من قال أنها فضيحة؟
إب نيوز ١٠ جمادي الأول
بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.
بصراحة استغرب كيف أن الكثيرين ممن تناولوا الكتابة عن فضيحة المنح الدراسية قد تعاملوا معها على أساس أنها فضيحة!
من قال أنها فضيحة يا سادة؟!
الفضيحة هي أن تأتي على دولةٍ أو حكومةٍ أو مؤسسةٍ أو حتى مجتمعٍ خالٍ من الفضائح تقريباً، فتكتشف فجأةً وبالصدفة أمراً أو اجراءً إدارياً يتم أو يسير بطريقة مخالفة وغير قانونية أو رسمية وذلك بتمالؤٍ أو تسترٍ أو تحت غطاءٍ حكوميٍ أو وزاريٍ أو إداري أو مجتمعي.
في هذه الحالة نستطيع أن نتحدث عن اكتشاف فضيحة أو ما يشبه الفضيحة.
أما أن تأتي على حكومةٍ وجودها أو حتى مجرد ذكرها من أصله يشكل بحد ذاته أكبر فضيحة وأكبر صفعة تلقفتها اليمن على مر التاريخ ثم تتظاهر بعد ذلك أنك مثلاً قد اكتشفت فضيحة هنا أو هناك في أحدى أو أيٍّ من مؤسساتها (المفتضحة) أصلاً، فهذا بصراحة أمر يبعث على الاستغراب!
يعني ناس وظيفتهم الأساسية هي البيع على المكشوف والإرتزاق والعمالة والإرتهان للأجنبي،
ماذا تتوقعون منهم؟
أن يتحلوا بالوطنية والنزاهة والإستقامة مثلاً؟!
ناس.. لم يتورعوا للحظة عن استدعاء الأجنبي والتسهيل له وإعانته على ضرب وتدمير واستباحة ونهب ثروات ومقدرات بلادهم وشعبهم، ماذا كنتم تنتظرون منهم؟!
أن يكونوا مثالاً للشفافية أم نموذجاً راقياً للصدق والأمانة والأخلاق؟!
ناس.. حركاتهم فضيحة وسكناتهم فضيحة وصحوهم وهجعتهم فضيحة وكل خطوة يخطونها أو يتراجعون عنها فضيحة.. بالله عليكم،
ماذا تريدون منا أن نقول عنهم؟
ثوار وأحرار.. أو (مش عارف أيش)!
أخبروني..
ايش يعني مثلاً أنهم سرقوا مقاعد منح دراسية للمتفوقين أو جيروها لصالح أبنائهم أو أحفادهم أمام ما قاموا به من فضيحة بيع وطن بكامله وتجيير مصالحه وثرواته لصالح الأجنبي؟!
قللك فضيحة المنح الدراسية.. قال!
هؤلاء باختصار عالم من الفضائح لا حدود له، وبالتالي، فمن الظلم أن نختزل هذا العالم المترامي الأطراف من الفضائح المجلجلة في مجرد فضيحة صغيرة لا (تودي) ولا (تجيب) بحسب معايير وحسابات هذا العالم نفسه!
على الأقل احترموا مفهوم (الفضيحة)،
فالفضيحة، كالناس، مقامات.
#معركة_القواصم