محللون وخبراء عسكريون: الوجودُ الأمريكي في حضرموت .. خطوطٌ حمراءُ والرد سيكون قاسياً- تقرير .
إب نيوز ١٦ ربيع الثاني
عرّت عملياتُ أبطال قواتنا المسلحة في محافظات الجوف ومأرب والبيضاء خلال العامين الأخيرين، المخطّط الاستعماري والأطماع الأمريكية السعوديّة في اليمن، وكشفت أن التحَرّكات الأمريكية البريطانية الفرنسية والصهيونية في بلادنا تأتي ضمن الأطماع بالثروات والتحكم بخيرات ومقدرات اليمن وبممراته المائية.
وتتضحُ من يوم إلى آخر الأهدافُ الأمريكية وتواجدها في اليمن، وآخرها الوجود العسكري في محافظة حضرموت، والأنباء التي تتحدث عن انتشار في جزيرة ميون، إضافةً إلى التحكم بالمحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية المحتلّة، والتي تأتي كمحاولةٍ متأخرة لخلق واقع جديد ومخالف للأهداف المعلنة منذ 8 أعوام.
وتراقب صنعاء عن كثب كُـلّ تحَرّكٍ أمريكي في اليمن وترصده بدقةٍ متناهية، مؤكّـدةً أنها لن تسمح باستمرار هذا الوضع، وسيأتي اليوم الذي يحمل الاحتلال أدواته ويرحل غير مأسوف عليه من كُـلّ شبر في اليمن، وأن الشركات الأجنبية لا يمكنها بعد تحذيرات القيادة الثورية أن تنهب ولو قطرة نفط واحدة من الأراضي اليمنية، وهي معادلة جديدة تفرضها مجريات الواقع، وتأتي بعد مرور 7 سنوات من العدوان الأمريكي السعوديّ الغاشم على بلادنا، والذي فشل في تحقيق أي انتصار على الميدان نتيجة صمود وصبر وثبات الشعب اليمني ووقوفه إلى جانب أبطال القوات المسلحة والأمن.
ويقول الخبير والمحلل العسكري العميد عزيز راشد: إنه بالنسبة للمساعي الأمريكية في محافظة حضرموت فَـإنَّها تأتي في إطار مخطّط السيطرة على الموانئ اليمنية ومنابع الطاقة والثروة عبر مشاركتها في العدوان على اليمن حَيثُ تؤكّـد مساعيها التوسعية لنهب خيرات ومقدرات اليمن واستغلال ثرواته ونهب مقدراتها النفطية والغازية والسمكية وغيرها من الثروات، والسيطرة على موقعة الجغرافي، كما تؤكّـد خرقها لكامل السيادة اليمنية وتعديها على القوانين الدولية الناظمة التي تحمي الدول والشعوب من المطامع الخارجية.
ويشير العميد راشد..” إلى “أهميّة الرسائل التحذيرية سياسية أو عسكرية أَو دبلوماسية واقتصادية إلى دول العدوان، وأهميتها إلى القواعد الأمريكية والبريطانية والفرنسية الموجودة في حضرموت”، لافتاً إلى “أن أي عدوان عسكري على أي بلد يكون له أهداف اقتصادية بالدرجة الأولى”.
ويتابع العميد راشد: “ها هو اليوم العدوان يتوسع في مطامعه للسيطرة على الثروات النفطية والغازية ونهب الثروات السمكية تأكيداً لأهداف العدوان على شعبنا اليمني، إضافةً إلى تعمد حصار شعبنا جواً وبراً وبحراً، وهذا محرم دوليًّا، ومن هذا المنطلق يؤكّـد العميد راشد أن التحذيرات الإعلامية والدبلوماسية تعززها التحذيرات العسكرية كما جرت العادة في منع الشركات الأجنبية من نهب الثروات النفطية، وفرض المطالب الشعبيّة لفرض السيادة الوطنية على القطاعات الاقتصادية ومنع السفن الأجنبية من تجريف الثروات السمكية، والشعب المرجانية، ويجب أن تكون هذه التحذيرات موجهة إلى الجانب الأمريكي صاحب الدور الرئيس”.
ويقول راشد: “إنه في حال لم تستجب دول العدوان للتحذيرات الدبلوماسية والإعلامية والعسكرية فيمكن للشعب البدء بالكفاح المسلح لطرد كافة الغزاة وَالمحتلّين وتطهير التراب اليمني من دنسهم”.
وعن مصير القوات الأمريكية والأجنبية في ظل تحذيرات صنعاء يؤكّـد الخبير العسكري راشد “أنه الضرب والاستهداف ما لم ترفع قواتها وترحل عن الأراضي اليمنية”، لافتاً إلى أن هذا من حق الشعوب والدول المطالبة بحريتها واستقلالها وفقاً للقانون الدولي والقوانين اليمنية، مؤكّـداً أن القوات الأجنبية وقواعدها وسفنها في محل الرصد العسكري ومن السهولة بمكان توجيه أشد الضربات عليها في حضرموت وغيرها من المحافظات اليمنية والمحتلّة وكذا في المياه البحرية والجزر اليمنية، كما أنها تمثل صيداً كَبيراً وسهلاً للقوات اليمنية، لافتاً إلى أنه كما استهدف الجيش اليمني القواعد الأمريكية في الإمارات فسيستهدف قواعدها في اليمن.
وينوّه راشد إلى أن التصريحات التي تعطى للغزاة والمحتلّين لدخول اليمن من قبل المرتزِقة لا تعفيهم عن المساءلة القانونية والدولية، وأن نهبهم للثروات اليمنية لن يطول والشعب اليمني بات يملك كُـلّ عوامل القوة والقدرة على تحرير السيادة الوطنية واستهداف أي تواجد أجنبي على التراب الوطني.
الرد سيكون قاسياً
بدوره يقول الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي العقيد نجيب شمسان: إن التحَرّك الأمريكي في محافظة حضرموت وغيرها من المحافظات اليمنية المحتلّة ليس وليد اليوم بل هو تحَرّك ضمن المشروع الأمريكي للسيطرة على ثروات ومقدرات الشعب اليمني، والتحكم بموقعه الاستراتيجي؛ باعتبَار أمريكا
الفاعل الرئيسي في العدوان على اليمن، وإلى جانبها بريطانيا والكيان الصهيوني.
ويؤكّـد العقيد شمسان ” أن هذه التحَرّكات زادت بشكلٍ أكبر بالتزامن مع العمليات التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية في محافظة مأرب وتكللت بتحرير معظم مديرياتها وهذا ما تحدثت عنه صحيفة “براين بوست” الأمريكية في نهاية العام 2021م، وقالت بشكلٍ واضح وصريح: إن تلك العمليات تشكل تهديداً حقيقيًّا وخطيراً لمصالح أمريكا والكيان الصهيوني في اليمن والمنطقة بشكلٍ عام”.
ويبين شمسان أن نتائج هذه العمليات ستنعكس على معركة الساحل الغربي؛ باعتبَار أن تراكم القوة لصالح قواتنا المسلحة يمكن أن يحدث خللاً في توازن القوى فيما يتعلق بالمعركة البحرية ومعركة الساحل الغربي، وخُصُوصاً فيما يتعلق بمضيق “باب المندب” وجزيرة “ميون”، مُشيراً إلى أن هذه التحَرّكات جاءت متزامنة مع الخطابات والمساعي الأمريكية عبر نائب وزير خارجيتها الذي نشر في حسابه بأن على أمريكا مراجعة حساباتها فيما يتعلق بمشاركتها في الحرب على اليمن، وأن تعيد دعم تحالفاتها فيما يسمى بشرعية عبدربه منصور هادي أَو المجلس الرئاسي، أَو في أن تتدخل عسكريًّا بشكلٍ مباشر.
ويتابع شمسان “وفقاً لتلك التصريحات لاحظنا توافُداً للقوات الأمريكية إلى تلك المناطق في المحافظات المحتلّة في شبوة والمهرة وفي غيرها، وعلى الجانب الآخر كان هناك تحَرّكات بحرية فيما يتعلق بإجراء المناورات المشتركة صهيونياً مع بعض الدول الخليجية وبرعايةٍ أمريكية في المناورة التي عقدت مع أكثر من 30 دولة وبمشاركة أكثر من 50 أسطولاً بحرياً”.
ويردف: “ومن ضمن ذلك للتحَرّكات الأمريكية هو السيطرة على منابع الثروة ومصادر الطاقة والمواقع الاستراتيجية المتمثلة في السواحل والجزر اليمنية، وهذه التحَرّكات وصلت إلى طريق مسدود؛ باعتبَار أن عناصر القوة لصنعاء وجيشها تتراكم من يومٍ لآخر وترسل رسائل تحذيرية شديدة الخطورة بحرية وجوية وبرية، والتي كان آخرها الرسالة التحذيرية للسفينة التي قدمت لنهب 2 مليون برميل من النفط من محافظة حضرموت، وكانت أمريكا والمبعوث الأممي يضغطون بقوة لأن تعود تلك السفينة محملة بهذه الكميات المنهوبة إلا أن رسائل صنعاء وضعت الخطوط الحمراء وأن نهب الثروات اليمنية لا يمكن أن يستمر، وأنها حقوق الأجيال ومستقبل شعباً بأكمله، لافتاً إلى أن هذه الرسائل الواضحة حقّقت نتائجها”.
وَيؤكّـد شمسان أن أي تحَرّك أمريكي في هذا الإطار سيقابل برد قاسٍ وخطير بالنسبة لتحالف العدوان وتلك رسائل تؤكّـد أن أي تحَرّك بحري لقوى العدوان يمكن استهدافه والقضاء عليه من أية نقطة برية في اليمن، وأن القدرات اليمنية تشهد المزيد من التطور والتقدم، وباستطاعتها أن تلقن العدوّ في المناطق المحتلّة دروساً قاسية.
وينبه الخبير العسكري شمسان إلى أن على الأمريكيين أخذ تحذيرات صنعاء على محمل الجد وسرعة الاستجابة لها، مُشيراً إلى أن العملية الأخيرة في ميناء الضبة تقدم نموذجاً يمكن للعدو الاستفادة منه خَاصَّة لو تم ربطها بالحاجة الأُورُوبية للطاقة في ظل الصراع مع روسيا، منوِّهًا إلى أن التحَرّك الأمريكي لا يمكن أن يبقى مُستمرّاً في ظل العدوان على اليمن وهو غير مقبول بتاتاً، وعليهم أن يحملوا تلك التحذيرات على محمل الجد ويتحملون نتائج تحَرّكاتهم التي لن تكون تداعيتها على مستوى الجغرافيا اليمنية فقط، بل ممكن أن تتداعى نتائجها على المستوى الإقليمي والدولي، وهذه التحذيرات التي كانت صادرة من السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- والذي يعرفون جيِّدًا أن تحذيراته دائماً ما يتم تنفيذها على الواقع.
ويواصل “اليوم بات الواقع مختلفاً والكرة في ملعبهم وعليهم الاستجابة لرسائل السلام، ما لم فَـإنَّ عدم الاستجابة الجدية لتلك الرسائل وعدم أخذ الرسائل التحذيرية على محمل الجد ستكون نتائجها مكلفة وعليهم تحمل تبعات ذلك”.
الشركاتُ الأجنبية تتحمَّلُ التبعات
سياسيًّا يقول المتحدث الرسمي باسم الأحزاب السياسية المناهضة للعدوان الدكتور عارف العامري: “إن التواجد الأمريكي في المحافظات اليمنية الجنوبية والشرقية المحتلّة، وخَاصَّةً محافظة حضرموت يأتي في إطار مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لاستئناف تصدير النفط الخام، ومحاولة تأمين وطمأنة الشركات الملاحية الأجنبية العاملة في مجال نقل النفط بعد توقفها؛ بسَببِ تهديدات قوات صنعاء، وتكريس واقع الاحتلال، يتزامن ذلك مع التحَرّكات العسكرية في عددٍ من الجزر اليمنية مثل عبد الكوري وميون ذات المواقع الاستراتيجية”، متابعاً “مع العلم أن الإدارة الأمريكية تتقدم إلى مجلس الأمن الدولي بمشاريع تطالب من خلالها بتدويل المناطق اليمنية التي تزخر بالثروات النفطية”.
ويضيف الدكتور العامري: ” أن من خطر مخطّطات الإدارة الأمريكية المطامع التي تجلت واضحة منذ ما قبل العدوان على اليمن والشراكات المشبوهة التي كان يسير وفقها النظام السابق، والمنتهية صلاحيتها بقيام ثورة الحادي
والعشرين من سبتمبر، مُشيراً إلى أن الإدارة الأمريكية تريد أن تقف موقف المسيطر على منابع النفط خَاصَّة والعالم اليوم بأزمة طاقة؛ بسَببِ الحرب الأوكرانية الروسية.
ويردف العامري “سبق للولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا أن أرسلت وفوداً عسكرية إلى حضرموت وغيرها من المحافظات الغنية بالنفط؛ بهَدفِ توفير المزيد من الشركات العاملة في مجال نقل النفط لنهب الثروات النفطية، وهو نهب رفضته قوات صنعاء التي أكّـدت أن هذا التواجد وهذه التحَرّكات لن تعيقها عن الاستمرار في الدفاع عن ثرواتها النفطية ومياهها الإقليمية”، منوِّهًا إلى استمرارية صنعاء في تحذيرها لكافة الشركات الملاحية الأجنبية التي تقوم بنقل النفط والغاز اليمني.
ويؤكّـد العامري “أن الشركات النفطية تتحمل تبعات عدم التجاوب مع هذه التحذيرات، وهي تحَرّكات مرصودة من صنعاء ويبقى القرار العسكري في التوقيت المناسب؛ باعتبَارها أهدافاً عسكرية، لن تتوانى القيادة في الحفاظ على سيادة اليمن وحماية ثرواته”.
المصدر/ المسيرة: منصور البكالي/