سلام يا مهدي
إب نيوز ٣٠ شعبان
عبدالملك سام
لطالما تفاخرنا كيمنيين أننا سواء كنا زيديين أو شوافع بأننا نتعايش مع بعضنا بوئام، وهذا طبعا قبل أن ينتشر الوهابيون بيننا بواسطة المال السعودي لينشروا التكفير والتنازع.. ولكن رغم كل ما حصل فقد كان الوهابي اليمني أقل شرا من وهابي الدول الأخرى، كيف لا ونحن الأرق قلوبا والألين أفئدة بشهادة النبي (ص)؟!
نحن نصلي معا منذ أن كان الآخرين يصلون في مساجد متفرقة، وقد وصل الأمر في بعض الدول بأن أصبح في المسجد الواحد أربع جماعات لأتباع المذاهب الأربعة أشهر أهل السنة! بينما صلى اليمنيون مع بعضهم لأن هذا هو الأصح؛ فالإسلام هو المعيار، والمؤمنون أخوة وإن إختلفت توجهاتهم، فربهم واحد، وكتابهم واحد، ونبيهم واحد، وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا.
نجاح الرابطة الدينية المبنية على الأخوة في الإسلام ليست نتاج أننا أهل الحكمة والإيمان فحسب، ولكن تطبيق الإسلام الفعلي يؤدي إلى الوحدة وتجميع الناس. هذا يعني أنه كلما كان المجتمع ملتزما بتعاليم الإسلام كلما أدى هذا للإجتماع والإستقرار، وهذا ما يحصل في بلدنا ولله الحمد.
مؤخرا تم إصدار نشيد “سلام يا مهدي” من قبل أشخاص يتبعون المذهب الإثني عشري، وهم يعتبرون من الأقليات التي تعيش في مجتمعنا بوئام، فلا يوجد عندنا إضطهاد لأي مذهب، ونحن أخوة نعيش معا وتربطنا وشائج قربى وعلاقات إجتماعية راقية، وهذا ليس غريبا على أهل اليمن.
ولكن رغم هذا فقد وجدنا بعض الأصوات النشاز التي تأثرت بالأسلوب الوهابي في إقصاء الناس وتكفيرهم، ورغم أني لا اتبنى رؤية الأخوة الإثني عشرية فيما يخص موضوع الإمام المهدي، إلا أن تلك التعليقات أستفزتني للوقوف معهم، وصدقوني بأني كنت سأتخذ ذات الموقف لو وجدت من ينتقد أو يكفر أتباع أي مذهب آخر؛ فأنا من المؤمنين أن ما يجمع المسلمين أكثر مما يفرقهم، وأنهم لو تركوا للقرآن ليعلمهم لما بقي شيء ليختلفوا عليه.
مخطئ من يتعبد الله على الإختلاف والبحث عن سبله، فهذا ليس من الدين في شيء، والقرآن الكريم يحث على الإجتماع وينهى عن الإختلاف، ومن يعتقد أن له الحق في قمع مخالفيه وهو في موقف المعرض عن آيات الله فليفهم أنه في الموقف الخاطئ، وأن ما يفعله يؤثم عليه، وكم كان الأجدر به أن كان كلامه من باب الإلتزام الديني أن ينصح بما لا يؤدي لوجود بغض أو ضغائن بين أبناء الأمة الواحدة.
أخيرا.. الموضوع لا يحتاج لأكثر من هذا، فلنستعذ بالله من الشيطان الذي ينزغ بيننا، والمفترض بنا أن نتعامل مع بعضنا برقي وأخلاق ومحبة كإخوة، وليعتقد كل منا ما يريد فهو سيحاسب عليه وحده، وأهم شيء ألا يؤدي أي رأي إلى إختلاف وخصومة وإمتهان للآخرين.. دمتم بخير يا أهل اليمن الشرفاء.
…
*رمضان فرصة لتوحيد الكلمة بين المسلمين، ورمضان هذه السنة بالذات فرصة لنقف صفا كالبنيان المرصوص في وجه مخطط الفساد والرذيلة، فأغتنموا فرصة هذا الشهر الكريم للجهاد والخير ونشر المحبة والإخاء فيما بيننا، وكل عام وأمتنا الإسلامية في خير.