ديسمبر خريف تأريخ الخيانة
إب نيوز ١٠ جمادى الأولى
دينا الرميمة ـ
كل جرم قد يغتفر ويعفى عن مرتكبه إلا خيانة الوطن فإنها الفعل الذي لا غفران له كونها تتسبب بمقتل وجرح وطن وشعب، فخيانة الوطن هي النجاسة التي لاطهارة منها وان اغتسل صاحبها الف الف مرة فهي خيانة للعهد والولاء واقتلاع لكل معاني الإنتماء للأرض وبيع للضمير والقيم بأرخص الاثمان ومتى ماقتلت جذوة الانتماء للوطن حينها لا فلا وطن لك ولا أرض ولا حق! فماذا عندما يكون خائن الوطن هو رئيس وقائد اعطاه الشعب ثقته ليكون هو المدافع الأول عنه وعنهم وما كان إلا اول من رشق هذا الوطن بحجارة الحقد والخيانة، لاشك أن هذا من ابلغ مصابات الاوطان واعظم فجائعها،
وهو ماعاشته اليمن وعانت منه اليمن التي طعنت سرا وعلانية بخيانات طيلة ثلاثة وثلاثين سنة من قبل الرئيس القائد آلذي إئتمنه الشعب على الأرض والروح فإذا به يصير العدو الحقيقي لليمن وهو الذي مااعتلى كرسي الحكم الإ بالخيانة ليبدأ معه تأريخ حافل بالخيانات القاتلة التي يفاجأنا بها الزمن يوماً بعد أخر ،
فمن تأمره مع النظام السعودي على الرئيس الحمدي الذي اراد أن ينهض باليمن بمشروعه الوطني فاغاضهم ذلك كونهم يرون أن عز اليمن فيه دمارهم فأرادوها ان تكون حديقة خلفية لمملكتهم وجعلوا من ابنائها مجرد عمال على أراضيها لا قيمة لهم وزن، كان همهم ان تصبح اليمن بلد بدون قرار ولا سيادة لا نهضةولا تقدم تزرع فيه كل الفتن والنزاعات لذلك هم أوعزوا لعفاش قتل الرئيس ابراهيم الحمدي ليعتلي هو منصب الرئاسه ويكون كالدمية بأيديهم جعل لأجلهم من اليمن دولة فقيرة وقتل فيها كل مشروع من شانه أن ينهض بالبلد ،
ومن ثم قام بتسليم البلد للأمريكي يسيرها كيف شاء ويعبث بكرامة ابنائها ويقضي على أي قوة قد تقف في وجه مشروعه الاستعماري حتى استطاع بخبثه ان يجعله يسلمه الانظمة الدفاعية
في العام ٢٠٠٥ ويقوم بتفجيرها حتى لا يكون هناك شيء يهدد أمنه وبقائه في اليمن ، ومن ثم رمى به الى الحضن الصهيوني الذي لطالما سمعناه في خطاباته الرنانه يدعي عداوته له وبراءته منه وزورا يعلن وقوفه مع الشعب الفلسطيني فاذا الايام تفضح مكنون ماكان يخفيه من العماله والإرتهان للكيان الصهيوني كما كشفت الوثائق التي أثبتت أن عفاش كان عميلاً مقرباً من اسرائيل و كاد يودي باليمن للتطبيع المبكر معه لولا عناية الله التي حفظت اليمن من ذلك .
أما خلال سنوات العدوان فلم يكن موقفه سوى إمتداد لكل تلك الخيانات ومواصلة لكل ماكان يطلب منه من قبل دول العدوان التي ارادت تقسيم اليمن وتجزئته إلى إقاليم ومن بعد فشلها في ذلك شنت الحرب عليه وكان عفاش وكعادته يتظاهر بالوطنية ويدعي أنه ضد العدوان بينما كان هو اليد الطولى للعدوان يقوم بتشويه سياسة انصار الله عبر الطابور الخامس من اتباعه الذين زرعهم في كل منطقة وحارة وعبر أوكار الفساد الذين جندهم في مفاصل الدولة يخربون كل مايتم إصلاحه في سبيل معالجة ماتعانيه الدوله من فساد جذوره عمرها عمر نظام عفاش ،وغالبا ماكان عفاش ينسب كل الانتصارات التي يحققها رجال الله في الجبهات لنفسه بينما كان هو العين اللعينة للعدوان داخل اليمن وعبر أبنه احمد المقيم في دولة الأمارات والمدعى أنه محتجز بينما هو حلقة الوصل بين العدوان وأبيه ،
ولكن بلا شك فالخيانة مهما استمر أمدها فلابد لها ان تنفضح والخونة مهما تستروا بالوطنية وأرتدوا ردائها الناعم فلابد من يوم ينقشع عنهم ذاك الرداء الاملس ويضهر ماتحته من عفن طالما وهناك من الرجال اليقضين الذين خصهم الله بحكمته ،
فجعلهم يرقبون تحركاته ويرصدون كل أعماله إلى ان وقع في فتنة ديسمبر من العام ٢٠١٧ والتي جعلته يدعو الشعب لهبة ضد حماة الأرض والعرض ظناً ان خطابه ودعوته اليهم سيجعلهم ينتفضون ويثيرها حرب اهليه تقضي على الاخضر واليابس فاذا به يفاجأ بشعب واعي لا تغريه الخطابات شعب عرف عدوه الحقيقي وفطن لكل اساليب الخونة فتجمعوا ضده ورفضوا نداءته إلى أن قضى نحبه خائنا ذليلاً يجر أذيال خيانته وعمالته ولعنات تلاحقه إلى يوم القيامة.