نظرية (طبق الكشري) !!
إب نيوز ٣٠ ربيع الثاني
عبدالملك سام
“هبسطهالك.. لو فيه واحد معاه طبق كشري، وجيت أنت وأخذت ملعقة.. هيحس بحاجة؟!”، بهذه النظرية السخيفة حاول (طبش) أن يقنع تلميذه الأبله (سلطان) في فيلم “غبي منه فيه”، بأن السرقة ليست بالسوء الذي كان يتصورها (سلطان)، وفيما بعد أستخدم سلطان نفس النظرية ليقنع أبن عمته (نصه) لكي يشاركه مهنة السرقة!
رغم تفاهة المنطق الذي جاء بشكل كوميدي لإضحاك الناس، إلا أن هذه النظرية – وتخيل ذلك يا عزيزي – قد أستخدمت، وأتت أكلها، مع الكثيرين داخل مؤسسات الدولة!!
أراك مندهشا، وبدأت بتضييق عينيك كمن يحاول أن يقول بأن في الأمر مبالغة.. أنا كنت أعتقد ذلك أيضا، ولكني عندما أمعنت التفكير وجدت أن هذا الأسلوب هو الذي أستخدمه عتاولة الفساد السابقين لجر أقدام “السذج والخرفان” للفساد.. ونجحوا!!
رأيت بعيني من تناول أول ملعقة بأدب جم، واليوم بات يأكل أطباق وأطباق بشراهة، ولا يشبع! فقد ظن البعض ألا بأس بالشيء البسيط، وأعطوا لأنفسهم ألف تبرير، وفي الأخير وجدوا أنفسهم لم يعودوا يستطيعون أن يتوقفوا عن السرقة، وأضاعوا تاريخهم وقيمهم وكل ما كانوا يزهون به في الماضي، وأبتعدوا عن كل من يعرفهم حتى لا يسمعوا أي نصيحة تنغص عليهم حياتهم الجديدة!
أنت لست مضطرا لتبرير فسادك لأحد، ولكن تخيل معي منظر الشواية التي تجدها في المطاعم، وتخيل معي بدل الدجاج بشر، وستعرف ماذا ينتظرك في ذلك اليوم! أنت سقطت، ولن تنفعك التبريرات أمام الله في ذلك اليوم، حتى لو بالغت في وصف حلاوة الملعقة الأولى!
لقد ضرب الله لنا مثلا بالغ الأهمية بقصة أبونا أدم (ص)، وفيما جرته إليه المعصية. لكن على الأقل، فأبينا أدم لم يكن يملك خبرة وتجارب وأمثلة كما هو متوفر لدينا اليوم، وإن كان يوجد لدينا بعض البشر شرهم يفوق شر الشياطين، ولكن لا أعذار يمكن أن تبرر هذا السقوط؟!
يقول الله سبحانه وتعالى: {يا أيها الذين أمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} [سورة الأنفال: 27]، ويقول عز من قائل: {فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون} [سورة الروم: 57].
….
* مكونات الكشري:
أرز وشعيرية ومكرونة (مقصوص وسباجيتي) ودقة لحم وعدس وحمص، والصلصة طماطم، والتقلية عبارة عن بصل مقلي، والإضافات عبارة عن ثوم وخل وشطة وبهارات، وهناك إضافات أخرى بحسب الذوق.. وبالهناء والشفاء..