وماذا لو تصافحوا ؟!
إب نيوز ٢٥ شعبان
عبدالملك سام
لسنا مجبرين أن نؤكد على شيء، وحدهم الحمقى من ظلوا يصدقون أبواق آل سعود فيما تقول وتكذب، وما توجه السعودية الأخير لتحسين العلاقات مع إيران إلا وسيلة لجذب إنتباه أمريكا حتى تخفف ضغط (بايدن) عليها، وقد يذهب (مبس) لأبعد من ذلك ولو بإتجاه موسكو وبكين!
لماذا؟! لأن مشاريع المملكة معطلة وبحاجة للتمويل، والمشروع الضخم المسمى “نيوم” لابد أن يكون جاهزا قبل 2030، وهذا لوحده سيحتاج أكثر من الـ500 مليار دولار التي حددت كموازنة للمشروع، وفيما تتسع المنافسة مع الإمارات فلابد أن تلتفت السعودية لنفسها قليلا، وهو أمر مستحيل طالما وهي مضطرة لإرسال المال إلى أمريكا لحل مشاكل الأمريكيين الإقتصادية المزمنة.
أما هنا في اليمن، وحتى من قبل العدوان، ظل يردد بعض البلداء أكاذيب السعودية عن علاقتنا بإيران، وأستمر الأمر دون كلل، وسيستمر دون ملل طالما وهناك من يصر على الإنصات لما يقوله النظام السعودي بإخلاص عجيب، وحتى لو تكشفت الحقائق فلا يمكن أن تتغير عقول المغفلين مهما فعلنا!
أتذكر عندما قام طيران العدوان بقصف الصالة الكبرى عام 2016، يومها سمعنا وسائل إعلامية سعودية وهي تردد بأن “الحوثيين” هم من قصفوا الصالة الكبرى بصواريخ كاتيوشا، ولدهشتنا من هذا الخبر الأعوج إلا أننا وجدنا في الشارع من يؤكد أنه قد رأى دخان يتصاعد من أحد جبال صنعاء! وفيما بعد وجدنا من ظل يردد هذا الكلام حتى بعد أن أعلنت السعودية “بنفسها” مسؤوليتها عن الجريمة!
أن تعود العلاقات بين أي بلدين في المنطقة هو أمر جيد، ونحن لا نقف ضد أي تقارب إلا مع كيان العدو السافل، ولا توجد لنا أي مصلحة خاصة من وراء تقارب السعودية وإيران؛ فالأمر – إذا كان هناك من لم يفهم – مجرد كذبة، وأكبر دليل على ذلك هو ما يحدث الآن، فالسعودية أعتدت علينا بإدعاء وقف المد الإيراني، ولذلك كان من المنطقي بعد تحسن العلاقات مع إيران أن يرتفع الحصار عن “عملاء إيران” أو يخفف ولو قليلا كأحد نتائج هذا التقارب.. أليس كذلك؟!
عداء السعودية لليمن يعود إلى ما قبل الثورة الإيرانية، وإلى ما قبل مولد الشهيد القائد، وإلى ما قبل ظهور كيان آل سعود على أرض الحرمين، فنشأة السعودية مرتبط بأهداف ومصالح بريطانية تحتم عليهم حماية النفط للغرب، ودعم الإرهاب في العالم، وإبقاء المنطقة مشتعلة بشكل دائم.
بجانب أن هناك عقدة نقص يشعر بها أعضاء أسرة آل سعود، وخاصة من الدول التي كان فيها حضارات كاليمن ومصر والعراق وسوريا، ولهذا فقد ساهموا في كل مخطط ضد هذه الدول، ولو أن النصيب الأكبر من هذا الحقد قد صب على اليمن واليمنيين.
على العموم.. نتمنى ان تصدق النيات وتتحسن العلاقات بين جميع الدول العربية والإسلامية، وفي ذات الوقت نؤكد أيضا أننا لن نتهاون أمام أي جهة تعتدي على بلدنا، سواء كانت السعودية أو إيران أو حتى جزر الكناري!
فليتصافحوا ويبتهجوا، ولكم تمنينا من السعودية أن تبدأ بمصالحة جيرانها فنحن أحق بأن يصفوا القلوب معهم، ونحن – ونقسم على ذلك – وافقنا على مضض أن نمد يد السلام لهم رغم كل ماضيهم الأسود معنا.
لكن نحب أن نؤكد أن يد السلام لن تظل ممدودة كثيرا، فليغتنموا الفرصة قبل أن تحدث الغصة، فمتى ملت هذه اليد وعادت فإن “العودة جفاء” كما يقول المثل اليمني، وصدقوني لن نكتفي فقط بتعليق صور الشهيد القائد في شوارعهم.. فليتعقلوا قبل أن يعلقوا!
….
*تذكرت قول أحد المتصوفين، ولعله محيي الدين بن عربي، حين قال: “يأتي باللين ما يأتي بالقهر، ولا يأتي بالقهر ما يأتي باللين”، والمعنى أن آل سعود لن يستطيعوا أن يأخذوا منا شيئا بكل هذا الحقد والإجرام، ولو أنهم تعقلوا وكسبوا ودنا لكانوا على أقل تقدير أحتفظوا لأنفسهم بكل تلك المليارات التي بعثروها على حربنا وعلى شراء المواقف!