فرضيات لمعارك البحار والمحيطات المقبلة 9
إب نيوز ٥ جمادي الأولى
بقلم _ عباس الزيدي
( الحلقة التاسعة )
_ تيران وصنافير _
تشكل جزر البحر الأحمر أهمية خاصة له وللدول المطلة عليه جعلت تلك الأهمية العالم في صراع مستمر حول ذلك الشريان الحيوي
وقد تنوعت أهمية الجزر التي تقدر بنحو 379 جزيرة وتزداد أهمية الجزر كل ما اقتربنا من نقاط الاختناق الرئيسية (المضايق) في البحر الأحمر مثل جزيرتي بريموم وليلة اللتين تقعان داخل مضيق باب المندب جنوباً، وجزر تيران وصنافير وجوبال كلما اتجهنا شمالا في مضايق تيران •
أن القوى العظمى تحاول التدخل في النزاعات الداخلية والحدودية في البلدان التي تتحكم بالممرات الملاحية الدولية وذلك بوضع قواعد وقوات عسكرية تحقق لها أطماعها في السيطرة على الجزر التابعة للدول المتنازعة وعلى المضايق والممرات أن الدول العظمى وإسرائيل في منطقة البحر الأحمر تعمل على توسيع الفجوة بين الدول العربية وتمزيق النسيج العربي وربطها باتفاقيات ومصالح مشتركة بعيداً عن الدول العربية المجاورة لها لتكون عونا لها بالمستقبل في فرض هيمنة سياسية واقتصادية كاملة وهو ما سيساهم في زعزعة الأمن القومي العربي •
تيران و صنافير جزيرتان مصرية غير مأهولة تقع في مدخل مضيق ثيران الذي يفصل خليج العقبة عن البحر الأحمر وتبلغ مساحتها 61.5 كم² وتبعد عن جارتها جزيرة صنافير بحوالي 2.5 كم. يوجدفي الجزيرة مطار صغير من أجل تقديم الدعم اللوجستي لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة
وكانت “إسرائيل” قد احتلت الجزيرتين خلال العدوان الثلاثي على مصر في العام 1956، ومرة اخرى أثناء حرب حزيران / يونيو في العام 1967، وانسحبت منهما في العام 1982 ضمن اتفاقية “كامب ديفيد”، ليصبحا تحت إدارة مصر، ووفق تلك المعاهدة وُضعت الجزيرتان تحت سيطرة قوات دولية متعددة الجنسيات للتأكد من امتثال مصر و”إسرائيل” للأحكام الأمنية الواردة في اتفاقية السلام بينهم والمتعلقة بفتح خليج تيران.
وبحسب “البروتوكول” العسكري لمعاهدة “كامب ديفيد” وُضعت كل من جزيرة صنافير وجزيرة تيران ضمن المنطقة (ج) المدنية التي لا يحق لمصر بتواجد عسكري فيها مطلقاً.
بعد انقلاب الرئيس المصري محمد السيسي ومباركة السعودية لذلك الانقلاب تم بيع او اهداء تلك الحزيرتين الى السعودية تحت ذريعة عائديتها لها مما شكل جدلا وانقساما في الراي العام المصري ولازالت تحت أروقة المحاكم المصرية
للجزيرتان اهمية قصوى
حيث يشكل مضيق تيران، نقطة العبور الوحيدة للسفن من وإلى خليج العقبة، وأعطته الاتفاقات الدولية، بسبب ذلك وضعا خاصًا، فهو الممر المائى الوحيد الذى يمكن للسفن الإسرائيلية الإبحار عبره من ميناء إيلات إلى العالم.
هذا الممر البحري كان إغلاقهما أمام الملاحة من قبل الحكومة المصرية الشرارة التي أدت لعدوان حزيران العام 1967…
تصنع الجزيرتان ثلاثة ممرات من وإلى خليج العقبة، الأول منها يقع بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، وهو أقرب إلى ساحل سيناء، وهو الأصلح للملاحة، ويبلغ عمقه 290 مترًا، ويسمى ممر “إنتربرايز”، والثاني يقع أيضًا بين ساحل سيناء وجزيرة تيران، ولكن أقرب إلى الجزيرة، ويسمى ممر “جرافتون”، ويبلغ عمقه 73 مترًا فقط، في حين يقع الثالث بين جزيرتي تيران وصنافير، ويبلغ عمقه 16 مترًا فقط.
أثناء زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى القاهرة، إعلنت الحكومة المصرية أن الجزيرتان تقعان داخل المياه الإقليمية السعودية للبحر الأحمر، و توقيع اتفاقية إعادة ترسيم الحدود البحرية مع السعودية في التاسع من نيسان ، والتي تضمنت إقرار السلطات في القاهرة بأحقية الرياض في الجزيرتان •
أثار هذا القرار جدلا واسعا في الأوساط الشعبية والسياسية المصرية، وعمت المواقف المعترضة التي اتهمت الحكومة المصرية ببيع الأرض والتخلي عن السيادة، وأعلنت شجبها ورفضها لهذا الإجراء داعية مجلس النواب المصري لرفض التوقيع على هذه الإتفاقية.
أهمية الجزيرتين
تتمتع الجزيرتان: تيران وصنافير بموقع استراتيجي هام يتحكم بالملاحة الدولية في خليج العقبة، حيث تقعان عند مصب الخليج، وتتحكمان بحركة المرور من وإلى ميناء “إسرائيل” الجنوبي في إيلات. ومضيق تيران الذي تشرف عليه الجزيرة هو الممر البحري الهام إلى الموانيء الرئيسية من العقبة في الأردن وإيلات في إسرائيل. وكان إغلاقهما أمام الملاحة من قبل الحكومة المصرية الشرارة التي أدت لعدوان حزيران العام 1967…
لايحق للسعودية على ضوء اتفاقية كامب ديفيد التصرف بتلك الجزر مالم يكون هناك تنسيق وتعاون وانفتاح مع العدو الاسرائيلي •
وعلى نحو السرعة
صرح الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي (كان) من المقرر أن يحضر قمة إقليمية للزعماء العرب في مدينة جدة الساحلية السعودية، خلال مؤتمر صحفي في إسرائيل إنه “متفائل” الآن بشأن التطبيع بين السعودية وإسرائيل.
وعلى ضوء ذلك
تم بإبرام اتفاقية اسرائيلية منفصلة مع المملكة العربية السعودية للسماح للطائرات الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي للمملكة في الرحلات المتجهة شرقًا إلى الهند والصين.
قد تكون هذه الخطوة الأولى على طريق اعتراف المملكة العربية السعودية بإسرائيل، وذلك في أعقاب اتفاقات إبراهيم لعام 2020 – التي شهدت تطبيع إسرائيل للعلاقات مع الإمارات والبحرين – وصفقات التطبيع الأخرى.
مسؤولون إسرائيليون يؤكدون لشركة Axios إنهم أعطوا الضوء الأخضر لصفقة جزيرتي تيران وصنافير للولايات المتحدة. وقالوا إن معايير الاتفاق بشأن الجزيرتين، التي كانت الولايات المتحدة تتفاوض بشأنها بهدوء تمت الموافقة عليها من قبل مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكذلك من وزارتي الخارجية والدفاع
من هنا، نرى أنّ سيطرة السعودية على الجزيرتين تعني أنها ستسيطر منفردة على مضيق تيران، الذي يتحكم في الملاحة البحرية في خليج العقبة، وأنّ الرياض ستدخل رسمياً في علاقاتٍ مباشرة بـ”إسرائيل
وبذلك سلمت العرب كل المضائق واسلحتها الى اسرائيل
ان مسألة تحويل ملكية تيران وصنافير الى السعودية في هذا الوقت ماهي الا تكتيك لدخول السعودية في علاقة معلنة مع إسرائيل واعتبار ذلك امر واقع
ومع اهمية تلك الجزر والمضائق لنشر القواعد الدفاعية وعلاقة ذلك بالامن القومي العربي باستطاعة هذه الامة محاصرة اسرائيل عن طريق العقبة وباب المندب واغلاقها بنسبة 70%
حتى هذه اللحظة استعرضنا اهم البحار والخلجان والمضائق والجزر في الخليج الفارسي وبحر العرب والبحر الاحمر وخليج عمان المطلة على المحيط الهندي وبذلك اكتملت الصورة وتأثير الجفرافية وحركة الاساطيل البحرية المعركة المتوقعة في ذلك الحيز البخري المهم المفخم بالطاقة وعوامل الاقتصاد والتجارة التي تهم المنطقة وجميع دول العالم
…….. يتبع ……