الصدق أو الصداقة ؟!
إب نيوز ٢٨ جمادي الأولى
عبدالملك سام
يا (عادل) صدقني، إنها المرة الألف التي تطلب مني أن أكتب عن هذا الموضوع! وأنا – كما أخبرتك – قد كتبت عنه سابقا عدة مرات، ولكنك تعلم جيدا أن مثل هذه المواضيع تعتبر من الأبواب “المغضوب عليها”، وأنا لا أريد أن أتقاعد عن الكتابة في وقت مبكر، فدعني وشأني!
ماذا قلت؟ هل تتهمني بالجبن؟! أعد التفكير في رأيك هذا؛ فأنا قد تجاوزت “الحدود” لمرات لا تحصى، وكم مرة كنت أردد مقولة الإمام علي (ع) الشهيرة: “الصدق لم يترك لي صاحبا”، وأكبر دليل على كلامي هو أن المواقع الخارجية تنشر مقالاتي أكثر من المواقع المحلية، ولولا أن لدينا البعض من العاقلين لما وجدت من ينشر لي حرفا في الداخل!
حسنا يا (عادل)، لن أردك اليوم، وسأكتب عن الموضوع الذي طلبته مني، ولكن لا تعتاد أيها المتعب على هذا الأمر دائما، فللصداقة حدود، وسأقوم بما أستطيع من أجل صديق. والآن ذكرني عن أي موضوع كنا نتحدث؟! اهاااا، تذكرت.. كنا نتكلم عن المحاكم، وشكوى الناس من القضاة وموظفي المحاكم، وهو موضوع رغم خطورته وأهميته، إلا أنه – كما يبدو – أصبح لعنة ستلازمنا جيلا بعد جيل!
نعم يا (عادل)، ما زلت أتذكر أننا في آخر نقاش لنا وصلنا إلى نتيجة أنه إذا صلح القضاء فسيصلح البلد بأكمله، وأذكر أيضا أننا قلنا بأن أي إجراءات ضد الفساد لا يمكن أن تؤدي إلى نتيجة دون إصلاح القضاء أولا، وحينها تدخل (خالد) ليؤكد أن مقولة “العدل أساس الحكم” صائبة، ولن انسى كيف كان يتحدث بحماس زائد ولعابه يتطاير في وجوهنا بأن معظم أسباب تذمر الناس وأنتشار الإشاعات سببه فساد القضاة واللجان التي تشكلت لتكون بديلا عن القضاء!
لا أظن أن هناك جديد يجعلك تلح علي كي أكتب مجددا عن هذا الموضوع! لقد قلنا كل شيء تقريبا.. ماذا تريد أن تضيف؟! هل تقول بأن أستمرار الظلم أمر من الظلم نفسه؟! وأن تدخل أشخاص لا شأن لهم بالقضاء زاد الطين بلة؟! وأن هؤلاء يأخذون جزءا من حقوق الناس مقابل “أعمال الخير” التي يفعلونها؟! المسؤولون لدينا يعرفون ذلك جيدا، ويتجاهلونه لأنهم يعتقدون بأن هذا من الحنكة والسياسة، وإلا فلماذا وصف السيد القائد الوضع الحكومي بالمزري؟!!
هل قلت كل ما لديك يا (عادل)؟! لا أظن أن هناك جديدا فيما قلته، ولا أظن أن الوضع سيتغير على المدى المنظور على الأقل.. كل شيء سيبقى على حاله، وسنظل ندور مثل الجمل الذي يدور مغمض العينين في معاصر الزيوت! ولن نحقق شيئا طالما ونحن نرفض أن نواجه الحقيقة المرة، ألا وهي أن حالنا لن يصلح إلا بالعدل؛ فالعدل يبني دول الكفر ويحولها لجنات يفر اليها الملايين من أبناء دول الإسلام المليئة بالمظالم، وبالتأكيد فلن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإن كان خير فخير، وإن كان شر فشر.. والله من وراء القصد.
….
*عجيب!! أحاول أن أتصل بصديقي (عادل) منذ ثلاثة أيام، وكلما اتصلت وجدت الخط مشغولا!!! من يعرف السبب فليكتبه لي في التعليقات رجاءً..