً على تقارير استخبارية دقيقة، ومهارة فائقة في استخدام الوسائط التكنولوجية، استطاعت صنعاء فرض قواعد جديدة للاشتباك، عكست مدى قدرتها على المناورة وعلى تفوق قواتها في تحييد الأهداف المعادية في أية نقطة على خارطة العمليات.
النفط مقابل الرضوخ للمطالب الشعبية المحقة
العملية التحذيرية كما أسمتها صنعاء، وفي إطار تداعياتها على الصعيد السياسي والاقتصادي خاصةً على الوضع المتأزم أساساً في أوروبا، لخصت فيها القوات المسلحة اليمنية على لسان ناطقها %D