لا عزاء (لروبي)!
إب نيوز ٢٣ ربيع الثاني
بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.
(الهوية الإيمانية) ليست في الحقيقة صناعةً (حوثيةً) محفوراً على جدارها اسم (الحوثي) حتى نرى البعض ينفرون من دعوته المستمرة للتمسك بها وضرورة الحفاظ عليها.
هي ليست كذلك (اختراعاً) (حوثياً) جديداً سهر السيد الحوثي على انجازه وتطويره طويلاً حتى نرى البعض يستصغرونه ويقللون من شأنه وأهميته!
كما أنها أيضاً ليست منتجاً (حوثياً) يسعى السيد الحوثي إلى تسويقه وترويجه حتى نرى البعض يقاطعونه ويرفضون التعامل أو التعاطي معه!
هي ليست كذلك..
الهوية الإيمانية، في الحقيقة، هي ثقافةٌ ومنهجٌ (قرآنيٌ) و(نبويٌ) خالص وخاص بنا نحن المسلمين جميعاً.
هي منظومة القيم والأخلاق والمبادئ التي تميزنا نحن المسلمين عن غيرنا من الامم.
هي مسئوليةٌ مشتركة ملقاة على عاتق كل مسلم أن يقوم بها ويسهم في تعزيزها والحفاظ عليها وليست فقط مسئولية السيد الحوثي وحده.
فلماذا إذن ينكر البعض على السيد الحوثي اليوم دعوته لإحياءها وإشاعتها وضرورة الحفاظ عليها؟
لماذا يحاولون إبراز دعوته هذه وإظهارها بمظهر الأمر الذي لا يساير العصر أو يواكب التطورات والذي يُراد فرضه على الناس قسراً وإلزامهم به؟
أخبروني..
من الذي يريد لنفسه أو لأحدٍ من أهله أو أقاربه أن يكون شاذاً أو مثلياً مثلاً؟
من يريد لإبنه أو أخيه أن يكون خليعاً أو متسكعاً في الشوارع والملاهي والأسواق؟
من يريد لأمه أو أخته أو ابنته أن تكون سافرةً أو متبرجةً أو عرضةً للتحرش والمضايقات؟
من يريد لمجتمعه أن يكون متفسخاً ومنحلاً ومتجرداً من الأخلاق والقيم؟
من يريد أن يرى الملاهي والبارات والمراقص الليلية تنتشر في محيطه وبيئته التي يعيش فيها؟
من يريد أن يرى الناس من حوله يتشبهون في كثير من الأحوال بالساقطين والساقطات الأجنبيات وغير المسلمات؟
لا أحد طبعاً إلا كل من تجرد من كل قيم الرجولة والفحولة والإنسانية؟
فلماذا إذن يعيب هؤلاء على السيد الحوثي أن دعى إلى تحصين المجتمع من خطر الوقوع في كل أو أيٍّ من هذه الموبقات؟
أليس الحفاظ على الهوية الإيمانية وإشاعتها كثقافة مجتمعية هي الحصن الحصين للمجتمع من مثل هذه الممارسات والموبقات؟
وماذا فعل السيد الحوثي أصلاً حتى تواجه دعواته بهذه السيول من الإنتقادات والسخرية حينا والاستنكار حيناً آخر؟
ماذا فعل إذا كان قد جاء وهذه الهوية الإيمانية توشك أن تترنح بفعل مؤثراتٍ وعوامل (أجنبية) دخيلةٍ كثيرة طرأت على مجتمعاتنا سوى أنه حمل على عاتقه مسئولية مواجهة وإزالة كل هذه المؤثرات والعوامل إنقاذاً لهذه الهوية الإيمانية الشبه المترنحة وإنعاشها وإعادة اعتبارها؟
فهل هو بهذا أخطأ؟
وهل في هذا دعوةٌ إلى تبني آيدولوجيا معينة مثلاً أو فكرٍ أو مذهب أو فئةٍ أو حزب أو تيارٍ أو جماعة؟
أم هي دعوة جامعة وعامة للعودة بالناس إلى الطريق القويم والمنهج السليم؟
أجيبوني يا من لا تريدون لأنفسكم وأهليكم ومجتمعكم ومحيطكم وبيئتكم التفسخ والإنحلال والوقوع في الرذيلة!
نعم..
أعترف أنه قد يصاحب القيام بهذه المهمة وهذه المسئولية الإيمانية الملحة وجود بعض اختلالات أو تجاوزات إجرائية هنا أو هناك والتي هي ناتجة فقط إما عن اجتهاداتٍ فرديةٍ خاطئة أو سوء تقدير للوضع الأمر الذي سيجد من خلاله بعض الموتورين والمأزومين فرصةً سانحةً لهم أو مساحةً مفتوحة للإستغلال السياسي السيئ والتوظيف الفكري السلبي، لكن هذا، في المحصلة، لن يؤثر أو يقلل من أهمية وعظمة هذه المهمة العظيمة.
لذلك، ومن هذا المنطلق، أدعو الجميع إلى التعاطي الكامل بإيجابية، ليس مع دعوة السيد الحوثي فحسب، وإنما مع كل دعوة قد تخرج هنا أو هناك مناديةً بضرورة التمسك والحفاظ على الهوية الإيمانية السليمة لا لشيء طبعاً سوى انتصاراً لديننا وقيمنا وأخلاقنا ومبادئنا العربية والإسلامية الصحيحة والأصيلة،
عندها فقط سنكون قد حافظنا على أنفسنا وحصنا مجتمعاتنا وشعوبنا من أي اختراقٍ قد يستهدف هويتنا الإيمانية وقيمنا وثقافتنا العربية الإسلامية،
ولا عزاء (لروبي) وأخواتها.
(جمعتكم مباركة)
#معركة_القواصم