فاطمة الزهراء قدوة لكل المؤمنات
إب نيوز ٢٤ جمادي الأولى
أم المختار المهدي
جعل الله آل البيت عليهم السلام قرناء القرآن والأئمة الأعلام والهادين إلى طريق الحق والسلام، منهم الزهراء عليها السلام بنت رسول الله خير البرية وزوج باب مدينة العلم وأم الحسنيين سيدا شباب أهل الجنَّة، قَدمت سلام الله عليها مع قدوم الإسلام فكان للرسول بشارتين: بشارة أن جعله الله نبياً وبشارة ولادة الكوثر التي جعل الله نسل رسول الله منها.
نشأت وترعرعت في بيت ملأت أجواءه نسمات الوحي وأيات التنزيل في كنف أبوين طاهرين، نشأت ورسول الله يعيذها وذريتها من الشيطان الرجيم فكيف لا تنشئ كأفضل امراة خلقها الله وقد لاقت من التربية الحسنة مالم تلاقيه فتاة على وجه الأرض؟!
كانت سلام الله عليها ذات علمٍ ودراية كبيرين حيث تعلمت من أمها الحساب ومن زوجها القرأة والكتابة ومن أبيها الهدى والقرآن، تربت على يدي رسول الله الذي رباه الله تعالى، تربت على القيم العظيمة والأخلاق الفاضلة والصبر والتواضع والإحسان والبذل والعطاء والتصدّق والجهاد والطهارة والعفة وغيرها من القيم العظيمة والأخلاق الراقية.
فاطمة الزهراء هي التي بلغت الكمال الإيماني وذروة الحب لله ولرسوله وللجهاد في سبيله، فكانت مدرسة متكاملة في الإيمان والوعي، مدرسة تخرَّج منها الحسنيين ريحانتا رسول الله.
لقد نالت سلام الله عليها بعطفها وحنانها على أبيها الحب الأكبر والدرجة العالية عنده حيث كان يقوم من مكانه له ويجلسها فيه ويرحب بها ويقبلها كما كانت تصنع به، وكان صلوات الله عليه وآله إذا اشتاق إلى رائحة الجنة قبّل فاطمة وإذا بكت يمسح دموعها بثوبه، وكان إذا سافر جعل آخر عهده بها وعندما يعود تكون أول وصاله، لم يكن حب الرسول لها نابعاً من حنان الأبوة فحسب ولم يكن كل ذلك الحب والعطف والحنان شيء طبيعي؛ بل لأنه يعرف علو شأنها ومقامها الرفيع عند الله، فهي بضعة منه وعقلها بضعة من عقله وقلبها بضعة من قلبه، فليس من البديهي أن يقوم الرسول الخاتم من مكانه لشخص عادي ويجلسه فيه.
كانت فاطمة سلام الله عليها فقيهة عالمة وسياسية وذات حنكة ورجاحة عقل وورع لدرجة ان الإمام علي عليه السلام جعلها مستشاره الأول، فهذه المرأة العظيمة التي حازت أعلى مكانة قد تصل المرأة اليها في الدين الإسلامي يجب أن تكون هي النموذج الإنساني والأخلاقي والقيمي لكل البشرية
ولكنَّها غيِّبت عن واقعنا ولم نسمع عنها إلّا ما قلَّ وندر، غيَّبوها وقد أحضرها القران الكريم، غيَّبوها وهي سيدة نساء الدنيا والآخرة، غيَّبوها وهي التي كانت أحبّ الخلق الى رسول الله، ووضعوا لنا بدائل عنها نساء عاهرات ماجنات فاسدات ساقطات من ممثلات ومغنيات وفنانات
وغيّبوا عنا القدوة الحقيقة التي فطمها الله وذريتها ومحبيها من النار التي الإقتداء بها فيه الفوز برضوان الله وجنته والعتق من ناره؛ لإنَّها اذا غابت عنا واصبحنا متشبثات بنساء ساقطات سوف يسهل على العدو إفسادنا واحتوائنا بل واحتلال أرضنا والسيطرة علينا؛ لإنَّ المرآة نواة المجتمع إذا فسدت فسد المجتمع بكله فهي التي تعلِّم وترَّبي وتصنع الاجيال.
يجب علينا كمجتمع مؤمن أن نقتدي بسيدة نساء الدنيا والآخرة لنتحصن من الحرب الناعمة ونواجه مكائد تعدائنا بإيمان راسخ وصبر وجهاد عظيمين وأن نجعل من الزهراء أعلى مثال يحتذى به في كل صفاتها، ويجب أن نعيدها الى الساحة الإسلامية ونعلِّم الأجيال بها بكل الوسائل وفي كل المجالات لا سيما الجانب الاعلامي وكذلك يجب دراسة حياتها في مناهجنا الدراسية فهي أجلُّ وأعظم مدرسة؛ ليكون جيلاً مؤمناً واعياً ينشئ ويعيش بعيداً عن الذلة والخضوع.
#اليوم_العالمي_للمرأة_المسلمة