عن مسلسل (معاوية) وما وراءه!

 

إب نيوز ١ شعبان

عبدالملك سام

الموضوع ليس موضوع مقارنة؛ فلا يوجد بتاتا ما يمكن أن يجعل شخص عاقل ويحترم ذاته ووقته أن يندفع ويتهور ويقوم بالمقارنة بين شخص جناب مولانا خليفة رسول الله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)، وبين الطليق أبن الطليق الزنديق الصفيق معاوية بن أبي سفيان (أعز الله قدر السامعين)!

والمسألة ليست مجرد مسلسل بريء لعرض وجهة نظر فيها خلاف؛ لأنه ليس هناك ما يختلف عليه المسلمون في موضوع معاوية، فجميع الأطراف والمذاهب تجمع على خروج هذا المعاوية عن طاعة خليفة رسول الله (ص)، وهو بهذا الفعل قد أصبح أول الخوارج وقائدهم إلى النار، وهذه النقطة من المجمع عليها، ومن الأمور التي لا خلاف فيها.

إذا في الأمر “إن”، وهذه الـ “إن” جائت هذه المرة من مملكة (الهشك والبشك) بعد أن سقطت في عيون مريديها والمخدوعين بها، وبعد قرن من التزمت المظهري، والتعنت والجرائم التي جعلت من الإسلام فزاعة للآخرين، ليفر كل من أراد أن يعرف عن الإسلام قبل حتى أن يفكر، لتختتم هذا السقوط بالإنبطاح تحت أقدام أعداء الأمة، وتشارك في نشر مشروعهم الفتنوي والتدميري، وتسيل أنهار الدم وتنشر الخراب في العالم أجمع!

الموضوع لا يحتاج لكثير من الجدل حول ما سيقدمه الإعلام السعودي هذه المرة في رمضان، خاصة بعد أن منع حج بيت الله الحرام عن المسلمين عاما بعد آخر، فالمؤكد أن هذا المسلسل ماهو إلا فصل جديد من المؤامرة على الإسلام والمسلمين، والهدف الرئيسي من وراءه لن يكون سوى إشعال المزيد من الفتن في أوساط هذه الأمة المكلومة المستضعفة بحرب ناعمة جديدة يضمن منها الأعداء ألا تهدأ وتستكين ولو لبرهة من الزمن.

هذه الخطوة تثبت من جديد ما تحدثنا عنه سابقا عن خطورة الموالاة لأعداء الأمة، وها نحن نرى ماذا يمكن أن يصل إليه الإنسان إذا ما سلم زمام أموره لمن يريد به الشر! ولن ينجو من السقوط في الهوان والذل إلا من حكم عقله، وعرف ما ينفعه ويضره، وأبتعد عن الباطل الذي سيودي به لخسارة دينه ودنياه، فأتعس الناس حظا من باع دنياه وآخرته بدنيا غيره، وكتب عند الله من الخاسرين.

أما نحن فلا نشك فيمن توليناه، فقد تولينا من أمرنا الله بتوليهم، وهو من قال رسول الله فيه: “من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله”، فهل بعد الحق إلا الباطل؟! وهل بعد الصدق الواضح إلا النفاق الصريح؟! ولكل من لا يزال يرتع في ضلاله وتعنته نقول: بئس ما أخترت لنفسك، ولو أردت لنفسك الخير لهداك الله لما ينفعك وينجيك يوم لا ينفع المرء معذرة ولا ندم!

* يقول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُ‌وا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُ‌ونَ ○ فَأَعْرِ‌ضْ عَنْهُمْ وَانتَظِرْ‌ إِنَّهُم مُّنتَظِرُ‌ونَ} (سورة السجدة).
عني شخصيا.. لو عرضوا علي الـ 100 مليون دولار لأمثل دور معاوية ما قبلت؛ فسيكون الأمر وكأني رضيت بأن يتخيل الجمهور صورتي كلما جائت سيرته! أليست لعنة أبدية؟!

You might also like