نبراس العظمة وأيقونات العطاء
إب نيوز ١٧ جمادي الأولى
فاطمة السراجي
لطالما كان هنالك رجالٌ يركبون متون المجد، يتوسمون الشجاعة، أُولي وجوهٍ سمحةٍ، وأيادٍ معطائة، سباقةٍ في كل خير، وقلوبٍ مليئة بالإيمان، وأرواحٍ تفيض طهرًا ونقاءً؛
باعوا لله أرواحهم فقبل الله منهم البيع واتخذهم شهداءً في ضيافته وأحاطهم بلطفه وكرمه ورضوان منه، وفوزٍ عظيم :(إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ).
تاهت الأذهان في كنههم، فحينما نتجول في أزقة التاريخ تراهم يتصدرون بمواقفهم الشجاعة بطون الملاحم، ويترأسون قمم المكارم ، عطائهم لاحدود له، رسموا بمواقفهم الكبيرة لوحات من العزة والاباء، طهرت بها القيعان والجبال، وبفضلٍ من الله حققوا بها المحال، واستنهضوا بها همم المؤمنين من الرجال .
سالت دمائهم الزكية، وقودًا لثورة الحرية الممتدة من الماضي وحتى الأزل، مجددةً لعهدٍ خُط بألوان الأحمر القاني أن أكملوا المسير فلا لذةً في عيش الأذلاء، ولا حياةً تُرتضى بين أنقاض الضلال، وجور الطغاة، وأنّا يطيب عيشٌ دون نصرة دين الله، ورفع الظلم عن عبادة.
رحلوا بأجسادهم لكنهم باقون بمكارمهم، وآثارهم، وتبقى أشجار عطائم مثمرة، وتبقى زهور ذكراهم فواحة بكل روائح الطيب وشذى العبير، وتبقى مواقفهم منهجًا لمن ابتغى إلى الجنان سبيلا، ولمن أراد أن يسلك مسالك المجد، ومعارج العظمة، ودروب الخالدين.
الشهداء هم أُناس قد تربّوا على الإيثار فلا تعرف الأثرة طريقها إليهم، ولا تهتدي لأمثالهم، إستشعروا المسؤولية، وحملوا همّ الأمّة، شدوا الرحال إلى ميادين القتال، وتزودوا الصبر والإيمان في دروب الجهاد، واتخوذا الهدى خير سلاح وعتاد .
يطول الكلام، وفي حضرة الشهداء يبقى كل ماقيل وسيقال محض قطرة في بحار أمجادهم ومناقبهم وسماتهم، ووفير عطائم، ثم ماعسى أمثالنا ألا أن نسأل الله بفضلهم أن يهدينا سبل رضوانه، وأن يلهمنا السير على صراط الشهداء .
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة.
#الذكرى_السنوية_للشهيد_1444هـ.
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء_الدولي.