رئيس الشهداء

إب نيوز ٤ شعبان

أم المختار المهدي

في ذكرى استشهاد الرئيس صالح علي الصماد نتحدث عنه لنستذكر مآثره التي سجَّلها في صفحات التاريخ المشرقة كعظيمٍ جاد به الله للشعب اليمني،الحديث عن الصماد هو حديث عن رجل جسَّد كل معاني الرجولة، ومؤمن جسَّد كل صفات الإيمان في حياته، الحديث عن الصماد هو حديث عن رجلٍ نهل من نهر محمد وآل محمد حتى ارتوى
نهر الإيمان والتقى والإخلاص والشجاعة والسماحة والرجاحة والحلم.

تخرَّج من مدرسة رسول الله_صلَ الله عليه وآله وسلم وآل بيته عليهم السلام_
لقد اقتدى برسول الله في اهتمامه وحرصه على هداية الأمة وإصلاح شأنها، لقد كان عليَّاً عندما باع الدنيا بكل زينتها وبهجتها وكانت قد خضعت له ولكن حب الله ملئ حياته وكيانه فلم يتسلل من حب الدنيا ولو ذرة إليه، قال مجسداً حيدر الكرار: (غرِّي غيري يا دنيا ).

لقد أخذ من الحسن حلمه، فكان ذلك السمح والحليم والورع لا يعرف التهوُّر ولا يعرف للعصبية والتعصُّب وجهاً لقد نزل إلى الحديدة مستبسلاً و مهرولاً إلى مصيره المحتوم باذلاً لله روحه ودمه في سبيل الله ومن أجل حرية وكرامة شعبه كالحسين الذي تقدَّم إلى الميدان رغم معرفته بمصيره.

لقد كان الإمام السجَّاد له قدوة في عبادته وخلوته بربه مجسداً للعلم والإيمان في واقعه، مربياً أشبالٍ عاشقين للهدى والحق.

أمَّا إمام الثائرين زيد فكان له مثلاً أعلى؛ حيث حذو حذوه في رفض الظلم، والعمل على إعلاء كلمة الله ومقارعة الظالمين قائلا:(والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت ).

وفي منصبه كان كالإمام الهادي عادلاً ورؤوفاً وحريصاً
لم يغتر بالمنصب ولم تغيره السلطة؛ كان الغني والفقير عنده بمرتبة سواء
، لم ينسى المظلومين ولم يلهيه عمله عن مقارعة الظالمين والمفسدين، فكان نعم المدافع عن المظلومين وأشدَّ خصمٍ للظالمين.

لقد خرج سلام الله عليه من الرئاسة كما دخل فيها، لم يكسب بيتاً ولا سيارةً ولم يجمِّد أموالاً رغم استطاعته بدلاً من أن يعود بأهله وأولاده إلى مسقط رأسهم كما قال:(وصالح الصماد لو يستشهد غد ما مع جهاله وين يرقدوا إلا أن يرجعوا مسقط رأسهم وهذه نعمة عظيمة بفضل الله سبحانه وتعالى)، كان يستطيع أن يفعل كسابقيه وينهب ويسرق دون أن يحاسبه أحد ولكن هيهات لمن كان يقوم في منتصف الليل ساجداً خاشعاً لله باكياً أن يفعل ما يغضب الله أو ما يكدِّر شعبه، بل اتخذ من منصبه قربة إلى الله واعتبره اختباراً من الله له تمحيصاً لإيمانه
، فسعى جاهداً في تطبيق مسؤوليته كاملة، فلقد كان كأصغر مواطن يمشي في الشوارع ويسلم على الصغير والكبير، شهدت لوجوده كل الميادين حيث لم يبقَ ميدان لم يزره ولقد كان يقضي أيام العيد هناك، فنال المرتبة العظيمة عند الله وكان حقاً على الله أن يظلّه في ظله يوم لا ظل إلا ظله.

لم يحب شعبٌ رئيسٌ كما أحب الشعب اليمني الرئيس الصماد بكل طوائفه وفئته؛ لأنه كان رحيماً بهم وعطوفاً عليهم وحريصاً على مصالحهم وذليلاً بينهم ولكنه أيضاً كان عزيزاً على الكافرين والظالمين كما قال تعالى:( أَذِلَّةٍ عَلَى الْـمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ ).

أدرك الأعداء خطورة الصماد عليهم وحيلولته دون تنفيذ خططهم فرأوا أن قتله سيكون في مصلحتهم فقتلوه وبئسما كسبته أيديهم، لقد حققوا له ما لم يكن بإستطاعة احد محبيه تحقيقه له وهي الشهادة والجنَّة، لقد حققوا له ما كان يتمناه وأوصلوه إلى ماكان يتطلع إليه بشوقٍ ولهفةٍ كبيرين، كانت الشهادة المكسب الوحيد للصماد من منصبه، قتلوه ولكنه لم يمت
،رحل جسده عنا ولكن أخلاقه وقيمه ومبادئه ما زالت فينا وستبقى، لقد صنع الصماد فينا ألف صماد وصماد لا يخافون القتل ولا يرضون بعيشه الذل أبداً
، ظنُّوا بقتله انَّهم سيطفئون نوره ولكنه زاد توهُّجاً.

#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة
#الحملة_الدولية_لفك_حصار_مطار_صنعاء_الدولي

You might also like