شركات (فاعل) لإنتاج الجوع والمرض !
إب نيوز ٤ جمادي الآخر
عبدالملك سام
وانكشف المستور الذي لم يكن في الأصل مستورا، بل كان واضحا لكل ذي عقل وضمير، وأصبحت سيرة شركات #### على كل لسان! والموضوع ليس عنصريا كما قد يذهب إليه رأي البعض، فأبناء #### ليسوا زنوجا يعيشون في أمريكا، بل هم يمنيين. ولكن لو أردتم الحقيقة فهم والنظام السابق أكثر من كرس العنصرية والمناطقية في اليمن.
وزارة الصناعة أستيقظت من سباتها العميق، وندعوا الله ألا تكون صحوة مؤقتة، ومنتجات شركات #### غنية عن التعريف من ناحية رداءة جودتها، وأرتفاع أسعارها، وحتى طريقة منافستها غير الشريفة لباقي الشركات، ولو أردنا أن نضع شعارا يشير إلى نشاط هذه الشركة، فلن نجد أفضل من رمز الإخطبوط، رغم أنه لا يوجد للإخطبوط أنياب سامة!
أنا مواطن ومستهلك مثل باقي أبناء الشعب اليمني، ولو كان هناك شركة محلية تغنيني عن الإستيراد فسأكون أول من يقف معها، لأن هذا فيه فائدة للجميع.. أما هذه الشركة بالذات، فيعلم الله بأننا دعوناه كثيرا كي يهدي القائمين عليها، ولكن لم يزدهم دعائنا إلا عتوا ونفورا!
مالكي الشركة والإداريين فيها يتعاملون معنا كفئران تجارب بكل ما تعنيه الكلمة من معنى؛ فالمنتج الجديد الذي ينزل السوق يكون أمام إحتمالين، أن ينجح وهذا معناه أن يختفي من السوق ليتم تصديره فهو “جيد”! وإما أن يفشل المنتج، وهذا يعني أن يتم تغيير غلافه وإضافة بعض المنكهات ليستمر في السوق مهما كان رديئا!
البعض سيقول بأن أسرة #### تتبرع لمرضى السرطان وتبني المساجد والكثير من الأعمال الخيرية، وبدوري سأرد على هؤلاء بأن يعطوني عدد المنح العلاجية ويقارنوها بعدد المصابين بالسرطان وغيره من الأمراض بسبب فساد الغذاء! أما عن المساجد فالكل يعرف من الذي يدفع ويمول لتقسيم البلد دينيا، وماذا أنتجت هذه “المساجد”! أما عن الأعمال الخيرية فأعتقد أن هناك تجارا مستواهم أقل من هذه الشركة ويدفعون أكثر، ثم برأيي أن أكبر خير يمكن لهؤلاء أن يفعلوه في الشعب اليمني هو أن يكفوا عن تأمرهم عليه إقتصاديا.
الإحتكار أول معصية يمكن للدولة أن تسعى لمقاضاة الشركة عليها، فكلما دخلوا سوقا أفسدوه وحاربوا التجار فيه، فمثلا منذ دخولهم سوق الدواء قاموا بإزاحة مئات الشركات، فيما أرتفعت أسعار الأدوية بشكل غير مسبوق، والمشكلة أنهم لا يتعاملون بإنسانية فيما يخص أدوية الأمراض المستعصية والتي يتفاخرون بأنهم يعطون منح علاجية لها في الخارج!
لم أفهم أيضا كيف أن أكبر شركة لإنتاج الألبان ومشتقاتها لا تملك مزارع للأبقار والأغنام لتغطية هذا الإنتاج! وكيف أن أكبر شركة لإنتاج البقوليات لا تملك مزارعا للبقوليات! وهكذا مع بقية المنتجات.. فلو قلت لي بأنها تستورد هذه المواد من الخارج فهذا يعني أنها ليست شركة ذات توجه وطني، ولا تستحق الدعم، وإلا لكنا نملك مزارعا تفوق مالدى (نيوزيلاندا) منذ عقود!
أخيرا.. نطالب الحكومة بأن تتخذ أي قرار لحماية المواطن المسكين من هذه الشركة وغيرها، فالمواطن ليس له قدرة لمواجهة نار أرتفاع الأسعار المستعرة ولا تكاليف رحلات العلاج الباهظة.. تستطيع الحكومة على الاقل أن تضمن أن تكون للسوق منافسة عادلة وأنا متأكد أن هذا كفيل بكبح أطماع هذه الشركة المحتكرة.
أما كل من سينتقدني على هذا المقال، فأقول أولا: “الله يسامحك، فمصلحتك مصلحتي، ونحن على ذات المركب”.. وأتمنى أن تسافر – عزيزي الناقد – إلى الخارج، وتصادف هناك منتج واحد لهذه الشركة الفاسدة، وأنا متأكد بأنك ستذهل؛ ليس بسبب جودة المنتج العالية – حاشا لله -، ولكن لأنك ستلاحظ أن رداءته أقل بكثير مما هي عليه هنا، وهكذا ستشعر بالعار والخيبة في ذات اللحظة و…. تعذرني.
…
*ارجو من كل شخص أن يسمع بتمعن “اليمين” المغلظة التي تفرضها شركة #### على التجار والوكلاء لها.. ستدرك حينها أنك أمام طفيليات تقتات على معاناة الناس، بل وطفيليات قذرة منعدمة الضمير والرحمة!! هل هناك حقد أو خبث أخطر من هذا؟! لم يجاوز الحقيقة من قال أن هذه الشركات ذراع إقتصادية صهيونية في اليمن.