هام للغاية – يرجى النشر والمشاركة. العدوان الآخر.
إب نيوز ١٩ ربيع الثاني
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
في الحقيقة لا يستطيع أحدٌ أن ينكر جهود روساء وأمناء وأعضاء السلطات المحلية وتفانيهم في مواجهة العدوان بشتى الطرق المتاحة والممكنة لديهم، إلا أن هذه الجهود كلها تصبح لا معنى لها إذا ما وجدناهم يقفون مكتوفي الأيدي وعاجزين أمام مواجهة عدوانٍ آخر لا يقل ضراوةً ووحشيةً عن ذلك العدوان الأول خاصةً وقد أصبح ضحايا هذا العدوان من الأبرياء والنساء والأطفال يعدون بالمئات والآلاف اليوم.
فلا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن سقوط ضحايا جدد لهذا العدوان الآثم والذي لديه المقدرة الفائقة على إعادة نشر جنوده وقناصته في مدة قياسية قصيرة جداً وبأعداد كبيرة في كل أزقة وحواري وشوارع المدن الرئيسية وعلى رأسها العاصمة (صنعاء)، الأمر الذي جعل منه يبدو أكثر خطورةً وفتكاً من ذلك العدوان الآتي من وراء الحدود خاصةً وأنه يتَّبع في قتاله أساليب حرب العصابات القائمة على أساس نصب الكمائن والانقضاض السريع والمباشر على المارة من المواطنين الأبرياء والعزَّل مستغلاً بذلك طبعاً وجود بعض الحاضنات الشعبية المتناثرة هنا وهناك له والآخذة أعدادها في التزايد يوماً بعد يوم والتي باتت توفر له ولقياداته وبعض أدواته كل الرعاية والحماية اللازمة بدون أدنى وازعٍ من وطنيةٍ أو ضمير.
طبعاً الشئ الاخطر في هذا العدوان هو اعتماده في تسليح أفراده وجنوده على أسلحة فردية بيولوجية وجرثومية سامة، فإذا ما أصاب أحدهم ضالته أو فريسته من الناس فإنه لا يمهله سوى ساعاتٍ فقط، وإن أمهله فإن هذا أو هذه الضحية لا يجدون المصل واللقاح اللازم لإسعافهم وابطال مفعول هذا السم، فقد نضب للاسف الشديد مخزون البلد من هذه العقاقير في ظل عدم اكتراث السلطات المحلية لاستيرادها وتوفيرها لانقاذ الضحايا وكذلك في ظل عدم ضلوع هذه الجهات بمسئوليتها الأخلاقية والوطنية في مواجهة هذا العدوان الغاشم والتصدي له وبالتالي فسيَّان بين الأمرين!
نعم هنالك بعض الحملات ما بين فترةٍ وأخرى تخرج هنا أو هناك لملاحقة بعض عناصر هذا العدوان إلا أنها في الغالب تبوء بالفشل نظراً، ربما، لعدم جدية الجهات المسئولة وكذلك لقيام بعض عناصر الطابور الخامس بالتستر واخفاء أكبر عددٍ ممكنٍ من هذه الكلاب الضالة.
(السِكِع) واحدٌ من عناصر هذا الطابور الخامس في منطقتنا والذي لطالما تستر وأخفى الكثير من عناصر هذا العدوان عند خروج مثل هذه الحملات وخاصةً الغزاة من آل (بوبي) و(رامبو) و(ركس).
أما في الحي المجاور فهناك (كشكوش) هو من يأخذ على عاتقه القيام بمهام وواجبات الطابور الخامس في التستر على مجرمي هذا العدوان.
وهنالك طبعاً في كل حي وحارة وشارع من باع نفسه لهذا العدوان وارتضى لها أن تكون جزءاً لا يتجزأ من هذا الطابور الخامس أيضاً.
هكذا بكل بساطة أصبحت ظاهرة انتشار الكلاب الضالة وغير الضالة تُشكل خطراً حقيقياً يهدد السلم والأمن الإجتماعيين في البلد بصورة ترقى إلى مستوى العدوان المباشر الغاشم، وهكذا أصبح ينظر إليها الناس بشئٍ من التوجس والقلق في ظل صمت وتقاعس الجهات المعنية عن أداء مهامها وتنصلها عن القيام بواجباتها في مواجهة هذه الظاهرة ومكافحتها والحد من انتشارها وكذلك في ظل انعدام المصل واللقاح اللازم لعلاج حالات التعرض لعضات هذه الكلاب المسعورة الضالة كما لو أنه قد قُدِّر لهذا الشعب المكلوم أن يعيش بين فكي عدوانين غاشمين :
العدوان السعودي الإماراتي الصهيوني الغاشم وعدوان الكلاب الضالة.
#معركة_القواصم