قصيدة رائعة للشاعر الكبير معاذ الجنيد بعنوان “أعراس الزكاة”

 

 

إب نيوز ٨ ربيع الثاني

 

………. أعراس الزكاة ……….

ببلادِنا سبعونَ ألف مُنظمّةْ
جاءت لتُسعِدَ شعبنا وتُنعِّمَهْ

خيراتُها الكُبرى وإنجازاتُها
عن حصرِها عجَزَ الخبيرُ (مُسَيلِمَةْ)

مَدَّت لِتُسلِمَ شعبنا المحبوبَ من
تعبِ الزراعةِ كفَّها كي تُطعِمَهْ

وهُنا السؤالُ أتى ليطرَحَ نفسَهُ
إذْ لم تكُن عنهُ الإجابةُ مُبهَمَةْ

هل قد سمعتُم أو علِمتُم أنَّ وا
حِدَةً من السبعين ألف مُنظَّمَةْ

قد زوَّجَت يوماً فقيراً واحداً
وسعَت تُحَّصِنَ مُسلماً أو مُسلِمَةْ؟؟

لا والذي جعلَ الزكاةَ فريضةً
ما عندها خيرٌ لنا لتُقدِّمَهْ

أنَّى تُزَوِّجُهُم ومن أهدافِها
جَرُّ الشبابِ لفِعلِ كلِّ مُحرَّمَةْ

أنَّى تُحصِّنَهم ومن غاياتِها
الأولى سُفورُ المرأةِ المُتحَشِّمَةْ

أنَّى تُطهِّرُهم وكلُّ جُهودها
في أن تُدنِّسَ أنفُسَاً مُستعصِمَةْ

بل كيف تُكمِلُ دِينَهُم وهي التي
جاءت لتمسَخَ دينهم بالعولَمَةْ

جاءت لتُصبِحَ للزكاةِ بديلةً
بئسَ البديلُ وبئسَ أهلُ المشئمةْ

والله قد رسَمَ الطريقَ مُنظِّماً
لحياتنا وأتى بدِينِ القيِّمَةْ

وهو المُقدِّرُ والمُدبِّرُ أمرَنا
هو ربُّنا سبحانهُ ما أعظَمَهْ

وهو العزيزُ تقدَّست أسماؤهُ
وتظاهَرت ألاؤهُ ما أكرَمَهْ

مزجَ الفرائضَ بعضها في بعضها
فزكاتُنا هي للصلاةِ مُتمِّمَةْ

جعل الزكاةَ ضمانةً ألا نرى
في أُمّةِ الإسلامِ كفَّاً مُعدَمَةْ

والآن بعد عُقودِ تغييبٍ على
هذي الفريضةِ من جهاتٍ مُجرمَةْ

بمسيرةِ القرآن عادت إنما
أقوى اتِّساعاً والخُطى مُتقدِّمةْ

وغدَت توزَّعُ في مصارفها كما
نزلت بآيات الكتاب المُحكمةْ

ظَفرَ الفقيرُ بحقِّهِ عدلاً ففي
مالِ الغنيِّ الله أودعَ أسهُمَهْ

وتزوّجَ الآلافُ من بركاتها
وهي التي من قبلُ لم تُطعم أمَةْ

صنعت بهذا اليوم ما عجزت مدى
الخمسين عاماً عنهُ عِدّةُ أنظِمةْ

عُرسٌ جماعيٌّ تفرّدنا بهِ
عدداً على كل الشعوب المُسلِمةْ

عُرسٌ على سمعِ التحالُفِ وقعُهُ
وقْعُ انفجارٍ هائلٍ أو دمدمةْ

فسيكتمون الغيظَ منهُ لتبدأَ
التكذيبَ شِرذمةٌ وتسخر شِرذمَةْ

هُم في الهزائمِ يغرقون وشعبُنا
في كلِّ يومٍ وهو يصنعُ ملحمة
* * *
يا كُلَّ من سارعتَ في إيتاءها:
في كُلِّ إنجازٍ وكفُّكَ مُسهِمَةْ

وأقولُ للمُتهرِّبين بدفعها:
الله يعلمُ كم أضعتُم مكرُمَةْ

وتقولُ للعرسانِ: دامَ سُروركُم
أسمى التهاني بالمحبةِ مُفعَمَةْ

وعلى ملائكةِ الزكاةِ سلامُنا
أهلِ النزاهةِ والعطا والمرحمةْ

الباذلين الجُهدِ في إيصالها
للمُستحَقِّ بدون أن تستخدِمَهْ

أفعالُهُم وجهودُهم وثِمارُهُم
ملموسةٌ مشهودةٌ ومُترجَمةْ

وسلامُنا للقائدِ العَلَمِ الذي
تقِفُ الحروفُ أمامهُ مُتلعثِمَةْ

لا قولَ يُنصِفُهُ ولا لُغةً سوى
لُغةِ الدُعاءِ لربِّنا أن يُكرِمَه

وبأن يُؤيِّدَهُ بنا وبنصرِهِ
وصفوفِ جُندٍ من لدُنْهُ مُسَوَّمَةْ

أن يرضَ عنهُ وأن يُضاعِفَ أجرَهُ
عنَّا.. ويرحَمَ والديه ويرحَمَهْ

#معاذ_الجنيد
#أعراس_الزكاة

You might also like