الجنوب يغرق.. يغرق.. يغرق!
إب نيوز ١٦ شعبان
عبدالملك سام
لقد أزعجتمونااااا، والسبب هو النقاشات الدائرة حول الأوضاع في جنوب اليمن المحتل، وهناك من ينفعل حتى تنتفخ أوداجه ويحمر وجهه وتجحظ عيناه، ولولا أنه يواصل الكلام لظننت أنه أصيب بنوبة صرع أو ما شابه! يا أخي أقسم لك بأنني أصدق كلامك، وكل شيء واضح للجميع فيما عدا أؤلئك الحمقى الذين سلموا رقابهم لقوى الإحتلال السعودي الإماراتي!
من المؤسف أن تضيع أوقاتنا في لعن الملعون، والتعجب من أشخاص رموا بعقولهم في مكب النفايات ووضعوا أحذية بالية مكانها، فهؤلاء أسواء من باقي الدواب، فعلى الأقل فالدابة تستجيب لك لو لكزتها بعصاك، أما هؤلاء فكم ناشدنا وصرخنا فيهم دون أن نجد ولو ردة فعل تدل أنهم ما يزالون ينتمون لعالم الأحياء!
إقترب يا صديقي، ودعنا نتحدث بهدوء، فأنا اعلم أنك منفعل مما يجري، وأنك غير مصدق أن هناك آدمي يقبل أن يهان ويداس ويقاد ويغتصب وينتهك مرارا وتكرارا دون أن ينبس ببنت شفة، أو يتعلم من أخطاءه! ألم نقل لهم مرارا أن الضابط السعودي والإماراتي أتفقوا عليهم؟! ألم نحذرهم من لعبة “فرق تسد”، ولعبة “العصا والجزرة”، وحتى لعبة “عريس وعروسة” التي تمارس عليهم؟!
ولنكون منصفين، فهم قد أختلطت عليهم الأمور قليلا، فلعبة “فرق تسد” قد مارسها العملاء فيما بينهم منذ البداية وقبل أن يطلب منهم ذلك! ولعبة “العصا والجزرة” لم يكن فيها أصلا جزرة أو بعرة؛ فالمحتل كان ينهب دون أن يترك لهم جزرا ليختلفوا عليه! أما لعبة “عريس وعروسة” فقد تم التستر عليها بعد إن أتضح أن الضابط السعودي والإماراتي يفضلون الغلمان! فأستر على أعراضهم ولا تعلق!!
ربما أنت منفعل لأنك تقصد أن يصل صوتك للمواطن؟ ولكن بالله عليك ما يفعل المواطن المخدوع والمغلوب على أمره وقد قالوا له أن إخوانه في الشمال عملاء، ولما صدقهم وأستبشر بمن وجدهم ليكونوا “قادة”، فإذا به يراهم يؤسرون وتمرغ أنوفهم في الوحل!
بالأمس أستعمل الإحتلال الإخوان الخونة لإرهاب خصومهم، ثم فجأة قالوا له بأنهم إرهابيين! ثم أتوا بميليشيات لتقاتل المليشيات، وعندما فرح من أتوا، فإذا بهم يتحولون إلى متمردين، وأتوا بمليشيات أخرى لضرب المليشيات التي أتت!!! (أحيييييه)!!!
الموضوع معقد كما ترى، ومن الطبيعي أن يحصل إرتباك، ولكن من المؤسف أنهم لا يتعلمون! بعد الآف القتلى والمعتقلين ولم يتعلموا!! بعد أن ذهبت كل وعود “التنمية والإستغرار” لم يتعلموا! وبعد ألف سنة لن يتعلموا! هؤلاء دخلوا المتاهة بقناعتهم، ولأنهم تجاهلوا الحقيقة منذ البداية فليستمروا ما شاءوا، ولن ينقذهم مما هم فيه إلا أن يعودوا لجادة الصواب.
دعني أختم معك هذا الأمر لننتقل إلى موضوع أكثر جدوائية.. لعل الشيء الذي يعطي بصيصا صغيرا من الأمل هو أن هناك من عاد له عقله ورجع إلى أهله في الشمال، وهناك من تعب بعد كل هذه السنوات من العبث وأغلق على نفسه باب داره وهو ترك الصعاليك ليلاقوا مصيرهم..
الأمر لن يحسم في جنوبنا الحبيب سوى بعد أن يزيد عدد العقلاء ويتركوا الإحتلال ليلاقي مصيره وحده، فعندها ستنتهي هذه المهزلة التي ستبقى دهرا وصمة عار لكل من مد يده بيد الإحتلال القذر.. عندها سيرتاح اليمن.. كل اليمن.
…
*لكل من يريد أن يخرج من هذه المعمعة.. أتصل بالرقم (176)، وعد لشعبك وأهلك واخوتك، وأنا أؤكد لك أنك لن تجد سوى الإحترام والتقدير والأخوة.. بل وستجد نفسك في الموقف الصحيح الذي سينهي معاناتك، وستسأل نفسك حينها لماذا تأخرت؟!